23 ديسمبر، 2024 1:38 ص

زحمة حكي مشعان الجبوري

زحمة حكي مشعان الجبوري

في البدء، شكراً للنائب مشعان الجبوري،لأنه طمأننا نحن أصحاب النوافذ اليومية بأنّ هناك ما نكتب عنه وأن تجارتنا لن تبور، وأن مجلس النواب برغم تمتعه بالعطلة الشتوية سيبقى منجماً مهماً لكتّاب من أمثال العبد الفقير لله المحاصر بالوقت وزحمة الكتب، وليس الحكي مع الاعتذار للكاتب علي نجم الذي يقال إنّ شهرته تفوق شهرة المسكين دان براون، وإن لغته المثيرة ” أبيك..ماأبيك..ما أدري شنو يكون القرار، المهم تكون دوم جدامي ” سيعممها المجمع العلمي العربي علينا، وأتمنى أن لايعتقد القارئ العزيز بأنني أسخر، لكنها ياسادة فقرة من كتاب زحمة حكي الذي يقال إنّ مبيعاته وهو يحتوي هذه الدرر اللغوية تجاوزت المئة ألف نسخة.
وأعود للسيد مشعان الجبوري الذي أعترف له ولكم بأنني شخصياً، معجب به وخصوصا وهو يجلس في الاستديو يتشنّج كالعادة، ويصرخ،: ” جميعنا نتحمل المسؤولية، جميعنا نساير، جميعنا نكذب، جميعنا نسرق، جميعنا نأخذ رشوة،، في كل لقاء تلفزيوني يعطي مشعان شيئاً من أريحيته ويمنحنا نحن المشاهدين الكثير من الابتسام، فهو لايحضر الى الفضائيات إلاّ وقنبلة إعلامية يخبئها في جيب سترته، وذات مرة وقف يصرخ داخل استوديو الجزيرة في الدوحة مطالباً إنقاذ العراق من الصفويين، وكان علينا نحن المشاهدين أن ننتظر.وننتظر.وننتظر عاما آخر لنجد مشعان في البرلمان يشتم قطر ويطالب بإزاحتها من الخارطة.
مشكلة أمثالي أنهم يتذكرون، وأن هذه الذاكرة تتحول الى عبء خصوصا إذا كانت تسترجع شريطا مثيرا لسياسي ظل لايخرج على فضائيته إلا وبيده اليمنى أحدث خطابات عزة الدوري، أو حاملاً البشارة من ملك ملوك العالم القذافي، ستقولون هذا ماضٍ وانتهى.ولكنني ياسادة ولذلك أشعر بالأسى كلما كذب السياسيون أو انقلبوا أظلّ أسال : ولكن أليس هذا ما كانوا يرفضونه ويشتمونه قبل أعوام؟
آخر صفحات كتاب زحمة حكي لمشعان الجبوري ما كتبه في الفيسبوك حيث انتابته نوبة غضب وهو يرى المذيعة سهير القيسي تتجوّل في بغداد، وقبل أن يعتقد البعض أنني أدافع عن مواقف مذيعة العربية، أود أن أحيلكم إلى أكثر من مقال نشرته في هذه الزاوية عن القنوات الفضائية العربية التي حولت حياة العراقيين إلى كوابيس ثقيلة وحاولت ان تقتل في نفوسهم الأمل والتفاؤل، وتحولنا إلى كائنات معجونة بالاكتئاب والخوف..
قل ما شئت عن الجرائم التي ارتكبها الإعلام العربي في حق العراقيين،. لكن من العبث أن تعتبر ما كتبه مشعان الجبوري يدخل في خانة الحماسة للعراقيين، فالرجل الى وقت قريب كان ضيفا دائما على العربية وأخواتها.وإن كنت ناسي أفكّرك! .