23 ديسمبر، 2024 5:10 ص

زعامات تزعم أنها تزعم

زعامات تزعم أنها تزعم

العنوان بدون حركات, لكن إجمالاً مفردة (الزعامة) في اللغة هي (اسم) دال على الرئاسة والسيادة, و(إصطلاحاً) تشير هذه المفردة إلى من بيدهم السلطة في الحزب أو حكومة أو تشريع وما إلى ذلك.لا تقتصر القدرة على الزعامة, إلى تسيير شؤون الناس والمؤسسات, بل تتمثل كذلك بإبراز السبيل للآخرين وإلهامهم في الرغبة بإتباعهم, وقد تتأثر المجتمعات التي تعاني من وضع غير مستقر بغياب زعيم قوي, لكن ينقلب الأمر إلى الضدّ إذا ما بلغت قوة الزعامة حدَّ الاستبداد فيكون نقمتهُ على المجتمع.أما بالنسبة للحركة, فجمعها يكون (حركات التشكيل) أي أنها شكلة توضع أعلى الحرف العربي أو تحتهِ, لتوضيح طريقة نطق الحرف, وعن قيمة الحركات في الشعر, يقول د. صالح عبد العظيم الشاعر في كتاب (حركة النحو والدلالة في النص الشعري) “إذا كانت الكلمات والحروف ذات معنى وقيمة في البناء الشعري, فأن الحركات لا تقل قيمتها عن قيمة الكلمات”.لم أُحرِك العنوان تَعَمِّداً, حتى يبقى مفتوحاً وشاملاً ومتعدِّداً, لأن الحركة تُحدِث تَغييراً كبيراً رغم صِغَرِ حجمها, تارةً تُقلِب المعنى إلى ما هو حَسنٌ وصواب, وتارَة أخرى تُذهِب بالكلمة إلى الحضيض, بالضبط مثل حركة الزعامة والزعماء التي تحصل هذه الأيام.ثمَّةَ حركات صدرت من بعض الزعامات, ابتعدت كثيراً عن هموم الناس, معَ ما رَفَعت من شِعارات بَرَّاقَة, وصور مُشرِقة, ورسَمت لهم المستقبل بلُغَةِ الأحلام, لكن حركاتها ذهبت بغير المعنى الذي تقدمت به, وحركات بعض من تلك الزعامات اتخذت من هموم الناس ورقةٍ تلعب بها متى ما خسرت كل أوراقها, لِتَكسب النجاح الذي ساهمت بإفشاله, مُستَغلَّة عاطفة الناس وسذاجة العقول التي خلَّفها الفقر والحرب.ومن بين هذه وتلك تظهر لنا زعامات بالصدفة, تمتهن العزف على أوتارٍ مذهبية أو عقائديةٍ أو عرقيةٍ حتى, تتراقص على أنغامها أقداماً خفيفةً كمثل القائل لهم (على حس الطبل خفاً يرجليه), لأننا للأسف أصبحنا أرضاً خَصبَةً, لمثل هكذا زعامات تُبعِدُ بالناس عن زعامتهم الحق, وتذر الرماد على عيون الحقيقة والعقيدة.وحدها الحركة من تتحمل مسؤولية تغيير المعنى الكامل للكلمة, كما إن حركة الزعماء أيضاً تتحمل مسؤولية تغيير معنى الشعارات والإدعاءات.