هكذا طالبت الميلشيات الايرانية في جمهورية العراق صاحبة السيادة المطلقة بأن تكون زيارة وزير الخارجية الامريكية للعراق ريكس تيلرسون غير مرحب بها بعد تصريحاته القوية من السعودية برحيل تلك الميليشيات من العراق وعودتها الى ايران.
لقد اعتمد تيلرسون على وثائق دامغة في شأن تلك الميلشيات كونها منحدرة من اصول ايرانية وتحمل جنسيتها وتولي الولاء المطلق لولي الفقيه خامنئي ولا تربطها بشعب العراق ولا بأرضه اية من الاواصر العرقية او العشائرية.
فهم اغراب محتلون ينفذون الاجندة الايرانية في المنطقة العربية بدليل اشراف حرس خميني على تدريبهم وتسليحهم بغية مشاركاتهم القتالية في العراق وسوريا ولبنان واليمن ضد السكان الاصليين لدى هذه الدول ومحاولتهم زعزعة استقرارها ومن ثم تمكين النظام الدكتاتوري الايراني من احتلالها.
العجيب امر هذه الميلشيات الارهابية المسيرة من نظام الملالي في طهران عندما تتنكر لولي نعمتها الامريكي الذي جاء بها من المياه الآسنة الى سدة الحكم وسمح لها بقمع الشعب وقتل اكثر من مليوني عراقي من السنة وتهجيره قسرا وسرقة المال العام وتنفيذ المشروع الطائفي الايراني.
وقتل خيرة علمائه ومفكريه والكفاءات العلمية حيث وصل تعدادها لأكثر من سبعمائة عالم, واليوم وبعد ان اعلن الرئيس الامريكي ترامب استراتيجيته الجديدة بنسف الاتفاق النووي وتصنيف حرس خميني والميلشيات التابعة له بالمنظمات الارهابية وفرض العقوبات عليها ومن ثم ملاحقتها واستهدافها وخصوصا الميلشيات اللبنانية ما تسمى (حزب الله) التي اشتركت مع الحرس الايراني بقتل ( 244 ) من جنود المارينز في مطلع ثمانينات القرن الماضي على الاراضي اللبنانية واستهداف معسكر الخبر في السعودية وقتل عشرات الجنود الامريكان وكذلك ثبت على وجه اليقين ان ايران هي عراب المنظمات الارهابية القاعدة واخواتها داعش وطالبان من كل هذا تعلن الميلشيات الايرانية في العراق ان زيارة وزير خارجية امريكا غير مرحب بها وذكر احد زعمائها بأن امريكا هي التي يجب ان تخرج وليس نحن الايرانيون المحتلون للعراق.
مجلس النواب العراقي اضفى عليها الشرعية من خلال تشريع قانون اعدها بالمقدسة وانضمامها الى الجيش والاجهزة الامنية والسماح لها بخوض الانتخابات القادمة بعد ان مهدوا لها من خلال اعضاء المفوضية العليا للانتخابات التي اختارتها احزابهم الدينية الحاكمة وهي الاخرى من الاصول الايرانية وغير عراقية بالمطلق خلافا للمعايير الدستورية الخاصة بتلك المفوضية التي ينبغي ان تكون مستقلة.
نستطيع القول والحالة هذه ان نبارك للأمريكي المخادعة الاستراتيجية لنظام الفاشية الدينية الحاكمة في قم وطهران.
نحن مقتنعون بأن لأمريكا نفس طويل واستراتيجيات محبوكة ومدروسة ومخطط لها ولن تقع في الخطأ القاتل لمصالحها ومكانتها الاعتبارية على الساحة الدولية فهي تدرك تماما عواقب الامور وتعرف متى تبطش بالرعاع ولديها الامكانيات الفتاكة والهائلة عسكريا واقتصاديا ومخابراتيا.