مغلف جديد وأسماء جديدة تلوح اليوم، على مرأى أنظار أعضاء مجلس النواب، ولا نعرف ما الرد المهيأ للتشكيلة الوزارية هذه المرة، فبعد كل جلسة لهذا البرلمان المتقدم، الديمقراطي فوق العادة تحدث زوابع سياسية، يدفع ثمنها المواطن أمنياً وإقتصادياً.
إن الشارع العراقي ملّ هذه المسلسلات العراقية المستهلكة، فيبدو أن مجلس النواب ساهٍ ولاهٍ بمصالحه، وليس بتقديم الخدمات للشعب، الذي إبتلي بهكذا نماذج فريدة من البرلمانيين.
البرلمان في جلساته السابقة، قرر المضي بالعملية الإصلاحية، مع وجود كتلة جبهة الإصلاح المعارضة في داخله، إلا أننا لم نلمس الجدية في تطبيق هذه القوانين، علماً بأن هناك قوانين خطيرة تسكن أدراج مكاتب مجلس النواب، منذ بدء التجربة الديمقراطية الوليدة في العراق، لكنها تُقرأ وتعاد الى مكانها السابق، بإنتظار التسويات السياسية، والصفقات المشبوهة من أجل تمريرها.
لا يمكن للقوانين أن تمرر، ما لم يتم إعادة حسابات بعض الكتل والأحزاب، ومقدار تأثر مصالحها مع بعضها، أو بالضد من ذلك، ففي العراق إقرار القوانين، مرهون بالضمير البرلماني في القاعات المغلقة، لذا لا نستبعد أن تفتعل أزمات وخزعبلات برلمانية، كل هذا من أجل تأخير إعلان التشكيلة الوزارية التكنوقراط كما يدعون.
اليوم عادت ريمة لعادتها الوزارية القديمة، والمغلف الأبيض بلونه والأسود بماضي، يحمل السير الذاتية لهؤلاء التكنوقراط، وهم لا يدركون حجم الفساد، الذي بإنتظارهم من سابقيهم، فالسابقون الذين قدموا إستقالاتهم رغم فشل بعضهم، وإنجازات البعض الآخر، إلا أنهم ملّوا حلقة إصلاح، ما أفسدته حكومة القائد الأوحد طيلة ثماني أعوام.
المفترض بمجلس النواب هذه المرة، معرفة حجم المسؤولية المناطة به، ويكون صادقاً أمام الإعلام، وينسى تعرضه لهزات عائلية وعشائرية، وفضائح لبعض نوابه، التي لا تصدر من سياسي انتخبه الشعب، وجعله ممثله تحت قبة البرلمان، فما يوم حليمة بسر، وعند جهينة الخبر اليقين، عليه سننتظر ما سيعرض على شاشات القنوات الفضائية، حسبما يرد من الدائرة الإعلامية لمجلس النواب.ختاماً: دعوة موجهة الى أعضاء جبهة الإصلاح المزعوم، فكروا في قول الإمام علي عليه السلام: (صمت يكسوك الكرامة، خير من قول يكسبك الندامة)، وعلى كل برلماني شريف يجلس ويشرع، نيابة عن الشعب الذي إنتخبه، الإنتباه للحكمة التالية: (لا تلتفت لكلام الناس وتتأثر بأقوالهم، إصنع لنفسك شخصية مستقلة متيقنة بما تقوم به، ولا تجعل رأسك كمقبض الباب يحركه أي أحد)، فالبرلمان يعمل بإسم الشعب، ولا يختلف على الشعب يا سادة يا كرام.