23 ديسمبر، 2024 2:13 ص

روح الأمل و الشباب .. زراعة و تغير

روح الأمل و الشباب .. زراعة و تغير

صباح كل يوم أتجه إلى مكان عملي حيث الوسيلة التي من خلالها أصل الى مقر العمل هي الباص، و بعض الأحيان استأجر “التكسي” لضيق الوقت، و في أحد الأيام و أنا راكب في سيارة الباص “الكيا” و كان فيها بعض طلبة الجامعة أيضاً متوجهين إلى دوامهم .
كنت جالس على مقربة منهم و أسمعهم يتحدثون عن الوضع الذي يمر به البلد، وخطورة هذه المرحلة، و عن مستقبلهم المجهول.
كانوا متشائمين ينظرون إلى المستقبل بعين اليأس، هذا وهم يعتبرون من الطبقة المثقة التي تمثل الجيل الشبابي المستقبلي لهذا البلد، أسمعهم يتحدون من نحن؟ و لماذا ندرس؟ ما الذي حصل عليه أصدقائنا الذين تخرجوا قبلنا؟ جميع هذه الأسئلة كانت تدور في خاطري سابقاً عندما كنت في بداية دراستي في الجامعة، و كان ينتابني شعور الملل و الكسل في بعض الأحيان.
تعد هذه ظاهرة اليأس لدى الشباب خطيرة لأنهما لا تساعد على خلق جيل شبابي قيادي كفوء، يساعد في إعادة بناء البلد و يكون قادراً على تحمل المسؤلية، فلابد من خلق روح الأمل لدى الشباب، أن تكون لنا طموحات و نتحدى الصعاب حتى نصل إلى ما نريد.
كذلك للأعلام دور مهم وبارز، في تقويم الأفكار و تصحيح بعض المسارات، و علينا أن ننتقي الخبر من مصادره الحقيقة، فبعض القنوات الإعلامية لا تبعث مع اخبارهما او ما تنشره غير روح التشائم و اليأس.

الامل هو المرآة التي نرى المستقبل من خلالها ، و هو الخط المتصل بين افكارنا و طموحاتنا، فعند غياب الأمل لا نتوقع أن يكون مستقبلنا زاهر و لن نستطيع أن نغير من حياتنا شيء، فأليأس هو المرض القاتل لحياة الأنسان.
علينا أن نرى المستقبل و نحدد طموحاتنا و أن لا تكون قرائتنا للمجريات و الأحداث مادية، فالنحدد الهدف فالأمل في تحقيقه قريب.
لنكن جميعاً من الذين يزرعون روح الأمل و التفائل و المحبة، و لتكن افكارنا هادفة لما فيه المصلحة و الخير للبلد.
أيها الشاب اليائس و الذي تقول من نحن؟ نحن رجال المستقبل،  و نحن الذين نستطيع تغير هذا الركام الذي تراه و أنت متشائم فأنظر إلى المستقبل بعين الأمل.