22 ديسمبر، 2024 8:49 م

ريان المغربي حادثة يجب الوقوف عندها

ريان المغربي حادثة يجب الوقوف عندها

ريان المغربي حالة إنسانية جمعت العالم للتكاتف حولة وإطلاق الدعوات لنجاته، “اصبحت رأي عام” لما تحمل من حافز إنساني، لحظة سقوطه في البئر والفضل يعود للشعب المغربي الذي اطلق هاشتاك #أنقذوا_ريان، هذا التكاتف الإنساني الرائع نتمنى يستمر لتجمعنا وتكاتفنا الحالات الإنسانية. الإنسانية افضل من العنف. رغم وفاة الطفل ريان بعد 5 ايام في البئر، لكن هذه الحادثة يجب ان نقف عندها لما شاهده العالم من تكاتف جماعي لم يشهد مثيلها من سنوات، رغم حزننا الأليم لوفاته لكن كنا قبل فترة قبل الوفاة سعداء لهذا التكاتف الإنساني في جميع قارات العالم، سبق ان قلنا الإنسانية ليس لها ارتباط في ديانة وليس لها حدود وهذه هي فلسفتنا في الحياة، الإنسانية مصدر التشريعات في الأرض فأينما وجد الإنسان فذاك وطني، نبحث عن الإنسان في كل مكان في العالم الذي اشتقت الإنسانية من داخل هذا المخلوق الذي يكون مصدر عطاء ورحمة، والغير إنسان هو الذي يفقد إنسانيته ليكون مجرم طائفي فاسد منتهك جميع القوانين الدولية وهذا نحن اعداء له.

ريان لم يكن شخصية مشهوره ولم يكن ابن ملك او فنان او لاعب مشهور، ريان طفل ابن مزارعين يعيشون في قرى من اقاليم المغرب، تكاتف العالم للحالة الإنسانية ونتمناها تستمر، الإنسانية تبني أمم وأجيال، الطفل ريان عرى وجوه الحكام الفاسدين انا اعتبرها ثورة كبيرة من الإنسانية ليعري جميع الحكام والظالمين الذين يسرقون شعبهم ويغتصبون احلام الاطفال في دول عديدة لا تراعي ذرة من الرحمة للطفولة وتنتهك وتغتصب حقوقها، أكيد هذا التكاتف لم تقوم به حكومة ومملكة المغرب ولم يكن لها دور فيه، لكن شعبها الإنساني هو له الفضل لرضوخ الحكومة على اتخاذ موقف سريع لإنقاذ الطفل ريان، سابقاً كنا نقول الشعوب هي صاحبة القرار وليس الحكومات، وهناك من راسلني خاص ويعتب ما سبب اهتمامك بطفل مغربي وانت عراقي واطفال العراق بالألاف بين مقتول وبين مخطوف وبين يتسول، وهناك من ازعجه الأمر ليلغي الصداقة، نحن طريقنا واهدافنا ومبادئنا واخلاقنا وديننا الإنسانية وفي كل مكان في العالم، مثلما اقف مع ابن بلدي اقف مع كل حالة إنسانية في كل مكان في العالم، لكون انا ولي نفسي ليس تابع لأحد سوى إنسانيتي وتكاتفي مع كل من يدافع عن حقوق الإنسان ويحترم كرامته.

‏لقد أنجز ريان في 5 أيام ما لم تستطيع أمم وحكومات انجازه وأطفئت نار الفتنة بين شعبين جارين شقيقين، وفتحت عيوننا على مآسي أطفال آخرين يقبعون في آبار أنظمة استبدادية ويستحقون اهتماماً إعلامياً بمعاناتهم لأنهم ما زالوا أحياء. كلام تغريده الإعلامية خديجة بن قنة اعلاه صحيح، كثير من اطفال العراق واطفال سوريا واطفال لبنان واطفال اليمن واطفال ايران وغيرهم من الدول الاستبدادية منتهكه حقوقهم الإنسانية، اضافة إلى العنف الأسري ضد الأطفال في هذه الدول، مع استغلالهم مستغلين فقرهم لزجهم في حروبهم مع غسل عقولهم والتجاوز على كرامتهم، حكومات وانظمة مجرمة تسرق ثروات البلد لإعدام الطفولة ويروهم يتسولون لعدم قدرتهم توفير قوت يومهم، والحكومة تسير على نهجها في الفساد غير آبه لمأساة شعبها وخاصة الأطفال، الطفل ريان والتجمع الإنساني رغم نهاية القصة مؤلمة لكن سيبقى ثورة وانتفاضة إنسانية وهذا ما نتمناه للتكاتف العاطفي مع كل الحالات الإنسانية، وهذا المفهوم من الإنسانية فلسفتها العميقة سوف تعري حكام وسياسيين ورجال دين جبناء لا يخجلون من نفسهم وهم يرون اطفال بلدهم عند حاويات النفايات تبحث عن شيء يسد رمق لجوع بطونها.

الحاكم او رجل دين او سياسي من المعيب ان يظهر تلفزيونياً ليخطب على شعبه او طائفته ليتكلم عن المقاومة او القومية والحرب والعنف، واطفال بلده تتسول عند تقاطع اشارات المرور ويجمعون قوت عوائلهم من حاويات المهملات المتواجدة في ركن كل شارع، الأفضل له ان يخبئ رأسه كالنعامة لإنه ينظر بمنظار واحد ودموي لأذية الآخرين دون النظر بالعين الاخرى على شعبه واطفال بلاده بإنسانيه.