22 ديسمبر، 2024 7:29 م

“ريح وريحان وطيب مقام” إنتصر مستقبل الأطفال في القمائط

“ريح وريحان وطيب مقام” إنتصر مستقبل الأطفال في القمائط

نضح النصر شآبيب وجد، من سويداء قلب الموصل، الذي ينبض معه العراقيون كافة.. ضمائر تصبو نحو أم الربيعين، رمادها.. مسحة جمال تكحل عيون الصبايا العاشقات ولهاً، لكن… كل هذا الهيام الرقيق صنعناه بدم الشباب الذي غاض في سبخ الفلاة ورمل الصحارى.

فجائع أعادت الفتية مزقَ أشلاءٍ لا تلائم فرح حبيباتهم وهن يودعنهم بقبل موؤدة من وراء النوافذ؛ خجل حياء من المجاهرة بالهوى و… “شباننا تريد الهوى والبين ما خلاها”.

“عادت علينا التي تهفو لها.. ما لها؟” كل جيل في العراق.. بلد الرافدين اللذين ينبعان من سقر ويصبان في الجحيم، لا بد أن يذوق الحرب والجوع والإعتقال وتطحنه الثورات العسكرية الهوجاء، التي ما أن تهدأ رحاها، حتى ننكب بفيضان أو… مصيبة ما من خلفنا أو من أمامنا أو من بين أرجلنا! يدهدرها طغاة مهووسين بذواتهم حد إبادة الآخرين!

“عادت علينا التي تهفو لها.. ما لها؟” كل جيل في العراق.. بلد الرافدين اللذين ينبعان من سقر ويصبان في الجحيم، لا بد أن يذوق الحرب والجوع والإعتقال وتطحنه الثورات العسكرية الهوجاء، التي ما أن تهدأ رحاها، حتى ننكب بفيضان أو… مصيبة ما من خلفنا أو من أمامنا أو من بين أرجلنا! يدهدرها طغاة مهووسين بذواتهم حد إبادة الآخرين!

شباب إستجابوا لدعوة المرجعية الرشيدة، ممثلة بآية الله علي السيستاني.. دام ظله الوارف، الذي أفتى بالجهاد الكفائي، وقد بلغت “داعش” أطراف بغداد، في ظل ترحاب البعض.. أول الأمر واهمين.

وسواء ندموا لترحابهم بـ “داعش” أم… الإرهاب هزمه أحفاد أولئك الذين سبق أن لبوا نداء المرجعية يوم 30 حزيران 1920، ولقنوا الإنكليز درساً، حفظ كرامة الأولياء والأمهات والأطفال… هم الذين تشربوا العزة بالنفس حد الجنون، إيماناً بالجهاد، يوم 10 حزيران 2014، يلتهمون رصاص “داعش” ومفخخاته الخائبة،…

رجال أفذاذ، بحجم ثقة الوطن والمرجعية والشعب بهم، نصراً من الله خلد الشهداء ورفع هامات العائدين بالبشرى، إنموذجهم الأمثل ذلك الذي سلم جثة أخيه الشهيد للخلفيات، وعاد الى خطوط الصد، بمواجهة “داعش” يقاتل، قائلا: “ثمة من سيوصل الجثمان للبيت، واجبي في الدفاع أهم”.

أية طاقة إيمانية مهولة البراكين تتفجر من سابع أرض الى سابع سماء، تلك التي تنبع من بطولة هذا الذي يسلم جثة أخيه شهيداً، من دون أن يوصلها بنفسه الى العائلة، ويعود لإكمل القتال، غير منكسر ولا هياب!؟ بهؤلاء إنتصر العراق، وبمثلهم أتم الله دعوة محمد للإسلام، من منبع الرسالة.

الخلود للشهداء الذين تسامى أثير أرواحهم الى الجنة، والشفاء للجرحى والمجد لقواتنا البطلة والبشرى للعراقيين بمن صنعوا النصر أولا، وبالنصر ثانياً.. “ألا هبي بصحنك وإصبحينا”.. ولا تبقي أطايب من مثابات وطنية للمستقبل.. مستقبل الأجيال.. أحفاد من إستشهدوا ولم يروا أولادهم في القمائط يرفلون.
منطقة المرفقات