20 ديسمبر، 2024 2:46 م

روسيا تدق طبول الحرب العالمية

روسيا تدق طبول الحرب العالمية

برفع روسيا الحظر عن بيع صواريخ إس300   الى كل من ايران وسوريا ،دخلت منطقة الشرق الاوسط والعالم في مرحلة اشتعال الحرب العالمية الثالثة ،والتي بشر بها هنري كيسنجر عراب السياسة الامريكية منذ خمسة عقود بها قبل سنتين من الان قائلا(من لم يسمع بطبول الحرب تدق في الخليج والمنطقة فهو أصم وأبكم وأعمى)،لاسيما وان المشهد اكتمل وأصبح مهيئا جدا ،بعد انطلاق عمليات عاصفة الحزم للتحالف العربي،بقيادة المملكة العربية السعودية لإعادة الشرعية الى الحكم في اليمن ،من قبضة الحوثيين التابعين لإيران والمنفذين اجندة الولي الفقيه الايراني الخامنئي ،(كل مظاهرات الحوثيين يرفعون فيها صور خميني وخامنئي وحسن نصر الله،لمن لا يصدق)،وما يجري في العراق وسوريا تحديدا حلقة من حلقات صراع الكبار في ألمنطقة بحجة محاربة الارهاب الدولي وتنظيمات القاعدة والدولة الاسلامية وبقية الفصائل الاسلامية المتطرفة ،ان اقدام روسيا وعلى لسان فلاديمير بوتين على رفع حظر بيع اسلحة متطورة وحديثة جدا مثل صواريخ اس300 الفائقة الدقة والتدمير ،لهو اعلان حرب حقيقي على دول الخليج العربي ،وتحديدا المملكة السعودية،التي ردت بقوة وعلى لسان سعود الفيصل وزير خارجيتها على تصريحات بوتين الناقدة والمهاجمة لعاصفة الحزم والسعودية ،لكن لكي نعيد قراءة السيناريو الامريكي في المنطقة،
والدور الامريكي المطلوب والداعم لعاصفة الحزم ،سنلقي الضوء على السياسة الايرانية والروسية ودورهما التصعيدي والتخريبي في المنطقة ،ومحاولتهما ايجاد موطئ قدم ودور سياسي وعسكري واقتصادي وهيمنة على دول المنطقة ،ابتداء كانت المصالح الامريكية قبل وأثناء الغزو الوحشي على العراق تتلاقى مع المصالح الايرانية لذلك شاركت ايران بغزو العراق ولولاها لما احتلت بغداد ،فيما تقاطعت المصالح الروسية مع الامريكية في العراق وسوريا ،فكان الدور الروسي في العراق وسوريا ضعيفا ،مهمشا ،بل مناهضا للسياسة الامريكية ومناصرا لنظام بشار الاسد في سوريا ،وهكذا اصبحت السياسة الروسية ومواقفها حتى في مجلس الامن مطابقا ،بل وتابعا لإيران ،وصدى لسوريا ،انظروا الى موقفه في اليمن المناهض والمعارض لعاصفة الحزم ،وهكذا خضعت روسيا تماما وأيدت ودعمت المشروع الايراني التوسعي في المنطقة على حساب القضايا القومية والأرض العربية ،باحتلالها للعراق وسوريا ولبنان واليمن ،حسب تصريحات قادتها الاخيرة،اذن الموقف الروسي لم يأت من فراغ، ولا لكي تثبت روسيا وجودها في المشهد،ولكنها لأنها افلست من الكعكة العراقية ،وخرجت من مولد العراق بلا حمص،فإنها الان في اضعف حالاتها ومواقفها الدولية والإقليمية،خاصة بعد احتلالها لجزء مهم من اوكرانيا هو جزيرة القرم البالغة الاهمية الاستيراتيجية،وتهديدات الاتحاد الاوروبي وأمريكا لها وفرض العقوبات الدولية عليها،لذلك تريد الان الخروج من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها به ،فخرجت على العالم لتصب الزيت على النار الطائفية المشتعلة في المنطقة وتزيد من حطبها ،
تمهيدا لإعلان الحرب العالمية الثالثة على اسس عرقية وقومية وطائفية ومذهبية ،لتفتيت وتفكيك المنطقة ،ولكن اول من سيكتوي بنارها اذا اججت ستكون ايران وروسيا ،الموقف الروسي برفع الحظر عن الاسلحة التدميرية والنووية والبيولوجية  هو موقف الضعيف الباحث عن فرصة ضائعة ،انا اعتقد ان الموقف الروسي العدواني هو موجه للأمة العربية اولا وأخيرا ،وهو جزء من الصراع الديني بين العرب وإيران،وروسيا دائما كما معروف عنها عبر التاريخ ،تقف ضد تطلعات الامة العربية ،وهو استهداف مباشر لمستقبل الامة قبل حاضرها،وأجزم انها ستدفع ثمنا باهضا في المستقبل القريب وسيرتد الى نحرها،لان عاصفة العرب تحظى الدعم الدولي والعالمي ،فيما يلقى قرار بوتين هذا استهجان الدول الكبرى وتعتبره تصعيدا خطيرا ،نحو الحرب العالمية الثالثة ،التي تحاول روسيا وإيران اعلانها بوجه العالم ،روسيا وإيران تقودان حرب المحاور ودعم الانظمة والميليشيات الخارجة عن القانون ،لإدخال المنطقة في اتون الحرب المدمرة ،وهي فرصة لتصريف السلاح الروسي الكاسد والفاسد ،وتوريط المنطقة في حرب لا يوجد  فيها الخاسر سوى العرب لأنهم ضحايا الحروب القذرة،ولكن ماهو الموقف الامريكي من روسيا وهي تفتح ابواب ترسانتها النووية والتدميرية لإيران وسوريا ،
وهل نحن في مرحلة اعادة الحرب الباردة بين الكبار هدفها (تسويق السلاح الفاسد)،وإدخال العالم في معمعة الحرب الطاحنة،ادارة اوباما لازمة الصمت لحد الان،ولكنها تعتبرها رسالة روسية حازمة وتهديديه لها ولحلفائها العرب في المنطقة،لإثبات وجودها المغيب امريكيا ،روسيا تلعب لعبة قذرة في المنطقة منذ دعمها لنظام الاسد واصطفافها مع ايران ضد القضايا العربية المصيرية في فلسطين والعراق،فهي دائما تلعب دورا مضادا ومناهضا للعرب ،والعراق خير دليل على ذلك،علما ان العراق قد وقع معاهدة عسكرية للدفاع المشترك مع الاتحاد السوفيتي المنحل عام 1972، باختصار كل المؤشرات على الارض من موقف روسي الى تحريك ايراني للبوارج الحربية الى باب المندب،الى تحالف سعودي تركي مصري قطري لإسقاط نظام الاسد،الى احداث تصاعد العنف والمعارك في العراق واليمن ،يبرز ترجيح صدى طبول الحرب قائمة بين لحظة وأخرى في المنطقة ،وروسيا وإيران وسوريا وحزب الله اللبناني والصين سيكونون أطرافها الرئيسية فيها …نعم روسيا وإيران تدقان طبول الحرب العالمية الثالثة في المنطقة والعالم ،وبقوة هذه المرة وعلى العالم والعرب سماع صوتها والتحضير لها …..

أحدث المقالات

أحدث المقالات