23 ديسمبر، 2024 12:56 ص

زخمُ الثقافةِ في فوضى .!

زخمُ الثقافةِ في فوضى .!

زخمُ الثقافةِ في فوضى .!
منذُ فترةٍ ليستٍ بقصيرةٍ ولا متوسطة , وبتناسبٍ طرديّ تشهد بغداد بما لم تشهده من قبل , وذلك بعقد وانعقاد العديد من المنتديات والملتقيات + محافلٍ ومؤتمراتٍ وعروضٍ ومنصّاتٍ ثقافية متنوعة ومتفرعة في ميادين الكتاب والفن والرواية والمسرح والأدب والى ما في ذلك من تشعباتٍ تتشعّب وتتوزع وتتفرّع .

إنّها ظاهرةٌ اكثر م صحية قلّ نظيرها في الأقطار العربية من حيث الكم والنوع , وخصوصاً مع أخذٍ بالأعتبار الحارّ لما يشهده العراق منذ سنواتٍ طوال من نبال الأمن المفقود وانعدام المستلزمات الحياتية الدنيا او الأدنى , ومن تشوّهات العملية السياسية التي تشوّه وجه العراق المشرق من اكثر من زاوية .!

ولعلّ أحد اسباب انبثاق وتدفّق هذه الظاهرة الثقافية < المتجذرة في أنفُس العراقيين اصلاً > , هي الهروب الى الأمام جرّاء وأزاء اليأس والسأم من افتقاد أيّ أمل < لم يعد يترآى حتى في الأحلام > من تحسين او تعديل ولا حتى تصليح الوضع الساسي السائد – القائد , والذي يرغم الإنتلجنسيا العراقية او النخب الثقافية الى اللجوء الى المنابع والواحات والنوافير الثقافية الأصلية والأصيلة لبلاد الرافدين , عبر تعاطٍ لما تمتزج فيه مرادفاتُ مكوناتٍ معنوية للمورفين والفيتامين معاً , كمسكّناتٍ ومهدئاتٍ مضادة حيوياً لفيروسات السياسة الفاقدة للكياسة .

ما تؤاخذ عليه فوضوية الزخم الثقافي من خلال القائمين عليها والجالسين في اوساطها ” وبنيّاتٍ غير مقصودة ” هو انعدام عناصر التنظيم والتنسيق في توقيات عقد هذه المنتديات والملتقيات الثقافية , والى حدّ تضارب المواعيد والتوقيتات لها او لبعضها , فغالباً ما يحدث توقيتٌ واحد او توقيتين متقاربين لعقد منتدى او ملتقى ثقافي او سواه , ممّا يسبب الحرمان للكثار من النخب الثقافية والمواطنين من مواكبة ومتابعة الأثنين معاً او أحدهما .! , كما يؤاخذ هؤلاء السادة المنظِمون لعقد هكذا ندوات او جلسات او احتفالات بعدم أخذهم بالأعتبار لمواعيدٍ ثابته باليوم والساعة لبعض المراكز والأتحادات والمنصات الثقافية المتعددة بحيث يجري انعقاد انشطةٍ واجتماعاتٍ في توقيتاتٍ متزامنة او متقاربة مع المراكزٍ الأخرى ذات التوقيت الثابت او المُثبّت اصلاً .. انّها معضلةٌ متعددة الزوايا حقّاً , ومن الصعب التصوّر قيام ايّة جهةٍ ثقافيةٍ عليا للتنسيق وتنظيم عقد هكذا لقاءاتٍ وملتقياتٍ أخّاذة تتيح التنفّس والتنفيس من القلب والعقل العراقي .

وإذنْ , فَلَمْ ولا يبقى منْ خياراتٍ بديلة إلاّ أن تنتشر حمّى هذه الفوضى عساها تدنو من اسوار المنطقة الخضراء , فيما اذا لم تكافحها قوات مكافحة الشغب .!