9 أبريل، 2024 4:19 ص
Search
Close this search box.

روسيا وتركيا واحتمالات حرب أخرى….!!

Facebook
Twitter
LinkedIn

تبقى الاسئلة تلاحق الحدث التي اشعلت توقعات من ان تمدد الحرب لتكون المنطقة برمتها امام حرب كونية ثالثة ، المقاتلة الروسية التي اسقطتها تركيا لن تمر بسلام ما دامت  كانت هنالك نية بإسقاطها ، علما ان الحادثة جاءت بعد نجاح المقاتلات الروسية في ضرب والحاق الخسائر بمواقع تكرير النفط في سوريا التي يمتلكها داعش ويستخدمها في تمويل حربه في المنطقة ، ويعتمد عليها اعتمادا كليا في تسهيل عملياته الحربية كمصدر ممول لها…
وفي اعقاب تلك الضربات الجوية المؤذية لتلك المواقع خرجت تركيا عن صمتها لتندد بتلك الضربات وأعلنت عن احتجاجها لقصف روسيا لمواقع وقرى تركمانية في سوريا ، فيما اكدت روسيا وكشفت ان النفط المهرب تعود لداعش عبر ميتاء حيهان التركي ، وانها تدر بفوائد كبيرة لتركيا  ، وان ضرباتها تلك لا تتعدى الصهاريج الناقلة لها ….
اذن… المسالة هي اكبر مما يتصورها البعض على انها امتداد لعملية حرب تشنها روسيا ضد تنظيم داعش الارهابي في سوريا بهدف القضاء عليها وتدميرها تدميرا كليا وانقاذ سوريا من عمليات البيع والشراء التي يتداولها التنظيم هناك ، وانما حرب من النوع الثقيل التي تمر بها المنطقة منذ ان اشعلت التنظيم اوزار حربها في سوريا لإسقاط نظام بشار الاسد الذي يحالفه ايران على ضوء قراءات الحرب اليومية التي تفرزها سير العمليات العسكرية الجارية هناك….
وهذا يعني ان الحرب في سوريا دخلت منعطفا أخر وفتحت باب التدخلات الاقليمية والدولية على مصراعيها بعد التدخل الروسي المباشر، وان امريكا مهياة بتلك المهمة بعد ان تيقن تماما ان روسيا سوف لن تخلي الساحة بسهولة  ، وان افضل طريقة لجر روسيا الى حرب كونية ثالثة هو صدها وإسقاط مقاتلاتها بحدود الممكن وعرقلة مساعيها الهادفة لإفشال المخطط الامريكي في المنطقة ، بمعنى ان الولايات المتحدة الامريكية قد درست تماما النوايا الروسية التي لا تقف عند حد مساندة نظام بشار الاسد بل تتعداها لمساندة الاجندة الايرانية في المنطقة لكي تنهض بمهامها بما يجب ، وهذا يعني ان روسيا مهتمة جدا من انقاذ بشار الاسد من عنق الزجاجة التي حشرت بها نفسها وانها اي روسيا ماضية في ضرباتها ضد التنظيم الى ان تحقق اهدافها…..
 وعلى هذا الاساس بادرت امريكا على ارسال المزيد من المزيد من المساعدات الى المعارضة السورية بغية حصر النظام في زاوية ميتة لا تقدر على الحركة ، وغلق باب المفاجات الروسية في طبيعة الصراع القائم على الحاق المزيد من الخسائر بالمعارضين السوريين في سوريا ، بمعني ان الصراع تحول الى صراع الكبار من اجل مصالحها ونفوذها في المنطقة ، فكل طرف يسعى باتجاه الحفاظ على مناطق نقوذها التي تهددها مجريات الحرب  القائمة في سوريا ، ولهذا فان كل الاطراف المشاركة في الحرب تبحث عن تحالفات تبعد عنها خطر الزوال عن الساحة ، بمعنى ان ايران سوف تستمر في دعمها للتيارات الشيعية التي تقاسمت الحرب مع داعش / وانها تقف بالضد امام كل مشروع تقلل من الشأن السوري التي لا تراعي مصالح بشار الاسد بكل ما يملك من قوة ، ولا تساوم على ذلك مهما اشتدت ادوات الضغط عليها ، وهذا يعني ان ايران نبقى تدافع عن نظام بشار الاسد بكل الاتجاهات ولا تدخر جهدأ الا ووظفها من اجله ومن اجل اهدافها التي  لا ترى نفسها الا في شيعة قوية تحافظ على هيبتها…
لذلك فان المجريات بعد سقوط الطائرة الروسية ترى نفسها في حرب جديدة تفرض نفسها على سير الاحدث في المنطقة، تكون اولى ملامحها عقوبات اقتصادية كبيرة على تركيا من قبل روسيا ، وعمليات استباقية روسية ضد تنظيم داعش وقطع خطوط تواصله النفطي مع تركيا مما تدفع بتركيا الى مراجعة نفسها اذا لم تحشر الولايات المتحدة الامريكية نفسها في  هذه الحرب…
بمعنى ان تركيا تحاول ان تفرض تفسها كقوة عسكرية على ضوء المستجدات  الجارية وليس بعيدا ان يشارك كحليف قوي لأمريكا في حربه ضد داعش ، وهذا يعني ان تركيا واحتمالات استخدام جيسشها تبقى واردة في ظل التطورات التي يشهدها المنطقة والتجاذبات السياسية التي يمر بها المنطقة بشكل عام ، وهذا يعني ان سقوط الطائرة الروسية على يد تركيا قد فتحت باب كل الاحتمالات الواردة في قوانين الحرب في المنطقة..ولحين تستقر الامور على واجهة معينة سيكون لنا لحادث حديث…!!.

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب