18 ديسمبر، 2024 9:46 م

زكية إسماعيل حقي روح القضاء السياسي.. خالدة في إمرأة

زكية إسماعيل حقي روح القضاء السياسي.. خالدة في إمرأة

طوى المنون القاضية زكية إسماعيل حقي، في الغربة.. يوم الإثنين الماضي 23 آب 2021 عن ستة وثمانين عاماً.. جف نبض الحياة في تاريخ شخصي توزع بجدارة إيجابية.. بين القضاء والسياسة، موؤدة في واشنطن!

زكية إسماعيل حقي.. نابت عن الشعب العراقي في الدورة البرلمانية الأولى من عام 2005 إلى 2010.. قبل ذلك تعد زكية رائدة نسائية في القضاء العراقي والعربي.

بغدادية النشأة.. كوردية النسب عصامية الحسب، تخرجت في جامعة بغداد بدرجة أمتياز العام 1957 بكلوريوس قانون، وعملت قاضية في العام 1959.

إلتحقت بالحركة التحررية الكردية، مسهمة بتأسيس إتحاد نساء كوردستان يوم 11 كانون الأول 1952، مواصلة النضال الميداني بتواتر عابر للسجون والإعدامات والملاحقة والقتال و… الإضطهاد.. أبسطها التجريد من منصبها كقاضية يوم 6 حزيران 1962 لإشتراكها في تظاهرة مطالبة بالسلام، والإقامة الجبرية من 1975الى 1996 منتهزة فك الطوق في اللجوء إلى أمريكا.

حين ماتت زكية؛ جفت خمس لغات تتقنها.. وفاضت مع الأثير، تحلق في الفضاء.. هل ستحدث الملائكة وتجامل الحوريات باللغة الكوردية أم العربية أم الفارسية أم الأفغانية والإنكليزية؟ أم تصمت ريثما يأخذ الكوردي كامل حقوقه في الأرض التي نذرت عمرها لتحقيق عدالة السماء على أديم ترابها وجلمود أحجارها الصخرية الصلدة.

زكية ليست قدوة للنساء كما هو الكلام المستهلك في تمجيد النساء حين يتوفاهن الرب؛ إنما هي تجربة معرفية، مفتوحة الوجود بين ما قبل الثلاثينيات ولادة، وما بعد 2021 موتاً يعدو الموت الى المطلق.. أزلي.. قبل البداية وبعد النهاية.

تكتظ سيرة حياتها بتجارب متداخلة ترسم وطناً إفترضته واحداً وعشرين عاماً من الإقامة الجبرية، توقد بضوئه عتمة الشموع الآفلة، التي نجت منها الى أمريكا وعادت بعد 2003 نائبة عن شعب إستقبل.. بالإجلال.. خبر موتها في واشنطن وموارتها ثرى مقبرةHarrisonburg Kurdish ولسوف يعطيها الموت معنى مضافاً الى ما حققته كمناضلة قومية وقاضية رائدة.