11 مارس، 2024 6:06 م
Search
Close this search box.

روح القانون

Facebook
Twitter
LinkedIn

قوانين لم تؤمن بها العقول ،و القانون ليس منصف دائماً ويمكن أن يتم خداعه والتلاعب به ،فهو لا يؤمن بصدق المرء بل الأدلة والمستندات .
وهذه يمكن التلاعب بها ،وهذه حقيقة والقانون العادل المنصف الذي يرى ما في الصدور، و هو قانون الله سبحانه وتعالى و هو الحكم العدل.

وقوله تعالى :إِنَّ ٱللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ ٱلْأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ ٱلنَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِٱلْعَدْلِ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِۦٓ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ سَمِيعًۢا بَصِيرًا.

الله سبحانه أمر بالعدل ، و القانون يمكن للقوي فيه تزوير بعض المستندات ،و يكون الحكم في صالحه ،فهو يرى الأمور بمادية أكثر من الإنسانيةولا يطبق روح القانون التي هي تبحث عن السبب الذي جعله يرتكب هذا الفعل وماهي الأسباب لفعل ذلك ، وكل قانون له مادة تحكمه ويجب أن يتم تطبيقها ،و البعض يسأل نفسه ايعقل أن يكون القانون غير عادل؟ أقول نعم وليس لأنه يرغب في ذلك ولكن لأن هناك مواد و قوانين تحكمه وبذلك يمكن للبعض التلاعب به، بأن يطبق كل ما كتب في مواد القانون وذلك لرفع الشبهات عنه .

مثال أن تطلب المحكمة شاهد يثبت أنه كان معه عند وقوع الجريمة ، أو يطلب منه تقرير طبي ويستطيع أن يمثل المرض بإتقان وبذلك يثبت أن صحته البدنية لا تسمح له بإرتكابه ،وكل هذا يجعل القانون يمكن أن يكون ضعيف عند بعض المجرمين الأذكياء الذين لديهم قدرة على السيطرة عليه وجعله يعمل لصالحهم.

الله سبحانه وتعالى جعلنا نرى ذلك في القرآن الكريم أنه يجب التأكد من صحة الخبر قبل أن نحكم على المرء ،و القانون إن كان هدفه الحق والحكم بين الناس بالعدل ،ولكنه في بعض المرات يتسبب في موت من لا ذنب له ، ليس لأنه ظالم لا بل لأنه يعتمد على مواد إذا طبقت يتم الحكم بعد ذلك ،لذلك الله هو الحكم العدل مهما كنت محامي أو قاضي فأنت أمام الله يسألك عن هذه الأمانة هل فعلتها مثل ما أمرك الله ؟ام أنك أرتكبت اخطاء عند حصولك عليها .

وفي السنة النبوية :
عَنْ بُرَيْدَةَ  قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ: اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ: رَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ، فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ عَرَفَ الْحَقَّ فَلَمْ يَقْضِ بِهِ، وَجَارَ فِي الْحُكْمِ، فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ لَمْ يَعْرِفِ الْحَقَّ، فَقَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ، فَهُوَ فِي النَّارِ. رَوَاهُ الْأَرْبَعَةُ، وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ.

فأنت تحكم بين الناس وأنت بين يدي الله إما أن تدخل الجنة من خلال إقامة العدل أو أن تدخل النار ولك الخيار في ذلك ،وكل قاضي عليه أن لا ينطق بالحكم حتى وأن كانت الأدلة أمامه حتى يتأكد من صحتها جيداً وذلك تطبيق لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6).

وفي الكتاب المقدس :

لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يُحِبُّ ٱلْحَقَّ، وَلَا يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ. إِلَى ٱلْأَبَدِ يُحْفَظُونَ. أَمَّا نَسْلُ ٱلْأَشْرَارِ فَيَنْقَطِعُ.

لأَنَّ الرَّبَّ يُحِبُّ الْعَدْلَ، وَلَا يَتَخَلَّى عَنْ أَتْقِيَائِهِ، بَلْ يَحْفَظُهُمْ إِلَى الأَبَدِ. أَمَّا ذُرِّيَّةُ الأَشْرَارِ فَتَفْنَى.اَلْمَزَامِيرُ ٣٧: ٢٨

فَإِنَّهُ سَيُجَازِي كُلَّ إِنْسَانٍ بِحَسَبِ أَعْمَالِهِ.رُومِيَةَ ٢: ٦

ٱلَّذِي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالِهِ.

في القرآن الكريم أكد على أهمية العدل وأن الله يحبه، وأيضاً في الكتاب المقدس أكد على أهمية العدل وأهمية تطبيقه ،و مهما كنت قاضي ولديك القوة والقدرة في إصدار الحكم ، أنظر إلى الله وأشعر بوجوده معك وأحكم بما أمرك خالق الكون به ،فالقانون ليس قوي دائماً ، فالقوة في داخلنا نحن وليس هو،و نحن من يجب أن نستمد القوة من الله ونطبق العدل الذي أمرنا به،و مهما أختلف الدين فكل الديانات تتفق على تطبيق العدل .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب