23 ديسمبر، 2024 11:09 ص

رياح التغيير تنقض الوضوء!

رياح التغيير تنقض الوضوء!

تحذير رئيس الوزراء نوري المالكي من أن رياح التغيير يمكن أن تصل إقليم كردستان، إذا استمر بسياساته الحالية تجاه شعبه، وعدم الاهتمام به، وعدم الالتفات إليه واللهو بالخلافات السياسية، كلام حق ربما يُراد به باطل، وهو غير بعيد عن تحذير مشابه أطلقه السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الذي لن يتأثر هو طبعا برياح التغيير، مثل المالكي، لأن هذه الرياح ستبقى بعيدة عنهما، وكأن لدى كل واحد منهما صكا من الشيخ حمد آل ثاني أمير “الربيع العربي” الثائر على والده الأمير سابقا، وعلى مواطن كتب قصيدة، ويخطط (الأمير طبعا) ليشمل بربيعه “المفعم بالحرية”.. إيران أيضا.

المالكي جاء تحذيره في مؤتمر صحفي، ووجهه لمسعود بارزاني وجلال طالباني، بينما تحذير الصدر زعيم تيار شعبي وصفه الصحفي – السياسي حسن العلوي بتيار “شارع” فان تهديده كان مباشرا للمالكي محذره من “ربيع عراقي” بتظاهرات “الشارع”. طبعا الصدر “روحي فداه” لا يحتاج الى فخفخة المؤتمرات وكبكبتها كالمالكي، ويكفي أن “يفبرك” له مكتبه الاعلامي “استفتاء” لكي يرد “سماحة القائد” ويفتي بأي قضية حتى لو كانت عن “إسماعيل الوائلي”.. هل هو من الموالين أم لا؟ وهل تبطل “رياح” التغيير الوضوء أم أنها تصيب غير المتوضئين؟! وهل  يجيز “مولانا” لأعضاء تياره “المتشرعين” – إن صح التعبير- إستخدام ألفاظ نابية وقذف وشتم ولغة شارع في مقابلاتهم المتلفزة أم أنه مسموح لهم ما لا يجوز لغيرهم لأنهم تيار “شارع”، إن صح التعبير؟

هو دين أم طين؟! 

سجل لنا التاريخ “سيدُنا وحشي (رضيَ الله عنه) قـتـلَ سيدَنا حمزة بن عبد المطلب (رضيَ الله عنه) في معركة أحد بأمر من سيدتنا هند بنت عتبة (رضيَ الله عنها)، فوحشي (رضيَ الله عنه) القاتل في الجنة وحمزة سيد الشهداء المقتول في سبيل الله في الجنة على سُرر متقابلين. وبعدما قـتـلَ سيدُنا وحشي (رضيَ الله عنه) سيدَنا حمزة (رضيَ الله عنه) جاءت سيدُتنا هند (رضيَ الله عنها) فمثلتْ بجثة سيدنا حمزة (رضيَ الله عنه) واستخرجت كبده ولاكته بأسنانها، فرضيَ الله تعالى عنها وأرضاها.. الخ”. 

وسيوثق التاريخ بعد أن تطيحَ بهؤلاء رياحُ التغيير: إنهم يتذابحون على المنابر موزعين ألقاب التفخيم: دولة رئيس الوزراء هدد سيادة النائب الأعرجي وسيادته اشتكى عند دولة رئيس البرلمان. ودولة رئيس الوزراء هدد دولة رئيس الجمهورية وحذره أن رياح التغيير توشك أن تصل إقليم كردستان. فدولة رئيس الوزراء ودولة رئيس الجمهورية وسيادة النائب التقوا في اجتماع الكتل (مثلا) وتناولوا أفخم عشاء كلف مليون دولار وهم يتبادلون القهقهات على جراح الشعب إخوانا على سرر متقابلين (شاف ما شاف).

ولا أدري هل هي مصادفة أم أن الأمر دُبّر بليل أن تصلني – الأحد – رسالة اليكترونية طويلة تلوح هي أيضا بعصا التغيير للكل: للمتوضئ، والذي يبول واقفا حيث ورد فيها:

العراق ينتظركم في ساحة التحرير يوم 25 كانون الثاني 2013 في جمعة الغضب العراقي من أجل التغيير والحرية: 

– مجلس النواب أصبح اكثر فسادا.. فأصبح مرتعا للفاسدين والمفسدين وجني الأموال وعقد الصفقات المشبوهة وشرعن سرقة المال العام.. القضاء فاسد وأصبح ألعوبة بيد رئيس الحكومة – المالكي، بعد عامين من احتجاجاتكم، أصبح أكثر طغيانا، أكثر فسادا، بل تمادى وراح يحمي الفاسدين والمفسدين – طالباني فاسد – بارزاني فاسد – شيعة السلطة فاسدون – المعممون فاسدون – خطباء الجمعة فاسدون وكذابون.. والقائمة تطول لكن رسالة “الجماعة” بدت خالية تماما من ذكر البعثيين الممسكين بالكثير من مفاصل الدولة، ومن الارهابيين والقتلة، ومن (سنة السلطة)، ما يجعلني لا أثق (الآن) بنوايا من يقف خلف “رياح التغيير” التي إن وصلت العراق، فلن تقي “متشرعين” في العراق.

خروج الريح ينقض الوضوء يا متشرعين فتطهروا وأمسكوا بعصا التقوى قبل فوات الأوان.

مسمار:

“الجميع يتلمس طريقه إلى طريق لا يدري لماذا هو متجه إليه.. الموت يجلس معنا في الظلام”.. “أيتها الحرب غادري هذا الوطن، (…) ما الذي يغويك فينا؟ أيها الليل كن عيونا لقلبي ودلني على النهاية. من أين لي أن أعرف ما تخفيه، أخبرني هل ستكتب لنا الحياة ونصحو في الصباح لنشم رائحة الشاي والخبز والحياة”.

من رواية حارسة النخيل “سمية الشيباني”