23 ديسمبر، 2024 10:35 ص

رياض الحسناوي: تبت يدا أبي لهب

رياض الحسناوي: تبت يدا أبي لهب

مسوخ داعش من كوابيس العالمية الحديثة، التي أرادت أن تدمر الإنسانية بكل أطيافها، وتمحو الأرض والعرض من خارطة الوجود، حين تشيع الموت بكل الطرق، وتسحق التنوع الديني والإجتماعي في أرض التأريخ، فهم مجموعة من اللقطاء لم يلحقوا بأنسابهم، وهم كتلة أورام وقتية قابلة للزوال والإستئصال، على يد رجال المرجعية الرشيدة، ومنهم البطل الشهيد أبن الناصرية، رياض الحسناوي عليه الرحمة الباري.
موت الناس الذين وقعوا بين أسنان ماكنة تقطيع اللحم الداعشية، الذي ما برح يستقطع أرواحنا حقداً وبغضاً، كجده أبي لهب، وأبي سفيان، ومعاوية، ويزيد (عليهم اللعنة أجمعين).
رياض الحسناوي، شهيد من ذي قار، ترك أبناءه الثلاثة المعاقون، ليستمروا بالحياة، ويرحل ساعياً لرضا البارئ، نحو الفوز الأبدي، ولم يأبه لأبي لهب وأذنابه، وما إقترفته أيديهم النجسة، من قطع الرقاب، وحرق الأجساد، وتدمير الحضارة، فألتحق بركب تلبية النداء الجهادي العظيم، على جسر الخلود، في معارك (لبيك يا رسول الله).
الشيء الوحيد، الذي يتمناه أهالي الشهداء، هو إلتفات الحكومة لهم، وتقديم الدعم المعنوي والمادي، فهم الوثيقة المحسوسة، والملموسة والشاهد على وحدة العراق، لأن هؤلاء القرابين، سقطوا على كل شبر من أرضنا الطاهرة، فمن ديالى وصلاح الدين، الى الأنبار والموصل، ومن الشرق الى الغرب، ومن الشمال الى الجنوب، قلب واحد، وبالتالي فإن داعش وأذنابها من سلالة أبي لهب، سيحرقون بالحطب، الذي وضعوه لحرق العراق، يأبى الخالق ذلك لنا ورسوله.
عقيدة نوعية متميزة ومؤثرة، يحملها رجال الحشد الشعبي، في تقدمهم لتحرير الأرض، وهي وصية الخير، التي أطلقها السيد السيستاني (أوصيكم خيراً بأنفسنا وأخوتنا) ليس لأنه الشريك في الوطن فقط، بل لأن أرض الرافدين لكل العراقيين، ولأن الإعتزاز بالتنوع الاجتماعي والديني، لا يعني وعياً بجماليته وثرائه، بل هو إعتراف بوجود الآخر، وحقه في الحياة على أرض الوطن الواحد.
عائلة الشهيد السعيد رياض الحسناوي، ليست حزينة لرحيله، فهم واثقون وعلى يقين، بأنه في عليين مع الشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، فعندما يتكلم والده الطاعن في السن، يطرق جلساؤه أسماعهم، وكأن على رؤوسهم الطير، لما يعتلي صدره من فرحة غامرة، لأنه لبى نداء الشهادة، وأستمر مردداً قول السيد عمار الحكيم: الحشد الشعبي لا يمثل لوناً، أو طائفة أو إنتماء مذهبياً محدداً، بل يشمل جميع العراقيين.