اهتمّ عراقيون بتوزير ريم العبلي في الحكومة الألمانية الاتحادية ودبجوا على مواقع التواصل كلمات الاعتزاز والاطراء والافتخار، مع أن العراقيين من الأجيال السابقة يملأون الدنيا بإنجازاتهم في مختلف دول العالم وبلوغ أعداد ليست قليلة شأوا كبيرا في الطب والهندسة والأعمال و الآداب والفنون.
بيد أن توزير ريم العبلي؛ مس شغاف القلوب الملتاعة من فساد الأوضاع في العراق، والغث الهائل من الوزراء والمدراء والمسؤولين حملة الشهادات المزورة، عديمي الموهبة والخبرة مع رواتب بملايين الدولارات سنويا بما في ذلك رواتب تقاعدية خيالية لرؤساء الحكومات السابقة ورؤساء الجمهورية ووزراء ونواب نهبوا البلاد ولم يقدموا أية خدمة تستحق كلمة شكر واحدة.
وفيما يراجع العراقيون “منجزات” الساسة بغضب واستياء وازدراء، يبرز اسم العراقية الشابة بين وزراء الدولة المتقدمة في الاتحاد الأوربي علامة بارزة على القدرات الخلاقة لأبناء أرض السواد وقد حولته الإدارات الفاسدة إلى أرض يباب بور مالحة تعاني الإهمال والخراب. .
يختار الألمان الوزراء وفق التحاصص الحزبي في الحكومات الائتلافية ولكن ليس على أساس الدين أو العرق أو المذهب. ويتعرض الوزير إلى المسائلة من البرلمان وعليه أن يقدم كشوفات دورية عن مداخيله ويستعرض منجزاته على أرض الواقع وليس على الورق أو أمام المعممين ورؤساء الأحزاب الفاسدين.
ريم العبلي أثارت في نفوس العراقيين الشجن المتواصل منذ عقود بأن العراق بسبب أنظمة الحكم المتعاقبة طارد لأبنائه، وتعمقت مشاعر الأسى بعد كوارث الحكومات المتعاقبة منذ الاحتلال العام 2003.
الملفت أن تعليقات المحتفين بتوزير العبلي ركزت على الهوية القومية؛ متجاهلة أن الوزيرة في الحكومة الألمانية ريم العبلي هي حفيدة المناضل الوطني، القيادي في الحزب الشيوعي العراقي محمد صالح العبلي الذي قضى تحت التعذيب في أقبية انقلاب شباط 1963، وكريمة سلام العبلي الذي التحق بعد تخرجه في الاتحاد السوفيتي بقوات الأنصار، وكان من ضحايا الهجمات بالسلاح الكيمياوي، وتركت سنوات الحرب بصماتها على وجهه المشرق الجميل.
ركزت التعليقات على هوية الأم القومية متجاهلة عن قصد أو بسبب الإهمال الطابع الحقيقي لتركيبة الأسرة العراقية قبل تفشي داء الطائفية والتعصب القومي والعرقي؛ الأمر الذي دفع الصديق وزميل الدراسة سلام العبلي لأن يعلق على بوست لزميل مشترك ما نصه؛
“عزيزي الدكتور شابا تحية… شكرا جزيلا لهذا البوست عن ابنتي ريم العبلي وأنا ممتن لذلك، ولكن للتصحيح نحن ننتمي لعائلة مناضلة معروفة قدمت الكثير من التضحيات من أجل أفكارها في خدمة الشعب والوطن وهذه أهم صفة نفتخر بها بعيدا عن التوصيفات الأخرى المتعلقة بالعرق .الانتماء الآشوري شرف كبير لكننا لا ننتمي إليه. لذلك فإن الاكتفاء بالأصل العراقية، كما أعتقد، هو الأصح والأشمل. مع فائق الود”.