23 ديسمبر، 2024 9:32 ص

روسيا هي الاخرى تتهم الولايات المتحدة بمساعدة داعش

روسيا هي الاخرى تتهم الولايات المتحدة بمساعدة داعش

قد لا يصدق بعضهم جوهر العلاقة بين الويلايات المتحدة وداعش، نظرا لما تشنه هذه الدولة من حملات اعلامية ضد هذا التنظيم الارهابي، غير ان هذه الدولة العظمى كانت هي القابلة التي تولت توليد القاعدة لتثمر ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام ، وقد كانت هذه الدولة العظمى هي من اوجدت الارهاب في افغانستان وامدته بكل عناصر القوة والديمومة، عندما دعمت اسامة بن لادن ومنحته كل اسباب الشهرة في عالم مابعد السبعينات لا ليقف ضد الاتحاد السوفيتي فحسب ، بل ليكون ذراعها في افتعال المشاكل لدول العالم ، وهكذا كانت الويلايات المتحدة القابلة الماذونة من قبل الامم المتحدة لتقوم ايضا بالعمل على ولادة طالبان ، لتكون ذراع القاعدة في افغانستان والباكستان ، وقد عملت جهدها بعد تحقق حلمها بافول نجم الاتحاد السوفيتي لتنفرد لوحدها بالعالم وعلى قاعدة القطب الواحد ، وقد اغتالت اسامة بن لادن ليموت ومعه اسراره كما فعلت من بعده بصدام ، واليوم وزير خارجية روسيا يعلن للعالم ان الولايات المتحدة تحاول مساعدة الدولة الاسلامية في سوريا . وسبق وان اعلنت الاستخبارات العراقية انها شاهدت بالدليل القاطع ان الهليكتوبرات الامريكية قامت بانتشال قياديي القاعدة في الصحراء غرب العراق.
ان المتتبع لنشؤ داعش وتوسعها خلال فترة زمنية قصيرة جدا ، والطريقة التي توسعت فيها في سوريا والعراق ، وامتدادها وتمددها لمساحات عريضة جدا لا يجد تفسير لكل هذه الالغاز ،سوى تفسير واحد الا وهو وقوف دول وراء كل هذا التغيير في السوق العسكري واساليب التوجيه والقيادة ، والاستخبارات .كما وان هذه الدولة المزعومة تمكنت وبسهولة مذهلة من السيطرة على المدن والامصار ووصلت الى منابع النفط بكل سلاسة لتضمن المردود المالي لها ولمخططاتها ، كما وانها استطاعت ان تضع يدها على فروع المصارف المركزية والمصارف الاخرى التي مكنتها من الاستحواذ على سيولة نقدية ، وانها بالمقابل وضعت يدها على احدث الاسلحة جراء تركها من قبل العناصر العسكرية . كل هذه الحركة وكل تلك الخطط لم تك لتكون من امهات افكار زعامات دينية ، كانت سابقا هي ذاتها زعامات الاخوان المسلمين ، انما الامر يتعلق بمخطط كبير بني على فكرة الفوضى الخلاقة او فكرة الشرق الاوسط الجديد ، ولما كانت هذه من امهات افكار الدوائر المخابراتية الامريكية فان وجود القاعدة كان بمثابة تحصيل الحاصل، وكذبا يقال لا يمكن تعريف الارهاب ، ان الارهاب هو اعمال السلاح لتغيير افكار وقناعات الغير، واليوم تقوم الويلايات المتحدة بدعم الاكراد في سوريا ايضا ضد الجيش النظامي ، وهو نوع من الارهاب ، فالدولة اية دولة من اولى واجباتها حفظ وحدة البلاد وسلامة اراضيها وان هذا الدعم يدخل وفق القانون الدولي مجال الارهاب وان كرد سوريا مثل كرد العراق يوحدم هدف تكوين الدولة الكردية الكبرى ، فالويلايات المتحدة تعمل على التمهيد لخلق انواع كثيرة من الارهاب ، وما العداء القائم بينها وبين داعش ما هو الا وسيلة للدفاع عن النفس بعد ان تمردت داعش عليها وقامت بالضرب في العمق الامريكي….