يبـــــــــــــــدو ان حكايتنا مع الحكّام ليس لها من نهاية , فما ننتهي من قضيّة الاّ ولحقت بها قضايا وجميعها نهاياتها مفتوحة على اللاجدوى .. بحيث اصبحت كلمات ( ماكو فايدة وماكو نتيجة وحراميّة متصيرلهم چاره) من متلازمات احاديث العراقيين هذه الايام .. وبعيداً عن التزويق وبلا مقدمات اتناول في هذه السطور جزئيّة بسيطة من معاناتنا ومشاكلنا اليومية هي : منظر النفايات المتراكة في الشوارع وما يلحق بها من مساوىء بدءاً من الروائح النتنة و الذباب والقوارض وما تسببه من امراض وتلوّث للبيئة وما يثقل كاهل الناس بالمزيد من المعاناة والازمات التي لا تعد ولا تحصى .. فالفساد الشامل الذي استوطن البلاد تسبب في هدر المليارات بعقود فاسدة مع شركات رفع النفايات الغاية منها الحصول على الكومشنات من شركات رفع النفايات للفاسدين اولاّ ورفع النفايات يأتي كعذر للقيام بهذه العقود , ولذلك لم تكن شوارع النجف نظيفة وخالية من النفايات مع هذه الشركات التي لهفت المليارات اومن دونها .. كما هو الحال مع الازمة المالية الحالية .. ولو كان الملّف بايدي امينة وحريصة على المال والعام وعلى مصالح ابناء الشعب العراقي .. لكان انشاء شركة مساهمة وتباع نصف اسهمها للناس – تقوم باستيراد السيارات الاختصاصية بمختلف الاحجام والانواع – هو الحل الاكثر نفعاً للمحافظة وابنائها .. حيث تساهم هذه الشركة بتشغيل المئات من شبابها العاطل وتوفير سيارات اختصاصية ملكًا للحكومة المحلية.. ولكن مافيات الفساد لاتسمح بمشروع ليس ورائه مقاول يدفع او شركة تغدق على المسؤولين قبل الإحالة وبعدها !
هذه المقالة جاءت من صلب معاناة الناس من تراكم الأزبال في شوارع حينا واضطرارهم للتعامل مع متعهد لنقل النفايات وبأجر زهيد .. لكن الحكومة المحلية أوقفته بحجة عدم وجود عقد رسمي ومقاولة معها ( وعلى طريقة لا أرحمك ولا اسمح لرحمة غيري تنزل عليك ) ولمن يضيق صدره من النقد ورأي الناس فيه من مسؤولي الحكومة المحلية والاتحادية .. أذكركم بقول علي الذي يملك حصانة اخلاقية ودينية تمنعه من ارتكاب الأخطاء : ( فلا تكُفٌوا عن مقالة بحق ، او مشورة بعدل ، فاني لست في نفسي بفوق ان أخطئ ، ولا آمن ذلك من فعلي ، الاّ ان يكفى الله من نفسي ما هو املك به مني )لك الآه ياعراق الآهات