23 ديسمبر، 2024 1:56 م

رياح ألتغيير تَعصفُ بأهلها… 

رياح ألتغيير تَعصفُ بأهلها… 

أذا ما أهتم شعب بأسقاط دكتاتورٍ يحكمهم، دون نهجٌ لما بعد ألإسقاط،حتما سيوقعهم فريسة دكتاتور أخر،وماحصل بألعراق، أنموذج تحليل ودراسة،ستعي من خلاله ألاجيال ألقادمة دروساً في خطورة أخطاء ألسياسة وكيفية ألاستفادة من تلك ألأخطاء في تنظير سياسة ألمستقبل.فبعد إن هب نسيم ألتغيير،يداعبُ صباحات ألعراق ألجديد،ليرسم لوحة ألأمل بالحياة، على جدران خريف ألظلم وألاضطهاد وألحرمان والعزلة عن العالم،راح سياسيوا ألعراق ألجديد يحزمون أمتعتهم للعودة ألى ألوطن،عبر دهاليز ألسياسة،فكان أمتعة ألدنيا تملء قلوبهم قبل حقائبهم،ألا من جاء وفي جعبته شيءٌ أسمه حب ألوطن وخدمته،في خضم ما حمل هذا وتحمل ذاك،كان ألدور ألاساس في ألسياسة بيد أمريكا وألدول ألمتحالفة،بلُغة ألمُحرر وَسَطوة ألمُحتل،غُيب على أثرها من حمل ألوطن بقلبه،وأُطلِقَ العِنان لمن يحملهُ ألوطن فوقه،فكان أغتيال ألشهيد ألحكيم عام 2003 نذير شؤوم،يقول أنه لا مكان للمُخلصين لوطنهم في مناصب ألحكومة ألجديدة،وبذلك بُنيت تلك ألحكومة بحجر ألمحاصصة وألمصالح،وهذا ماكان سبباً في خلق حروب وأنشقاقات في السياسة، كان أهمها صنفين ألاول وهو ألأغلبية وهم سياسيوا ألوطن،والثاني ألأقلية وهم وطنيوا ألسياسة،وألمعركة بين ألصفين معركة ضمير ومال،فمنهم من باع ضميره بالمال،ومنهم من أشترى ضميره بوطنيته وصدقه لشعبه،وبذلك لابد عليه أن يتنحى عن دائرة ألأرتباط بالحكومة،إنتظاراً منه للأمل ألذي سَتُغير به دفه ألحكم بألأتجاه ألصحيح، وكانت أمريكا وألدول ألأقليمية ألمتحالفة معها هي  مشعل تلك ألحرب،وتجار البيع والشراء، لتخلق من ألمنطقة سوق يُتاجر بحروب ألإنابة داخلهُ،وبركان يصهر من يهدد مصالحها بالمنطقة،فأجلسوا العراق بذلك على مفترق ثلاث طرق،وبسيره سوف يخلوا لهم وجه ألتحكم بالبلد،فإتجه ألاكراد بأقليمهم نحو تركيا وأسرائيل،وأتجه السنة بكتلهم نحو قطر والسعودية،وأتجه الشيعة بأحزابهم ألى إيران،ولم يبقى من السياسيين ألا بعض ألذين يؤمنون بوطنيتهم وسيادتهم وبعض ألعلمانيون المستقلين الذين ينتظرون عودة الفائز ليتحالفوا معه،فأعتمد بذلك على سياسة معلبة أستوردت من خارج ألحدود،وبغياب ألطبخة السياسية ألمحلية،أرغم ألشعب على أن يعتاش على تلك السياسة المستوردة،وأن يعتاد تذوقها، وأيمانه ألمطلق بأنها هي غذاءه الوحيد،وبذلك غُيب ألمنهج الذي من خلاله نستطيع بناء دولة بأنفسنا،تتيح لنا فرص ألعيش في كنف مشروع ألدولة ألمدنية،ألتي تحفظ كرامتنا وحقوقنا بالمواطنة،ولكن إنعدام تلك ألنُهَج هي من جعلتنا أسرى دكتاتور أخر سنعمل من جديد على إسقاطه….