23 ديسمبر، 2024 5:24 ص

رونالد ترامب..متى (يصحو) من (ثمالة الكأس) و(مراودة الجميلات)..ويعود الى (مسرح السياسة)؟؟!!

رونالد ترامب..متى (يصحو) من (ثمالة الكأس) و(مراودة الجميلات)..ويعود الى (مسرح السياسة)؟؟!!

يبدو أن ( نشوة الكأس) التي تطرب عقل الرجل ، ما زالت هي الغالبة على تفكير شخصية الرئيس الامريكي دونالد ترامب، وكونه رجل أعمال ثري ، يعاني حتى الان من (سكر رهيب) تجاوز حدود (الثمالة) وهو كلما أراد أن (يصحو) من سكرته، تلقفنه (بنات الهوى) و ( جميلات النوادي الليلية ) ليصفعن تفكيره ، ويرد خائبا ، ربما (ينعل) السياسة ومن ورطه في خوض غمارها!!
ربما لم يصدق ترامب انه سيكون (رئيسا) للولايات المتحدة في يوم ما، حتى وان كان من كبار الأثرياء ، لكن الاقدار التعيسة لبلده، وتهاوي مجد الولايات المتحدة وانحدار مستقبلها ومكانتها، هي من سهلت على ترامب ليركب الموجة، ويحصد الأضواء ، بعد ان مل الشعب الامريكي من انغماس سياسييه في ( لعبة الحروب) و(مغامراتها) التي لن تنتهي، الا بعد ان (يصحو) العقل الامريكي من (سكرته) التي أفقدته وعيه ودوره ، ليجد روسيا ودول أخرى تريد أن (تهيمن) على مسرح السياسة من جديد، وتنصب (أفخاخا) لواشنطن ،وتنزوي الولايات المتحدة بعيدا عن مسرح الاحداث!!
الأمريكيون كشعب مولعون بالاهتمام بوضعهم الداخلي، وهم لايعيرون اهتماما لا للحروب ولا للسياسات الخارجية لبلدهم التي كلفتهم الكثير، وعادت على المواطن الأمريكي بضرائب باهضة كل عام، حتى وجد( ترامب) انه كرجل اعمال ربما (يتفهم) مطالب الأمريكيين أكثر من غيرهم، وسيكون  أكثر ( تعقلا) في ايجاد حلول لاوضاع شعبه الداخلية، داخل الكونغرس وكانت اولوياته ( الصحة، والهجرة ، والتوظيف) ، فهذه هي (أولويات) مهمة تشغل بال المواطن الامريكي ويعدها معيار نجاح أي حاكم أمريكي، يريد ان يرضى عنه شعبه، أما السياسة الخارجية فلا يهم الشعب الامريكي من ينغمس بها، بل هو لايريد أصلا اعطاء (أهمية) لها في أولويات عيشه وامنه الاجتماعي، لهذا أدرك (ترامب) هذه ( المعادلة) وداعب عقول الامريكيين واحلامهم في أن يروا بلدهم وقد تجاوز مترتبات سمعتها التي وصلت الى (الحضيض) !!
لكن الامريكيين يريدون ان ( يصحو) عقل ترامب هذه المرة، وان يتخلى عن (ثمالة الكأس) و(جميلات الهوى) ، وان يتحول الى (رجل سياسة) يعرف كيف يتصرف ، ويترك (التهور) جانبا بعد ان انتخبوه رئيسا ، ليحقق لهم أحلامهم وأمانيهم في ان يجدوا وضعهم الداخلي وسمعة بلادهم قد تحسنت كثيرا!!
مازال (ترامب) الرئيس الامريكي الذي سيعتلي عرش البيت الأبيض في العشرين من كانون الثاني من عام 2017 ، يحاول أن (يستعيد) وعيه ، وقد راح يلملم اوراقه ويجري مشاوراته مع مساعديه ومن سيكونون عونا له في تشكيل الحكومة المرتقبة، وكيف يكون شكل (الأولويات) للسياسة الأمريكية، وكيف يدير دفتها بنجاح، ويتخطى عقبة سياسيي بلاده ، ليرسم مرحلة أخرى أكثر قبولا لدى الناخب الأمريكي، الذي يريد ان يرى نفسه وقد خفف عنه ترامب اعباء الحياة، وأسهم برفاه بلاده ، وشق طريقها نحو الأفضل!!
كل دول العالم صغيرها وكبيرها بقيت (مشغولة) بهذا(الكابوس) الذي نزل على رأسها وقلب أوضاعها رأسا على عقب واصابها برعب وهوس لم تعرف كيف السبيل الى الخروج منه ، حتى ان الدول الأوربية ربما أصابها حالات قلق على مستقبل علاقاتها مع الولايات المتحدة بالطريقة نفسها التي عبر فيها قادة الخليج عن مخاوفهم من سياسات ترامب التراجعية، كونه أعطى ( الضوء الأخضر) بأنه سيعيد (تقييم) تلك السياسات ، بشكل آخر ولن يعطي اهتماما ،لا لأمن اوربا ولا لحلف الاطلسي ولا لدول الخليج ولا لايران، كما ان علاقاته بالعراق لم تعد تتبين خيوطها وان بقيت (ثابتة) الى حد ما ، كما ان هناك(متغيرات) في سياسة ترامب ازاء المعارضة السورية وهو يريد ربما التخلي عن دعمها ، وهو مع خط بشار الاسد في محاربة داعش ، وربما تكون روسيا لديها (الحظ الأوفر) من الجميع في انها أخف قلقا من بقية دول العالم، بالرغم من تدهور علاقات روسيا بالولايات المتحدة في عهد أوباما، الا ان بوتين يأمل من ترامب الذي حظي بمساندة روسيا (المعنوي) في حملته الانتخابية ان يعيد (تصحيح) بعض خيوط العلاقة معها نحو الأفضل!!
لكن هناك (ثوابت) في السياسة الامريكية لن يكون بمقدور ترامب أو غيره أن (يحيد) عنها ، يرسم خطوطها صناع القرار في البيت الأبيض ودوائر الاستخبارات ومراكز البحوث وشركات النفط العملاقة ، وهو حتى الان ما زال يطلق( تغريدات) أكثر من كونها (خطوطا عامة) للسياسة الأمريكية، لكن (التغيير) يبقى الخط الاساس الذي لن يتخلى عنه ترامب، وهو توجه لاعادة (تقييم) علاقات بلاده مع الدول الكبرى وان يكون موقع الولايات المتحدة وصدارتها للعالم ، وقدرتها على اعادة رسم مكانتها كدولة كبرى هو الأهم،لكي لايكون بمقدور الآخرين منازعتها على هذه المكانة لعقود من السنين، الى حين ظهور( متغيرات) قد لاتكون في الحسبان، عندها سيكون لكل حادث حديث!!