ثمة أمران مهمان لبقاء أي شعب على وجه الأرض، وهما الخبز والكرامة، لذا لا يمكن لشخص أن يعيش بمفرده، ليتناول الخبز ويحصد الكرامة، دون أن يتشارك مع الآخرين خبزهم وكرامتهم، إذن هي الوحدة التي تبني إنساناً، وتحمي وطناً، وتحصن مجتمعاً، لأن الشراكة الموحدة ترسم خط الشروع، نحو بناء الدولة والإنسان، وبما أن الإنسان إجتماعي بطبعه كما يقولون، كان لابد من تفعيل دور الشباب، لقيادة المبادرات المجتمعية، التي تلقي بظلالها على الإنسان والدولة في الوقت نفسه. الزعامة مفردة جميلة ولها دلالات كبيرة، شرط ألا تكون بعنوان غنيمة، فتقوية أركان المجتمع العراقي، وفي هذه المرحلة بالتحديد، تحتاج الى مشروع وطني متكامل، يأخذ بنظر الإعتبار خصائص ومميزات مجتمعنا، بكل طوائفه، وقومياته، وأديانه، وتوجهاته السياسية، وهذا يقودنا لضرورة تشكيل كتلة وطنية عابرة، ترتكز على الأصالة والإعتدال، وبالتالي وجود شخصية تحظى بمقبولية وطنية، أصبحت في المقدمة لزعامة التحالف الوطني، وبذلك يعد إنتصاراً للوحدة بألوانها المتعددة، فالعراق خُلق ليكون واحداً موحداً، يشعر العراقيون بالفخر لإنتمائهم له.
الوحدة شعار المرحلة القادمة، والهدف الذي سيعمل من أجله التحالف الوطني، لغرض خدمة الشعب، وإعادة إعمار المدن المحررة، والإستعداد لبناء المنظومة الإجتماعية والمجتمعية، بعد تحرير الأرض من داعش، وهذا يؤكد على المشروع السياسي الجامع لكل العراقيين، لتمتين أواصر اللحمة الوطنية بين أفراد الشعب، وتضع الحكومة يدها بيده لبناء العراق، لأن التعاون على البر والتقوى، وليس على الإثم والعدوان، فالسعادة سر لا تعرفه إلا النفوس المتسامحة المتواضعة، التي شعارها (نحن) وليس (أنا)، لئلا يكون المنصب غنيمة!
العراقيون الأباة بطبعهم يحبون الإستقرار، ومتسامحون جداً لكنهم في الوقت نفسه، لا ينسون مَنْ يستهين بأمنهم، وأمانهم، وأرزاقهم، وإذا أراد الساسة عبور دائرة الشك والتسقيط، الذي يستحقه بعضهم، عليهم أن يكسبوا ثقة الشارع العراقي، لا أن ينتظروا الانتخابات لتبدأ سباقاتهم لكسب الخواطر، واللعب على وتر المذهبية والقومية، فالعمل الحقيقي الخالص للخالق عز وجل، هو رؤيتهم متكاتفين لبناء دولة موحدة، هدفها الوطن والمواطن لا غير، ففي العراق شعب يستحق التضحية، وفرص التغيير والإصلاح لا زالت قائمة. الفرصة باتت مواتية، للكتل والاحزاب المنضوية تحت خيمة التحالف الوطني، لسعيها لملمة جراحات الماضي، والسير بالعملية الإصلاحية نحو الإمام، والإبتعاد عن التسقيط الشخصي، والتكسب الحزبي والفئوي، الذي رمى بظلاله على المواطن، والوقوف يداً بيد مع الزعامة الجديدة، لتغيير صورة التحالف المتشظي، وتحويله الى تحالف مؤسساتي رصين، يقود جيلاً متواصلاً فيما بينهم، متفاعلاً مع العالم ليكون التحالف الإنطلاقة الأولى، الذي يعتمد الوحدة أساساً له، فهي هدفنا الأسمى لبناء دولة عصرية شابة، يسودها الإعتدال والسلام والتعايش السلمي.