10 أبريل، 2024 5:25 ص
Search
Close this search box.

زقنبوت سياسي

Facebook
Twitter
LinkedIn

مما لا يخفى على الجميع ان البرامج الرمضانية لهذا العام سجلت تزاحماً شديداً على شاشات الفضائيات العراقية نظراً لكثرتها و تنوعها لكن في الوقت ذاته سجلت إستياءاً واضحاً لدى المشاهد العراقي لما يسيطر عليها من مشاهد الخوف و العنف و الحزن والطابع السياسي المبطن والتي صار المشاهد العراقي لا يتذوقها ببساطة, علاوة على ان أغلب الاعمال الرمضانية لهذا العام صالحة للاستهلاك المحلي فقط و لا ترتقي الى ما وصلت اليه البرامج العربية لهذا العام و الاعوام السابقة.
مع كل ذلك لكن لم يبقى أمام المواطن البسيط سوى أن يقابل تلك البرامج وغيرها في هذا الشهر الذي تزامن مع إرتفاع حاد في درجات الحرارة و سوء مستوى الخدمات المقدمة له و قلة الاماكن الترفيهية التي من المفترض ان تكون المتنفس الاول للعائلة العراقية بعد يوم متواصل من العمل الشاق مصحوباً بالصيام في أجواء حارة لا تتناسب مع طاقة الكائن البشري لكي يتحملها.
لكن ما لا تتقبله النفس هو كثرة البرامج السياسية والتي تستضيف في حلقاتها السادة المسؤولين والذين أصبحوا موضعاً للشك و الربية لدى الانسان العراقي,حيث نرى أكثر من قناة فضائية عمدت على بث أكثر من برنامج سياسي في اليوم الواحد والذي تتم فيه إستظافة من غرروا بالشعب المسكن تحت مسميات مختلفة في الوقت الذي كان المواطن يأمل أن يشاهد ما يتحدث عن واقعه بشكل مهني و موضوعي لا أن يشاهد تلك الشخصيات التي لم تجري أي تعديل على حياته اليومية و طريقة عيشه في بلد من أغنى بلدان العالم.
وما يزيد الشرخ إتساعاً إن السيد المسؤول يتظاهر بالصراحة المطلقة والبساطة في الحديث ظناً منه بأن ذلك سيشفع له في الحصول على مكاسبه الانتخابية التي قد من الصعب أن يحصل عليها في الدورات الانتخابية المقبلة كمثيلاتها من الدورات السابقة لان المواطن صار يدرك جيداً حقيقة السياسي العراقي و ما الذي يروم الوصول اليه بواسطة أصواته ناخبيه, وما يضيف للامر مرارة ان هذه البرامج صارت عبارة عن منابر لتبادل الاتهامات بين المسؤولين دون التوصل الى حقيقة الملفات التي يتم مناقشها و وضع حلول مباشرة لها ناهيك عن الكتب و الصفقات التي ينكرها هؤلاء المسؤولين في تصريحاتهم , الامر الذي إستفز المواطن وأثار حفظيته بشكل واسع .
هنا لابد من أن نلفت إنتباه القائمين على القنوات الفضائية ونقول لهم بأن المواطن الفقير قد سئم من تلك الشخصيات و أسمائها في مختلف أيام السنة فلا داعي للتركيز عليها في شهر رمضان, كذلك نقول للسيد المسؤول عزيزي السياسي إن كنت تظن نفسك ذكياً فإن الشعب العراقي ليس غبياً وكن واقعياً و موضوعياً فيما تطرحه من سيول من الكلمات المتناقضة لان المواطن أصبح يطالب بنتيجة آنية لكل الملفات المتعلقة بالفساد و الارهاب و الاستثمار و الخدمات و غيرها من إهتماماته التي لم يحصل على أبسطها في ظل حكومة صرفت أكثر من 500 مليار دولار امريكي منذ العام 2011 و الى يومنا هذا, و لتجعل في تصريحاتك نوعاً من المصداقية حتى يكون سحورك حلالاً عليك فلا تنسى بأنك مسؤول عن أحوال من أنتخبك و فوق كل هذا فإنك مسؤول صائم و يتوجب عليك أن تكون صادقاً مع ذاتك أولاً حتى تكون اصدق أمام من أوصلك الى مقعد السلطة و كان له الفضل في أن تتخلص من حرارة الصيف و تنعم بكهرباء مستمرة وكذلك عندما تتحدث بمصداقية سوف يشعر ذلك الفقير بنوع من الراحة و الاطمئنان ويكون سحوره لذيذاُ مهما كان بسيطاً لا أن تحوله بسبب سياستك و وعودك المتكررة الى ( زقنبوت ).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب