23 ديسمبر، 2024 3:26 ص

رَحلت زها (الحديدية) التي خلّدت إسمها بأعمالها الحضارية

رَحلت زها (الحديدية) التي خلّدت إسمها بأعمالها الحضارية

(بمناسبة أربعينية الراحلة المبدعة زها حديد)رحلت زها محمد حديد وبقيت تصاميمها منتصبة تناطح السحاب تحكي قصة امرأة عراقية غرّبتها الأقدار عن بلدها لتبدع في منفاها الإختياري .رحلت المرأة التي خلّدت إسمها بتصاميمها الهندسية التي (زرعتها) في حدائق الصروح المعمارية للمدن العظيمة في أرجاء المعمورة .مبدعة أخرى غيّبها الموت وهي بعيدة عن بلدها وحيثُ أضيف إسمها على لائحة المبدعين المغتربين الذين رحلوا وعيونهم ترنو الى بلدهم العراق فغادروا هذا العالم الفاني دون أن يرموا بعصا الترحال على ضفاف الرافدين وليستقروا فيه والى الأبد ، فقد لحقت بركب المبدعين والعباقرة المهاجرين أو المهجّرين في الجهات الأربع للبسيطة .زها حديد التي قرر البنك المركزي العراقي إقامة نصب لها في موقعه الجديد (إذا صحّ الخبر) والتي صممته بأحاسيسها وشوقها لبلدها ، وحيثُ أرجو أن لا يكون فرصة أخرى للنهب والفساد لذوي الأحزاب المافيوية فيتلوث إسمها الناصع بصرحٍ أرادت منه أن تخلّد إسمها به في بلدها فيخذلها سرّاق الوطن المُباح والمشاع في مماتها مثلما خذلوها في حياتها .زها حديد عاشت وأبدعت منفيّة وغادرت منسيّة من أصحاب القرار في بلدها ، وحيثُ كرّمها العالم بأجمعه إلاّ وطنها الذي أدار لها ظهره منشغلاً بصراعاته ومحاصصاته الطائفية .زها حديد التي تركت بصماتها المعمارية في كل أرجاء المعمورة إلا وطنها الذي لم يفكر (أولي الأمر) فيه بدعوتها لتصميم على الأقل (حائط مبكى) نقف عنده لنبكي جهلنا وتخلفنا بصراعات لا ناقة لنا فيها ولا جمل غير أننا ولدنا على أرضٍ وضع الله فيها كل خيراته وبركته ، لكننا كفرنا بنعمته .       زها حديد التي وقفت تمثل المرأة العراقية الحقيقية على منابر الحضارة الإنسانية بمحافلها العالمية التي كرّمتها لإبداعها وفكرها النيّر المؤطر بشخصيتها المميزة وكارزمتها النادرة .زها حديد كان موتها فاجعة أضيفت الى الفواجع الكثيرة على أبناء وطنها .زها حديد شهابٌ هوت كتلته لكن نوره سيبقى مشع على مدار مساره الكوني .نامي قريرة العين مع كوكبة الخالدين العراقيين الذين غادروا من قبلك وهم بعيدين عن وطنهم ومع من رحلوا داخل وطنهم وهم أغراب عنه .