8 أبريل، 2024 4:23 ص
Search
Close this search box.

رُبًّ ضارة نافعة – 1

Facebook
Twitter
LinkedIn

إن سقوط مدينة الموصل بيد داعش ومن نصرها من أبناء هذه المدينة العراقية الأصيلة ، لم ولن يكن أمراً عادياً كسقوط أي مدينة بيد الإرهاب التكفيري المظلم ، طريقة السقوط وسرعته وحسياسية وموقع المدينة التي تمتلك مقومات دولة كاملة من ثروات ومناطق عسكرية أستراتيجية مجهزة بمختلف الأسلحة بالإضافة الى الفضائيات والبنوك ، كل هذا جعل الحدث ينزل كالساعقة على الشعب العراقي الذي ذهل من شدة الإنتكاسة من ناحية الخيانة وطريقة تسليم المدينة بدون قتال ، ولكن هذا الحدث القاسي أزاح الكثير من الضبابية الدعائية التسقيطية التي كانت تثار من قبل رؤوس الفتنة والضلال من أجل إيجاد شرخ في الشارع العراقي ومن ثم عودة الأقلية الى قيادة العراق بالنار والحديد من جديد ، هذا الحدث أظهر لأبناء العراق أولاً وللإنسانية ثانياً حقيقة أخلاق ومبادئ شيعة أهل البيت عليهم السلام الذين يمثلون الأغلبية العظمى من أبناء العراق ، فلم تأخذ عصابات داعش إلا ساعات قليلة وبدأت بتصفية كل من يقف ضدها أو لم يؤيد أفكارها وإن كان يعتقد بنفس معتقدها ( السنة والجماعة) ، فأخذت بإعدام أئمة المساجد من أهل السنة والتمثيل بجثثهم وهؤلاء نفسهم كانوا على منصات الإعتصام أشهراً ينتقدون الحكومة العراقية ويقذفون الأغلبية الشيعية بمختلف الكلمات البذئية والعناوين الساقطة ولكن الحكومة العراقية والشعب العراقي أحترم حقوقهم بالتظاهر وإبداء أراءهم بالرغم من قساوتها وخروجها عن مبادئ الديمقراطية والأخلاق الإنسانية ولكن أستمرت الأعتصامات أشهراً ولم يتعرض لها أحد بسوء بل كانت جميعها تحت حماية الجيش العراقي ، قامت داعش بسلب حرية المواطن في العبادة وطريقة التعبد فأخذت هذه العصابات بجلد كل من يتأخر عن أداء الصلاة في الجوامع بالإضافة الى تدمير وهدم قبور الأنبياء والصالحين الذي يحضون بأحترام وتقديس جميع المسلمين في العالم كقبر النبي شيث والنبي يونس عليهم السلام ، منع النساء من الخروج الى الشوارع والتي تخالف سوف تتعرض لأقسى العقوبات أبسطها الجلد ، قيام عصابة داعس بهتك الأعراض والتعدي على أعراض الشرفاء من ابناء هذا الوطن فقد أكدت الأمم المتحدة على أنتحار أربع فتيات من نساء الموصل بعد تعرضهن الى الإغتصاب من قبل البربرية من داعش ، منع تكوين أو الإنتساب الى أي تنظيم حزبي سياسي وتعرض المنتسبين الى أقسى العقوبات قد تصل الى قطع الرؤوس ، وغيرها من الأعمال البربرية الهمجية التي قامت بها داعش ضد أبناء أهل الموصل وقد أظهرت هذه الأعمال الفرق الشاسع ما بين أخلاق ومبادئ وأعمال الحكومة العراقية إتجاه أبناءها من أهالي المحافظات ذات الأغلبية السنية كالموصل والتكريت والرمادي وأخلاق داعش التكفيري ، أحداث الموصل المأساوية أظهرت الصورة الحقيقية لهذا الفكر الظلامي التي أرادت رؤوس الشر أن تخفيها عن الناس بل حاولت تجميلها بمختلف الأكاذيب ، ولكن هروب وهلع أبناء الموصل (أهل السنة والجماعة) من داعش وأعمالهم الإجرامية يعطيك الصورة الحقيقية القاتمة لهذه المجاميع الخراجة عن الإسلام بكل معنى الكلمة ، مأساة الموصل كشفت عن الوجه الحقيقي لجميع القيادات التي كانت تثير الفتنة والإزمات السياسية من أجل ضرب العملية السياسية ، وهكذا فبلرغم من حساسية الموقف ومآساته إلا أن أحداث الموصل بيَّنت لأبناء العراق كافة والشعوب العربية وجميع الإنسانية ، أن الإرهاب ومن يقوده أو يلوذ به لا دين له ويستهدف الجميع بدون أستثناء السنة قبل الشيعة وبقيت المذاهب والأديان ، فحقيقة رُبَّ ضارة نافعة ؟؟؟؟؟.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب