20 مايو، 2024 4:44 م
Search
Close this search box.

رينيه ديكارت ومنهجه الشكي …‎

Facebook
Twitter
LinkedIn

ولد  الفيلسوف والرياضي والفيزيائي الفرنسي رينيه ديكارت  في  31 آذار  عام 1596 م وتوفي في  11 شباط 1650 م، وهو صاحب المقولة الشهيرة ( أنا أشك أذن أنا أفكر  أذن أنا موجود ) ،كما يطلق عليه لقب  بـ أبو الفلسفة الحديثة ومؤسس العقلانية, وصاحب مبدأ الشك, . وايضاً ديكارت من علماء الرياضيات اخترع نظاماً رياضياً سمي باسمه وهو نظام الإحداثيات الديكارتي الذي شكل النواة الأولى للهندسة التحليلية، لذا يعد من الشخصيات الرئيسية في تاريخ الثورة العلمية. ومن مؤسسي مذهب العقلانية  كما يعزى الى ان كثير من الأطروحات الفلسفية الغربية التي جاءت بعده، هي انعكاسات لأطروحاته، والتي ما زالت تدرس حتى يومنا هذا ومبدأ الشك منهجي عند ديكارت ، لأنه يستخدمه كوسيلة للوصول إلى يقين أول واضح بذاته، ولا يتخذ ديكارت من الشك موقفاً نهائيا له. بل يذهب الى انه يجب النظر إلى كل ما يمكن أن يوضع موضع الشك على أنه زائف وهو بذلك ولا يقصد الحكم بتزييف كل شيء، أو كل ما يكون في موضع  الشك، بل على العكس ديكارت لا يقبل بأي شيء على أنه حقيقي او يقين ما لم يخضع لاختبار الشك، الذي من خلاله يصل الى اليقين عن طريق البراهين العقلية.

وبذلك يذهب ديكارت إلى يتم التأكد من صحة ويقين أشياء كثيرة ومنها العلوم بعد أن نتبع خطوة الشك، ويحدث ذلك بعد ان نتمكن تأسيسها على أسس اليقين والبرهان العقلي الواضح, ولذلك فهو عندما يضع العلوم كلها موضع الشك كل بما في ذلك الهندسة والرياضيات فليس ذلك إلا بهدف تأسيسها على أسس يقينية واضحة. والحقيقة أنه يقوم بذلك بالفعل ابتداء من التأمل الرابع، حيث يثبت يقين العلم الطبيعي من منطلق أنه في العقل فكرة واضحة ومتمايزة ويقينية عن الامتداد الذي هو جوهر العالم الطبيعي.

يتناول ديكارت أشياءً كثيرة ويضعها محل الشك وتسقط في اختبار اليقين الحقيقي والوضوح العقلي  وبالتالي يستبعدها تماماً لأنها لم تصل إلى تلك الدرجة, ومن هذه الأشياء  كل ما نتعلمه عن طريق الحواس  أي أنه يرفض كل ما تأتى به الحواس من إدراكات ويرفض الإدراك الحسي نفسه كأداة معرفية وهذا يتضمن كل ما نعرفه عن العالم الخارجي وكذلك عن أنفسنا باعتبارنا أجساداً.

 وهو بذلك يرفض شهادة الحواس كونها تقع دائماً في الخطأ و دوماً تكون عرضة للأوهام أو الاعتقادات الخاطئة، ولهذا يقول ديكارت أنه من الحكمة ألا نثق في من خدعنا ولو لمرة واحدة, فإذا ثبت أن الحواس لم تكن محل ثقة في أحيان فكيف لنا أن نثق بها في كل الأحيان؟ ولديكارت و سبب آخر يقدمه لعدم الثقة في الحواس، وهو أنه لو لم نكتشف أننا ننخدع بالحواس ونسلم بهذا فما أدرانا أننا لا نحلم؟ ذلك لأن المرء في الحلم يشاهد أشياء كأنه يراها على الحقيقة في حين أنها ليست كذلك، وبالتالي فمن الممكن أن يكون كل ما نراه ونحس به حلم كبير والحالم غالباً  لا يعلم أنه يحلم وبالتالي فمن الممكن أن نكون في حلم ونحن لا نعلم ذلك.

بعدها يتناول ديكارت حقائق الهندسة والحساب  حسب ما جاء في منهجه الشكي بالرغم من وضوح تلك العلوم وتميزها بالحقيقة، حتى أنه الحقيقة القائلة أن اثنين زائد ثلاثة تساوي خمسة وأن المربع هو له أربع أضلاع فهي غير محمية وقابلة للشك، فمن الممكن عند ديكارت أن يكون هناك شيطان ماكر هو الذي أوحى له بهذه الأشياء وأوهمه على أنها حقائق وهي ليست كذلك، وينتهي ديكارت إلى القول بأنه «ليس هناك أي شيء كنت أعتقده في السابق أنه حقيقي لا يمكن أن أضعه موضع الشك، وذلك بناء على أسباب قوية ومعتبرة.

كما ان هناك كثيرون اتخذوا الشك الديكارتي  منهجاً لهم بغية الوصول إلى اليقين ومن ابرز هذه الشخصيات الفيلسوف الانكليزي جون لوك وهو واحد من زعماء الفكر والحرية وايضاً والدكتور طه حسين وغيرهم اخرون .

  وينطلق ديكارت في تأكيد مقولته الشهيرة انا افكر اذن انا موجود من خلال العلاقة التقليدية بين الجوهر والأحوال، أو الموضوع والمحمول، فحسب هذه العلاقة التقليدية لا يمكن أن تكون هناك أحوال دون جوهر تحمل عليه، ولا يمكن أن يكون هناك محمول، بالمعنى المنطقي بدون موضوع، ولا يمكن أن يكون هناك فعل دون قائم بهذا الفعل.

والتفكير فعل يجب أن يكون له فاعل أو محل يحدث فيه أو شيء يقوم به وهو الذات المفكرة, هكذا اثبت ديكارت وجود الذات بشكل قطعي.

بعدها ذهب الى اثبات كل شيء من خلال اختبار الشك المنهجي للوصول الى اليقين والحقيقة الواضحة .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب