19 ديسمبر، 2024 3:58 ص

زاويةٌ منْ زوايا القضية السورية !

زاويةٌ منْ زوايا القضية السورية !

في هذه الزاوية التي ليست ” مُقَعَّرة او مُحدّبة ” إذ جرى توسيعها ” اكثر من اللازم ” دوليا وعربياً , وإقليميّاً ايضاً  , فنرى ومن دون عدساتٍ مُكبّرة , أنَّ كافة فصائل المعارضة السورية ” المنوّعة والمتباينة والمتقاطعة ” بمن فيهم المختلفين فيما بينهم عمّن سيمثّلهم في مفاوضات جنيف المقبلة , او المقيمين في فنادق دول اوربا , ثمّ ” مركز الثُقل ” المتمثّل بقواعدهم من مقاتلي التنظيمات الأخرى في الداخل السوري ” والذين يتعالج جرحاهم في المستشفيات الأسرائيلية حسبما موَثَّق ومنشور في وسائل الإعلام ” فأنَّ كلتا النظرَتَين المبّسّطه والمتعمّقة في كلّ هؤلاءِ واولئك , فأنها توحي وتشير الى مجموعةٍ غير متجانسة من النقاط التي تحصرهم في هذه الدائرة التحليلية او حتى سواها , فجميع هؤلاء الذين يقاتلون النظام فغالبيتهم متضادين مع بعضهم وفقَ ارتباطاتهم بالدول الخارجية ” اولاَ ” , ثمّ أنهم ينتمون الى ” افكارٍ ما وليست ايديولوجيات ! ” – ثانياً – , والبعض من تلك التنظيمات تتقاتل بالأسلحة المختلفة فيما بينها احياناً ” ثالثاً ” , أمّا ” النقطة الرابعة ” التي نختزل الحديث فيها او عبرها : – فأنّ التأمّل والمتابعة الدقيقة لأحاديث رموز هذه المعارضة في وسائل الإعلام , فلا يوجد في فحاوى معظم احاديثهم وتصريحاتهم سوى < المبالغة المضخّمة , إفتقاد الوضوح لبرنامج سياسي , العبارات المكررة والمملّة , بالإضافةِ الى المزاعم والإدعاءات > ودون أن يعني ذلك أنّ كلّ ما يذكروه ليس صائباً .! , وفي الجانب المقابل لهذه ” النقطة ” , فأنّ التأمّل في تقاسيم وملامح رموز هذه المعارضة < من الزاويتين التحليليّة في علوم السوسيولوجيا والسيكولوجيا > فأقلّ ما يقال عنها فأنها ” لا تُبشّر بالخير .! ” ..
  الأهمّ والأشدُّ أهميّة من كلّ ما في ” اعلاه ” , فأنهُ ماذا لو حدثتْ وَ وقعتْ اللحظة الدولية ” التي ترسم وتتحكّم بمصائر العالم العربي ” والتي – إفتراضاً – قد تضطرّ الرئيس بشار الأسد للتنحي عن الحكم .!؟ , بالرغمِ من وجودِ قياداتٍ سياسيةٍ وحزبيةٍ رفيعة المستوى , فماذا سيحدث لو فرضَتْ الإرادة الدولية ” امريكا , بريطانيا , فرنسا ” أنْ تدخل جموع فصائل المعارضة السورية الى دمشق لتسنّم دفّة الحكم وقيادة الدولة .!؟
اغلب واقرب التقديرات والإحتمالات أنَّ معظم او بعض كبار قادة الجيش والقادة الميدانيين سيُضطرّون مُرغمين على ترك مواقعهم لسببٍ واحدٍ لاغير , إذ سيكونوا هدفاً او اهدافاً إنتقاميةً مطلوبة لبعض فصائل المعارضة ولربما جميعها .! , وإذْ ذاك إذا ما حدثْ , فأنَّ احتمال إستشراءِ ” هذه الحالة ” الى مستوياتٍ ادنى منَ ضباط وقادة الأجهزة الأمنيّة يبقى قائماً وَ وارداً , وبذلك الإحتمال فأنَّ % 50 على الأقل من < العملية الدولية لِلإنقضاض على الدولة السورية > يكون قد تحقّق , ثمّ لتبدأ ” الحالة التلقائية لتفكيك وتفكّك الجيش السوري ” , ليتجسّد ويتجسّم الهدف الأعلى ال ”  SUPER STRATEGY  ” لضمان الأمن – البعيد المدى  لإسرائيل .!
    مُسبقاً او إستباقيّاً , نرى في ” الإعلام ” أنّ كلتا التجاذبات والتقاطعات الدولية والأقليمية التي تُحرّك وتَتَحكَمْ بمعظم فصائل تنظيمات المعارضة السورية , فبمجرّد إيصالها الى سدّة  الحكم المفترضة وقيادة الدولة السورية , فأوّل ما سيحدث هو نشوب التنازع والتنافس فيما بينهم للإستحواذ على أهم واكبر مواقع ومراكز السلطة ” مالياً وعسكرياً وأمنيّاً ” , وهذا ما سيقود الى تفتّت الوزارات واجهزة الدولة الأخرى والى إنفلات الوضع الأمني الى ما يماثل او يفوق الأوضاع القائمة في ليبيا .
هذه الصورة التراجيدية المحتملة الحدوث , والتي تشارك في إعدادها وتغذيتها دولٌ عربية وخليجية , ليتلاشى كيان دولة أسمها سوريا . وفي الواقع لم يعد هنالك ” الوطن العربي , او العروبة والقومية العربية ” إلاّ في المشاعر والعواطف .!
  

أحدث المقالات

أحدث المقالات