23 ديسمبر، 2024 9:51 ص

روسيا تعمل على تصفية قيادات ايران العسكرية

روسيا تعمل على تصفية قيادات ايران العسكرية

بعد التدخل الروسي القوي في سوريا لفرض سيطرتها الكاملة جاءت ردود الفعل الايرانية والعراقية الموالية لهذا التدخل بالترحيب الحار، وكانت الظنون تسير حول مساعدة روسيا للمشروع الايراني على انها داعمة لها ( ايران )، الا ان رؤيا التدخل الروسي باتت واضحة جدا، بل حتى اثارت استياء ايران التي تريد وبشتى الطرق الحفاظ على بشار الاسد على رأس الحكم. روسيا فاجئت ايران على انها غير مهتمه ببقاء او رحيل الاسد، وهذا ما اثار نشوب خلاف ايراني روسي، وعلى مايبدو ان هناك اتفاق سري اجرته روسيا مع الولايات المتحدة الامريكية للحد من التدخل الايراني في سوريا والمنطقة، وفي الاونة الاخيرة وبعد التدخل الروسي لوحظ بأن هنالك عمليات قتل 30 ضابطا خلال الاسبوعيين الماضيين، سبقها مقتل قائد فيلق ” خاتم الانبياء” حسين همداني، وبعده بأيام اعلن عن مقتل العقيدان فرشاد حسوني وحميد مختار كبار القادة العسكريين الايرانيين. طريقة مقتل القادة الكبار يثير الشكوك حول الجهة التي زودت المجموعات المسلحة بالمعلومات الكافية حول اماكن تواجد الضباط الايرانيين وتحركاتهم، ومن الممكن القول بأن روسيا هي من ساهمت في ذلك، ولهذا يعزى السبب في تراجع معنويات الحرس الثوري وعدم قبولهم المشاركة في القتال في سوريا متخذين التقاعد كخيار افضل لهم.

ان روسيا تعمل على تحجيم دور ايران متجهة الى انهاءه ليكون الدب الروسي المسيطر الاول في الساحة السورية، ومن خلال هذه السيطرة سيطرح الروس قريبا مشروعا لرحيل الاسد، الامر الذي سيدعوه للاستجابة والرضوخ للامر الواقع. ايران لن تتخلى عن سوريا بهذه البساطه فهي ستعمل على ازدياد حدة التوتر في مناطق اخرى فمن المعلوم ان ايران تلعب دورا في دعم الجماعات المسلحة في بلدان مختلفة، ومن غير المستبعد ان تقوم ايران بتحريك الشيعة الذين يسكنون في مدينة “سانت بطرس بورغ” الروسية ويقدر تعدادهم بمليون فرد شيعي وتوجيههم عسكريا يمكن ان يغير المعادلة او على الاقل يطيل من عمر حكومة بشار الاسد.

التوتر المشهود في المنطقة ليس سببه بقاء بشار او رحيله، انما الحقيقة هي في التدخل الايراني الواضح وروسيا ستعمل على تحجيم هذا التدخل لانهاء او تخفيف الحدة من الصراعات المسلحة، ان ايران تصب ثقلها في سوريا مع تجنيد مقاتلين عراقيين ايضا لخدمة الرغبات الايرانية . نعود الى الروس واتفاقاتهم السرية وان سبب عدم تدخلهم في العراق هو

اتفاق امريكي روسي ، وامريكي عراقي. وانا اعتقد ان الايام المقبلة سنلاحظ تصاعد وتيرة الاحداث وتزايد خسائر القوات الايرانية وكذلك العراقية ومن ثم ستلوح في الافق بوادر عقد اتفاقية تسهم في بسط الاستقرار الامني في المنطقه.