حين نتحدث عنهم فنحن نتحدث عن البراءة، عن الابتسامة، عن كل ضحكة نابعة من القلب، ومشاكسات ذكية تختلط بالشقاوة، عيونهم لامعة تستطيع أن تلج إلى قلبك دون استئذان، وروحهم نقية،و دمعتهم حاضرة، عناقهم صادق لا يُمل منه، إنهم أحباب الله، إنهم الأطفال.
ما خلا بيت منهم إلا كان جافاً قاسيا، حتى لو اجتمعت فيه كل أسباب السعادة، هم فرحة خاصة لا يقدرها إلا من حرم منها، إلا أننا و لتردي مجتمعاتنا أصبحنا نصب جام غضبنا عليهم، في حين أنهم مخلوقات لينة، لا زالت في طور التشكل و في حاجة ماسة للحب، الحنان، والرعاية أكثر من حاجتها للمال و الملبس و الغذاء.
الطفل في مجتمعاتنا أصبح أكثر عرضة لأنواع عديدة من الاضطهاد و العنف، ولعل أبرزها العنف الأسري، والعنف الأسري قد يكون معنويا عن طريق الشجار المستمر، والاستهزاء بالطفل و قدراته،
والتقليل من شأنه في كل موقف، أو قد يكون جسدياً بالضرب المبرح و التعذيب الجسدي، بل إن الأمر قد وصل من القسوة حد الغيبوبة و فقدان الحياة، إن كان تحمل مسؤوليتهم و تربيتهم يشكل عبئا على عاتق مثل هؤلاء الآباء، فلماذا ينجبون، أم أنهم أنجبوهم تحت سيطرة الرغبة واللا مسؤولية،
تساءلت فيم يفكر هؤلاء حين يتسولون بأبنائهم في الشوارع، سالبين منهم حق التمتع بطفولتهم، وتحميلهم عبئاً فضلوا أن يحمله أبناؤهم بدلا عنهم ، بالإضافة إلى حرمانهم من حق حصولهم على التعليم المناسب الذي يتمتع بهم أقرانهم، هل فكروا أن يحملوهم ذنب وجودهم في هذه الحياة بأن يدفعوا الثمن تسولاً وحرماناً !
براءة الطفولة حين تنتهك, ينتج عنها أشخاص غير أسوياء نفسيا، وتلك الاضطرابات يمكن أن تنتقل لجيل آخر ، وبهذا فإن مثل هذا العنف ينجم عنه اضطراب في بنية الأسرة و بالتالي المجتمع، وأخر قضية كانت قضية الضحية “رهف” وهي طفلة معنفة سلط عليها الضوء و أثارت الرأي العام، لكن كم غيرها لا أحد يعلم عنهم !!
لأن زرعكم اليوم هو حصادكم في الغد فاحذروا !