بون شاسع بين ساسة العراق الذين يقودون البلاد الى الهاوية بخطا متسارعة قل نظيرها وبين زعماء العالم ممن يقودون بلادهم بذات السرعة ولكن للتنافس على صدارة الأمم والشعوب وبشتى المجالات …كم من نقيب أو رائد في الجيش العراقي وبرغم الهزائم المتكررة على الصعيدين الخارجي والداخلي اصبح فريقا أو لواء بغضون 4- 5 سنوات لا أكثر مع ان الوضع العام وبالأخص الأمني من سيء الى أسوأ ؟ كم من موظف درجة عاشرة أصبح مستشارا بظرف عامين؟ كم من عامل خدمة أصبح سفيرا ببضعة اعوام ؟ كم من – حمار أصبح بروفيسورا !! كم من – كديش – تحول بقدرة قادر الى خبير إستراتيجي !! بالمقابل وعلى سبيل المثال لا الحصر منحت اللجنة الدولية لمنظمة الكاراتيه في مدرسة “كيو كوشن كان” لفنون القتال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الدرجة الثامنة (8 دان) بعد 13 عاما من حصوله على درجة ” 5 دان” في العام 2001، و” 7 دان” عام 2009،علما ان بوتين يتمرن بإشراف الأستاذ “هاتسو روياما ” بطل اليابان وانه بدأ بممارسة فنون القتال وهو في سن 11 عاما ، لاسيما الجودو التي وصل فيها الى درجة – ماستر – وأصبح رئيسا شرفيا للاتحاد الأوروبي للجودو في العام 2006، كان بأمكان ثاني أقوى رئيس في العالم ان يحصل على مبتغاه بظرف عامين كما في العراق ولكن هيهات ان يفعل لأنه سيهين بهذا الفعل روسيا وشعبها قبل غيرها !!
*مستشارة المانيا أنجيلا ميركل ، زعيمة أقوى دولة في العالم اقتصاديا ، لم تغير ملابسها منذ عام 1996 حتى عام 2014فهي غالبا ما تظهر بذات الملابس في جميع الندوات والمؤتمرات التي تحضرها وتحمل جهاز هاتف نوكيا – قديم لاجلاكسي 6 ولا أيفون 5- برغم انها متزوجة من استاذ الكيمياء بدرجة بروفيسور وليس لديها اطفال وتعيش مع زوجها في شقة بالطابق الرابع في احدى البنايات المتواضعة تسكنها 20 عائلة – لا حمايات ولا دراجات نارية ولا طاطو طاطو افتح طريق رجاء – .
*لولا دي سيلفا .. الكناس الذي نظف البرازيل من أساطين الفساد السياسي والمالي !! كان صباغ احذية ثم كناسا حتى وصل الى رئاسة الجمهورية 2003 – 2011 بعد ان رشحته نقابات العمال ليضع البرازيل ضمن قائمة خامس قوة اقتصاديه في العالم ، حصل سيلفا على لقب شخصية العام سنة 2009 ولقب الزعيم الاكثر تأثيرا في العالم ولقب اشهر رجل في البرازيل في التأريخ الحديث.
تسنم رئاسة البرازيل وهي على شفير الإفلاس وانتهى بها الى فائض مالي بـ 200 مليار دولار !! على النقيض من – جماعتنا – ممن تسنموا قيادة البلاد بفائض 200 مليار دولار فأصبحنا على – الحديدة – !!
في آخر ايام رئاسته خرج الشعب البرازيلي بتظاهرات حاشدة مطالبين اياه بتغيير الدستور بما يمكنه من الفوز بدورة رئاسية ثالثة ، فبكى سيلفا وخاطب شعبه والدموع تنهمر من عينيه “سأغادر الرئاسة، لكي لا اصنع لكم دكتاتورا من بعدي !! لم يقل لهم – بعد ماننطيها – لأنها ليست ملك ابيه .
هذا هو الفرق بين امة تتقدم بزعمائها وأخرى كالعراق تتراجع بهم ، فلا تتعب نفسك بالبحث عن اسباب اختيار العراق وللمرة العاشرة على التوالي كأفسد وأخطر وأوسخ بلد في العالم !! اودعناكم