مع اتساع نطاق الحرب بين روسيا وأوكرانيا، التي انخرطت فيها الولايات المتحدة الامريكية وأوروبا بأكملها، فإن حجم التدخل الخارجي الذي يتميز بالتنوع والجدة، وفرض العقوبات الاقتصادية والسياسية والأمنية، من شأنه ان يعقد الموقف والأمور، ويشكل عقبة كأداء أمام إمكانية وقف هذه الحرب، التي تتحمل مسؤوليتها حكومة أوكرانيا، ما يرجح استمرارها وربما توسيع دائرة الصراع.
لا شك أن هذه الحرب لها اسقاطاتها وتداعياتها وستترك آثارها على خريطة العلاقات الدولية لفترات قادمة، مثلها مثل كل الحروب التي تكون الأطراف والقوى الكبرى جزءًا منها ومنخرطة قواتها فيها.
سيتغير العالم، وسينتهي القطب الواحد، وسيعود الدب الروسي ليتبوًا موقعه، والكل كان قد رأى أن بوتين هو الزعيم القادر على إيقاظ روسيا من سباتها، وهذا شبه مؤكد ويبدو واضحًا الآن.
النتيجة أن ثمة تحالف من نوع آخر سيتشكل ويساهم في فصل المصالح والمواقف، والحرب الدائرة في أوكرانيا ستكون شرارة هذا التحالف، ولا أحد يعرف كيف سيكون شكل هذا التحالف، لكن من المؤكد سيأخذ شكلًا مختلفًا لكن ليس ثابتًا.
الحرب الباردة لم تنته، وما يجري سيعيد تشكيلها، ولكن وفق شروط وقواعد وأسس جديدة، قواعد قوامها أن روسيا في حالة صحوة ونهوض وصعود، وسوف تستخدم قوتها المجربة في فرض معادلة جديدة في هذه الحرب، بما يكفل مصالحها ومصالح الدول التي تساندها وتقف إلى جانبها. سيتغير العالم بلا شك بعد الحرب الدائرة حاليًا.