13 أبريل، 2024 2:55 ص
Search
Close this search box.

روح النصر الصدامية وروح الامل الكازمية-1

Facebook
Twitter
LinkedIn

(1)

وصل نظام الملالي والموامنة للسلطة في ايران في شباط 1979 بدعم وتخطيط مباشر من فرنسا وبريطانيا وامريكا والدلائل كثيرة على ذلك.

منذ ذلك اليوم الاسود لم تعد المنطقة كما كانت, لقد عدنا 1400 عام الى الوراء وعادت مشاكل وطلايب وخرافات ال البيت وقريش حول السلطة والمال والنفوذ, بشكل ظاهر, اما بشكل عميق عادت خيول الامبراطورية الفارسية الكسروية من جديد بازياء دينية!

اول ماوصل النظام الايراني الجديد للسلطة بالكذب والدجل والدماء, بدا بتصفية القوى العلمانية المناظلة التي اشعلت الثورة ومن جانب اخر شهد العراق انقلاب صدام على رفاقه بشكل دموي بتهم ربما تكون ملفقة, ليعلن ان العراق بعد تموز 1979 لم يعد كما كان قبله! ومن قبل ذلك انقلاب صدام على الجِبهة الوطنجية وعلى الحزب الشيوعي!

كلا الطرفين النظام الايراني والعراقي, كانا يتهيئان للحرب!, وبدا النظام الايراني حملة تفجيرات انتحارية ( قبل تفجيرات القاعدة وداعش), وارهاب منظم داخل العراق ودعم لحزب الدعوة الفارسي بالسلاح والمال,…. ونضال الحزب المذكور تم على اساس وجود فساد في العراق!!!, ومن اجل اقامة نظام اسلامي قحي خارق حارق! وقد تحققت كل تلك الشعارات بالانظمة  الفاسدة المتهرئة الاجرامية بعد عام 2003.

كان اي تدخل لطرف في شوون الطرف الاخر هو نسف لاتفاقية الجزائر!

وهكذا.. اخذت ايران نصف شط العرب من العراق واخذت معه امن العراق وسيادته!

فشل النظام العراقي اعلاميا في ايصال الفكرة المتاصلة لدى ايران وهي:

  • ان العراق بلد مفتعل!- كما يكرر قادة اقليم شمال العراق ذلك- ويومن الفرس ان الاكراد هم فرس غربيون! وان العراق هو جزء من ايران, وان مسح العراق والعرب برمتهم هو اساس اي سياسة ايرانية واساس اي تثقيف وتعليم مدرسي وجامعي في ايران! وان العمل من اجل اعادة الامبراطورية الفارسية يجب ان يتم بالتدريج والتدبير والموامرات والدسائس وان الغاية تبرر الوسيلة ولو بالتحالف مع الشيطان!
  • وان الدين الفارسي هو دين يهدف لنشر الاساطير والخزعبلات والقدسيات والمقدسات الزائفة وانتاج المزيد منها والكلاوات المتفجرة والدجل لنسف الاسلام داخليا!

(2)

دخل صدام الحرب مستعجلا, بعد ان فقد صبره في ايلول 1980, ( كما فقد مقتدى صبره بسرعة وترك الجمل بما حمل لايران ) وهو ينظر عدوه في  الغرب حيث اسرائيل., وبعد ان عملت بريطانيا وامريكا واسرائيل طويلا من اجل اشعال تلك الحرب!

وكان يظن بشكل خاطيء وبسبب قصر النظر والديكتاتورية التي تمنع سماع الراي الاخر:

  • ان تلك الحرب لن تدوم طويلا وستنتهي بنصر عراقي خاطف على طريقة النصر الاسرائيلي في حرب عام 1967, وان العالم لن يسمح باستمرار الحرب في اخطر نقطة فيه وهي الخليج العربي بسبب امدادات الطاقة!
  • وان العرب سينضمون له وان المعارضة الايرانية معه, والجيش الايراني مستعد للانقضاض على النظام, حال اشتعال تلك الحرب!
  • وان الاحواز العراقية ستعود للعراق وان نصف شط العرب سيعود للعراق وان نظام الماسونية والصهيونية في ايران سينهار سريعا!
  • وان مهاجمة ايران وهي ضعيفة خير من تركها تهاجمنا وهي قوية فيما بعد!

كانت تلك الحسابات خطا ساحقا لايغتفر, فقد كان يمكنه:

  • العمل بشكل مستتر لتدمير النظام الايراني من الداخل دون اعلان الحرب,
  • وكان يمكنه العمل على تشكيل حلف عربي قوي وفق ضمانات حاسمة بدعم للعراق عند دخول الحرب!
  • وكان يمكنه العمل لتحقيق التقارب او الوحدة ان امكن مع سوريا ولو كانت تلك الوحدة موجودة لاصاب الذعر ايران وتركيا واسرائيل والغرب!

المهم حصل ماحصل وتورط العراق بتلك الحرب ولم تكن تلوح اي نهاية لها في الافق الا عام 1988 بعد تحرير الفاو وانهيار الجيش الايراني والحرس الثوري واعادة احتلال الجيش العراقي ومجاهدي خلق لاجزاء واسعة داخل ايران وبدا ان النظام الايراني يتهاوي لو استمرت تلك الحرب, وعندها فقط قبل الخميني ايقاف الحرب وتجرع كاس السم وكان من قبل مستهينا بالدماء والاموال الايرانية والعراقية وكان هدفه خلق مجازر وخراب لااول له ولااخر في المنطقة!

ولن يكف النظام الايراني الماسوني الصهيوني عن اشعال المنطقة وتدميرها الا في حالة واحدة فقط وهي عندما يتعرض وجود النظام للخطر! ولذا عندما تحين يوما تلك الساعة لايجب مطلقا تركه ينجو كما حصل عام 1988!

(3)

بعد ان  فشل صدام في تحقيق النصر الحاسم عدا التوغل الارعن داخل ايران الذي يفوق امكانيات الجيش العراقي, طوال عامين حتى حل تموز 1982 بدات ايران تهاجم الحدود العراقية حيث استبسل العراقيون في الدفاع عن بلدهم وكذلك بسبب قوة النظام ودور صدام المحوري في الحرب ولذا ارادوا قتله وفشلت العملية اكثر من مرة!

بعد ان فشل صدام في تحقيق النصر الحاسم بقبول ايران في حقوق العراق في الارض والمياه كما كان يبشر, راح يبشر بروح النصر!

ولكن ماهي تلك الروح ومامغزاها؟

انها كانت مصطلح لشيء غير موجود ومحاولة لابقاء المعنويات مرتفعة بعد ان وجد العراقيون ان النصر بعيد المنال وان تكلفة الحرب مريعة حقا ولاتستحق ان يتم خوضها منذ البداية!

لقد كانت هناك روحا واحدة وهي روح البقاء, بقاء فقط بلا نصر, بقاء العراق كبلد مستقل غير محتل من ايران بعد ان تفرج العالم قاطبة على تلك الحرب وتفرج حتى العرب وقطعوا كل المساعدات عن العراق في اخطر مرحلة وهي عام 1982 بعد مهاجمة ايران لاول مرة للاراضي العراقية.

وقطع حافظ الاسد خط الانبوب العراقي الذي ينقل مليون برميل يوميا خدمة لايران! وكان يغذي الحرب وبسبب ذلك تراكمت الديون على العراق التي سببت فيما بعد غزو الكويت!

اما الاوباش من الفرارية والقتلة والعاهات الفكرية والنفسية والاخلاقية فقد نظمتهم ايران داخل فيلق بدر وغيره لقتل اخوتهم العراقيين من اجل استباحة الفرس للعراق!, وعادوا بفضل امريكا وبريطانيا عام 2003 كحكام للعراق يعبثون به ايما عبث بعد ان عجزوا عن ذلك مع اسيادهم طيلة 8 اعوام من القتال الشرس الذي انتهى بهزيمة مذلة لايران بعد ان وعد خميني الايرانيين بالنصر الحاسم وان طريق فلسطين يمر من كربلاء الذي فتحته لهم امريكا وبريطانيا مجانا! فعادوا بخفي حنين بعد ان فقدوا سيولا من الدماء والاموال! بلا طائل!

(4)

جلب الاطار الفارسي كازمي لقيادة المرحلة في ايار 2020 بعد ثورة شعبية تاريخية وتعهد بكل مالذ وطاب للشعب العراقي وظهر ان كل ذلك مجرد كلاوات ومناورات وخطط ايرانية لاستيعاب الزخم الثوري..

وظهر الرجل في اكثر من مناسبة كتابع ذليل لايران وكرجل لايقارن في الضعف الا بعادل زوية المنتفجي. مع فارق ان زوية كان واضحا كتابع وضيع بلا مواربة لايران اما كازمي فقد حاول ان يظهر نفسه بدور الزعيم المنقذ!

وكلاهما من الناصرية الباسلة!!!!!

وهو في سلسلة العاهات التي حكمت العراق قد يكون اكثرهم بوسا وهزالا!.

في كلمته امام الامم المتحدة تحدث عن روح الامل لدى العراقيين!؟

وكانت تلك محاولة ايرانية لخداع العالم وطمانته حول تامين امدادات النفط العراقي للغرب في احدى احرج منعطفاته التاريخية, وتغطية وضيعة للعبث والاحتلال الفارسي الذي وصل به ان من يقرر مصيره هو لاعب اتاري -وواحد كان جايجي له -وواحد كان يبيع السبح في السيدة زينب- وواحد دجال ينتحل صفة دكتور .. الخ من تلك العثث البالية!

  • اي امل تبقى لهم بوجود نظام فاشل منحط مسيطر عليه ايرانيا! بواسطة عصاباته ومليشياته!
  • اي امل ونسبة المشاركة في انتخابات 2021 قبل سنة لم تتجاوز ربما 20%
  • اي امل والبلد بلا حكومة ولاموازنة ولم يتم استغلال الاموال الطائلة بسبب حرب اوكرانيا في اي مشاريع منتجة او صفقات لانتاج الغاز العراقي او بناء مواني او سكك حديد او مدن سكنية او صناعية او زراعية او سدود او اي انتاج حقيقي!
  • اي امل والعصابات الفارسية تعيث في الارض فسادا!
  • اي امل وبعد مغادرة كازمي لنييورك مباشرة صدرت الاوامر الفارسية  لعمليات بغداد بالانتشار في بغداد لارعاب التيار الصدري والتشرينيين والشعب من اجل تمرير الحكومة الفارسية الجديدة! وقام امن الحشد دون غطاء قانوني باعتقال الناس وقتلهم وترويعهم مع الامن الوطني الفارسي!

اي امل وقد قررت ايران انه:

  • لاانتخابات جديدة
  • كل السلطة الان لايران
  • سيتم اخضاع العراق تماما لايران عبر برلمان يعترف به العالم الفاسد, ويعترف بالمليشيات الايرانية وسيتم اصدار كل القرارات التي تضم العراق لايران بما في ذلك اتفاقات عسكرية واقتصادية وامنية!
  • سيتم العمل على تركيع الشعب العراقي بالقنص والقتل والابادة  واحلال الفرس والاكراد محله
  • سيتم نهب كل الخزينة كما حصل عام 2014 وقبل وبعد ذلك
  • سيتم تجويع وتعطيش العراق ومسح كامل لهويته وثقافته وحضارته
  • سيتم العمل لتشكيل حكومة ايرانية تماما بعد ان منحهم الصدر اغلبية البرلمان دون ثمن!
  • سيتم تقزيم الجيش وربطه بالحرس الثوري الايراني
  • اما الاحزاب الكردية التي افشلت الصدر بعدم اختيار مرشح واحد للرئاسة كما لم يحصل من قبل فستتفق على مرشح واحد بعد سيطرة ايران على البرلمان!
  • اما الحلبوسي الذي قبل بسرعة استقالات الصدريين فسيتم استبداله! بعد ان حصل الاطار الفارسي على الاغلبية ليتم جلب شخص موالي لايران تمام يقوم بتزوير عدد النواب عند اختيار رئيس الجمهورية! وفق ماقررته المحكمة الدستورية او ان يتم تغيير هذا القرار! –الذي لايجوز تغييره- واما قرار عدم شرعية بيع الاقليم لنفطه وغازه الا من خلال سومو, فسيتم التغاضي عنه وبلعه مقابل مشاركة الاكراد في حكومة الاطار الفارسي بالاضافة الى صدور عفو رهبري عنهم باعتبار ان مشاركتهم في الحكومة القادمة تنفي عنهم صفة انهم صهاينة عندما كانوا حلفاء للصدر!

واما قرار ان الاحزاب السنية والتي هي حسب ايران اداة بيد الامارات والسعودية فسيتم بلعه, ويصبحون من الطيبين الطاهرين!

[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب