18 ديسمبر، 2024 11:05 م

روسيا وإيران وحزب الله لم يعد بإمكانهم حماية الأسد

روسيا وإيران وحزب الله لم يعد بإمكانهم حماية الأسد

تواردت الأنباء في وقت مبكر من فجر هذا اليوم الجمعة، 7 نيسان الجاري، لتفيد أن الجيش الأمريكي أطلق حوالي 60 صاروخا من نوع توماهوك على قاعدة عسكرية جوية للنظام السوري، وذلك في وقت متأخر من يوم أمس الخميس المصادف ٦ نيسان الجاري، في هجوم هو الأول من نوعه ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد منذ أن بدأ شن الحرب، غير المسبوقة على شعبه قبل اكثر من ست سنوات. جاءت هذه العملية التي امرت بها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ردا عَلى الهجوم الكيمياوي الذي اقترفه بشار الأسد هذا الأسبوع وزهق ارواح العشرات من المدنيين، اغلبهم من الأطفال والنساء، ويعتبرها المراقبون تطورا ذي مغزى، يقدم علي الجيش الأمريكي في سوريا.
الصواريخ جاءت من بارجتين رابضتين في شرق البحر الأبيض المتوسط، هما يو.أس.أس روس و يؤ. أس. أس پورتر، واستهدف قاعدة شعيرات الجوية في محافظة حمص، وهي القاعدة التي يعتقد انه تم تنفيذ الهجوم الكيمياوي من خلالها.
كان الرئيس الأمريكي قد خاطب العالم في مؤتمر صحفي باستراحة مار-أي-لاغو بفلوريدا التي يستضيف فيها الرئيس الصيني وقرينته قائلاً:”لقد تم ضرب البنى التحتية للقوة الجوية السورية هذه الليلة وانا ادعو الأمم المتحضرة للإِنْضِمام إلينا للبحث عن نهاية للمجازر وسفك الدماء في سوريا والقضاء على الإرهاب بكافة أشكاله” وأضاف ان الأسد يعبث بأرواح الرجال والنساء والأطفال بعد ان قتل فيهم الأمل. وبرر اقدامه على هذا العمل بقوله ان المصالح الحيوية للأمن القومي الأمريكي تقتضي ان تعرقل بلاده وتمنع تماما التوسع في استخدام الأسلحة الكيمياوية.
تؤكد المصادر الإستخباراتية ان واشنطن لا يعتريها الشك في ان القاذفات السورية نوع سيخوي – ٢٢ هي التي قامت بإسقاط قنابل غاز السارين على بلدة خان شيخون في محافظة إدلب وأدّت الى مقتل ١٠٠ شخص كحد أدنى وإصابة المئات، ونظرا لعدم وجود إنفلات مسلح أو وضع عسكري معقد في المنطقة يستدعي ذلك، ترى واشنطن أن الضربة الكيمياوية للأسد ليست الا مناورة روسية إيرانية سورية مشتركة لتغيير توجه الإدارة الأمريكية وعرقلة جهودها في المضي بخطتها العسكرية الشاملة لحل المشكلة السورية، بدأً من الرقة وبينما لا يمكن للرئيس وقائد أركان الجيش الأمريكي ان يغضّا الطرف عن مثل هذا الإستفزاز، تؤكد نفس المصادر ان خطط الإدارة الأمريكية في سوريا تركز على طرد الدولة الإسلامية من عاصمتها السورية، مدينة الرقة، بالتعاون مع وحدات حماية الشعب الكوردية، وهي العملية التي قطعت فيها القوات الأمريكية شوطا كبيرا في التحضير والإستعداد خلال الاسبوعين الماضيين، وذلك ما لا يروق لموسكو وطهران ودمشق الذين لا يحبذون العملية العسكرية الأمريكية الوشيكة في الرقة ويتوجسون منها لأن العملية حسب اعتقادهم سوف تعزز كثيرا من نفوذ الأكراد، وربما تضمنت الإغارة ايضاً على حلفاء الحرب في سوريا، ايران وحزب الله اللبناني، لنفس الغرض، اي منعهم من تهديد حلفاء أمريكا الأكراد.
إضافة الى ذلك كان وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلليرسون قد قال ان سوريا، رغم الإتفاقات السابقة، لم تسلِّم ترسانتها الكيمياوية، ولام روسيا على فشلها بالإيفاء بتعهداتها في هذا الخصوص وتقاعسها في اجبار الرئيس السوري على ذلك. قال تيلليرسون بصراحة في هذا الخصوص ان روسيا اما انها لم تكن واضحة معنا او انها ببساطة لم تكن لديها القدرة على دفع الرئيس السوري للإلتزام بالإتفاق الذي حماه وقتئذٍ من ضربة مؤكدة، وهذا ما استشف منه النظام وحليفه الإيراني أن الإدارة الأمريكية تصوب من جديد على النظام.
يكان، جميع المتابعين للشأن السوري بما فيه تعقيدات الحلفاء المنخرطين في حرب معقدة، أن روسيا لن ترد على العملية الأمريكية بأي حال، التجارب السابقة غير مشجعة ليست في صالح بشار الأسد. روسيا لم ترد مثلا على الضربة الإسرائيلية في ١٧ آذار الماضي ضد القاعدة الجوية السورية تي-٤رغم الوجود الروسي في القاعدة خلال الضربة الإسرائيلية. وإذا كان الرئيس السوري نفسه لن يحرك ساكنا فمن باب أولى ان لا يستجيب الإيرانيون وحزب الله اللبناني للرد.
من المرجّح ان ترامب وبوتين توصلا الى اتفاق حول حدود العملية الأمريكية بعد ساعات طويلة من مفاوضات حثيثة وشائكة بين وزارة الدفاع الأمريكية من تجهة ونظيرتها الروسية من جهة اخري بمشاركة وزارة الخارجية الروسية.
مصادر البنتاغون- وزارة الدفاع الأمريكية- تقول ان أمريكا حذرت روسيا من الإقتراب خلال العملية التي استهدفت قاعدة شعيرات السورية، فما كان منها الا أن تسارع الى اعادة نشر طائراتها بعيدا عن مرمى النيران في أماكن اخرى آمنة، مباشرة بعد ان صرح ترامب أمس أن الهجوم الكيمياوي عبر العديد العديد من الخطوط، دون ان تنبه حليفها السوري.