كل منصب وفي أي مكان تحدياته بحجم مسؤوليته، لكن أهم من كل ذلك هو الشخص الذي يتولى المنصب، هنالك من يسعى خلف المنصب، وهناك من يسعى المنصب له، زعامة التحالف الوطني أوكلت الى زعيم زهد بها مراراً، لكن هي بمثابة تحدي وقع على عاتق زعيمها.
إختيار قوى التحالف الوطني، عشية الإثنين الخامس من سبتمبر “عمار الحكيم” زعيماً للتحالف، جاء في فترة حرجة جداً يعاني فيها هذا الكيان من التيه كثيرا، رغم انه الكتلةُ الأكبر تحت قبة البرلمان، لكن أصابه الوهن وأخذ الأنفراد بالرأي منه مأخذاً كبيراً، فكل هذه الامور حتمت على أصحاب القرار به هذا إلأختيار، ومن الأولويات التي إختير الحكيم على أساسها هو وسطية واعتداله.
تنتظر الحكيم الكثير من التحديات، وتقع على رأسها وحدة التحالف لكي يعود ألى سابق عهدهِ، التي بدأ بالتحرك نحوها فور تسنمه المنصب، فكان له لقاء مع المالكي واكد به على تضافر الجهود نحو الوحدة، ثم توالت لقاءاته الوحدوية فكان مع حزب الفضيلة له لقاء ايضا، وبنظرهِ إن قوة التحالف الوطني تكمن في وحدته، والتفاف جميع أطرافه حول القرار الموحد، لأن رص الصف وتوحيد الرأي بحد ذاتها نصر له، ويجب اتخاذ إللازم مع من يفكر بتفرقة، وما عدا ذلك فلن يكون له ثقل كبير في الساحة الساسية ولن يعود الى سابق عهده.
لن تتحقق رؤية الحكيم في لم شمل التحالف، إلا بنسيان الماضي وتغليب المصلحة العامة على الخاصة، فكما هو العهد بهِ أن يكون ذا رأي للمدى البعيد، ثبت أن وحدة التحالف لن تكون فائدة للشيعة فقط، بل أستقرار وتوحيد الكتلة ألاكبر في البرلمان، سيكون له الأثر البارز في أستقرار العملية السياسة أجمع، لكي يساهم بإقرار القوانين التي من شأنها خدمة المواطن، وستكون هذه بوابة لعودة ثقة الشعب بالحكومة بهذه الفترة. رفع الحكيم شعار وحدة التحالف هدفنا، و أخذ على عاتقهِ تنفيذهُ، فالقوة بالوحدة وتغليب الحوار على قراراتهِ، ويجب أن تعي جميع الأطراف التي تنضوي تحته، خطورة المرحلة المقبلة وتفكر بالشعب قبل كل شيء، لكي تقف جنبا ألى جنب مع زعيم تحالفها الذي أختارته، ولا تتهرب من مسؤولياتها فسوف يكون لكل كتلة فيه دور في القرار، وإبداء المشورة لترسيخ معالم وحدته.
النتيجة أولى الأولويات أو التحديات، التي بدأ بها زعيم التحالف الجديد هي الوحدة، ونبذ الخلافات التي تشوب سماءه، فهو يروم ألى أن يعود التحالف هو صاحب الرأي والقرار، فهو يرسل رسالة ألى الأطراف الأخرى، التي لا تروق لها وحدة البيت الشيعي، أنني قادر على ذلك، وسأجاهد مليا لتوحيدهِ و تفويت الفرصة عليكم.
