20 ديسمبر، 2024 12:05 ص

روسيا العظمى لن تخدعها رصاصة؟!

روسيا العظمى لن تخدعها رصاصة؟!

المواسم النهائية، والسباقات العالمية، يشتد الصراع، وتباح جميع الوسائل، فلا قانون، ولا إنسانية، تبرز المصالح والقوة، لتثبت للجميع وتنادي؛ أنا الأقوى، التدافع على أعلى مستوى تشهده سوريا، بين القوى الإقليمية والدولية.
المرحلة الأخيرة، أو الشوط الأخير، في كل المنافسات يكون هو الأصعب والأشد عنفا وتفجيرا.
سوريا؛ بالمعنى الأدق حلب، ساحة الصراع الأكثر صخبا منذ بداية الأحداث، تجري بها تسويات تقودها روسيا وتركيا، واجهة معارضة شديدة من الجانب الأميركي السعودي، الذي  رفض كل أنواع التسويات بوجود الأسد..
كلمة السفير الروسي لم تكتمل، حتى اخترقته رصاصات شاب في العشرينات من عمره، وهو صارخ “نصرة لحلب” ويكبر ويطلق النار على الدبلوماسي، وقال بعد إطلاق النار على السفير: نحن الذين بايعوا محمداً على الجهاد، وكان يصرخ: “لا تنسوا حلب، لا تنسوا سوريا”، وقال “كل من له يد في هذا الظلم سيدفع الحساب”، وأضاف أنه لن يخرج من القاعة إلا ميتاً، وأضاف أيضا وهو يصرخ: “ما لم تكن بلادنا في أمان فإنكم أنتم أيضاً لن تتذوقوه”.
هناك عدة سيناريوهات محتملة:-
أولا.. أن روسيا العظمى، سترمي ثقلها الكامل، وبشكل مخيف داخل الأراضي السورية.
ثانيا. أن روسيا ستعمل على نقل إرهابي سوريا إلى تركيا وتصبح حرب داخل الأراضي التركية.
ثالثا.. سينتقم بوتين من الجماعات الإرهابية، بطريقة لن يتخيلها حتى الإرهابيون أنفسهم
رابعا.. تركيا ستظهر بموقف الذليل، وتحاول الاعتذار والسماح من الدب الروسي،وتوقع على ورقة بيضاء للتسوية؛ أرجح الاحتمال الأخير.
هناك من لا يعتقد أن تطبق روسيا أي سيناريو ذكرته، ويرجح أن تعتذر تركيا من روسيا وتبرر بأن الحدث تصرف فردي وإنها قتلته وستقبل روسيا اعتذار تركيا ويغلق الملف؟!
هناك فرصة كبيرة لروسيا، لفرض إرادتها على الجانب التركي، الذي طعنها بالمرة الثانية، وهي ورقة نفوذ أكبر داخل تركيا، وهذا ما لمح إليه وزير الخارجية الروسي لافروف: مأساة قتل السفير الروسي تجبرنا على مكافحة الإرهاب بحزم أكبر.
يسأل سائل: أيهما أكثر وقعا و استفزازا لروسيا، قتل الجيش التركي للطيار الروسي
أم قتل إرهابي-لا ينتمي للحكومة- للسفير؟
-الطيار العسكري أكثر عرضة للقتل، خصوصا وهو يخوض حرب واحتمال الخطأ أكثر؟!أما الدبلوماسي رفيع المستوى بوزن سفير، اغتيل داخل الأراضي التركية، التي واجب عليها حمايته وتوفير الأمان له؛ هنا تكمن الخطورة…
أن الهدف هو تخريب و تأثير سلبا على العلاقة الروسية-التركية.. وهذا ما أشار له الرئيس بوتين في قوله: (اغتيال السفير الروسي لدى تركيا عمل استفزازي يهدف إلى نسف العلاقات الطيبة مع تركيا) انه ينتظر نتائج التحقيقات، للفريق الروسي الذي وصل أنقرة بعد دقائق من الحادث.
هناك تفسير واحد أن الفكر الوهابي (الاوردغاني) هو السبب؛ وهو فكر الذي تقوم عليه الدولة التركية، النهاية ستكون لصالح روسيا وسوريا، كون هذه العملية أعطت الضوء الأخضر، للدب الروسي أن ينقض بكل قوته، على أفعى داعش، ولن تكون هناك رحمة أو تسامح بعد الآن، وهذا ما أكده وزير الدفاع الروسي:” صغنا وثيقة لإنهاء الصراع في سوريا” لكن على الطريقة الروسية فقط؟!

أحدث المقالات

أحدث المقالات