22 نوفمبر، 2024 2:50 م
Search
Close this search box.

روحاني وخامنئي يتبادلان الادوار

روحاني وخامنئي يتبادلان الادوار

معضلة عويصة أما النظام الايراني وهو لايجد أي إنفراج أو ليونة من جانب الادارة الامريکية الجديدة ولاسيما عندما يجد أن هناك أکثر من تأکيد على إستمرار نهج الحزم معه فيما لو لم ينصاع للمطالب الدولية ويلتزم بها بالصورة المطلوبة، بل وإن التصريحات الاخيرة للمتحدث بإسم وزارة الخارجية الامريکية، نيد برايس، والتي قال فيها بالحرف الواحذ وهو يشدد على الموقف الحازم لواشنطن تجاه النظام الايراني: “لن نعرض أي مبادرات أو حوافز أحادية لجذب الإيرانيين إلى الجلوس على مائدة التفاوض. إذا كان انطباع الإيرانيين هو أن غياب أي تحرك من جانبهم لاستئناف الالتزام الكامل بالاتفاق النووي سيجعلنا نعرض امتيازات أو مبادرات أحادية، فهذا انطباع خاطئ إذن”، ومن هنا فإن التصريح الذي أدلى به روحاني في العاشر من مارس الجاري، قد کان تأکيدا على إن النظام الايراني صار يشعر بالخوف عندما قال: “لقد طلبنا صراحة من البيت الأبيض العودة إلى القانون ونعلم أنه مع عودتكم، سنعود على الفور إلى التزاماتنا وسنقف بجانب انتهاء المعاهدة”!
موقف روحاني هذا والذي يمکن وصفه بأنه بمثابة بلع تصريحات متشددة سابقة له ولغيره من جانب النظام الايراني أو القفز عليها وتخطيها عن عمد، لم يمض عليه سوى يوم واحد حتى أکد هو الآخر على النهج”الانبطاحي” للنظام عندما إستفسر مستنکرا مايقال عن تشدد النظام ووقوفه ضد الارادة الدولية قائلا:” قالوا إن الجمهورية الإسلامية في حالة حرب مع العالم كله، هذا ليس صحيحا” لکنه وفي نفس الوقت وکإستدراك لإنقاذ ماء وجه قادة النظام في مواقفهم المتشددة المتمادية في غيها حاول معالجة ذلك بعبارة تحفل بتناقض وتضاد واضح عندما نصح مطالبا: “بالوقوف في وجه العدو وعدم الثقة بهذا العدو”!! والذي يبدو جليا من خلال ماقد أدلى به روحاني ومن بعده خامنئي، إنهما يحاولان إيقاف المسير المتشدد للتصريحات والمواقف من جانب قادة النظام ولکن ليس کاملا وإنما إبقاء خط رجعة کما في التصريح المتناقض الاخير الذي أدرجناه لخامنئي.
خامنئي وکذلك روحاني يعلمان جيدا بأن موقف وأوضاع النظام على أسوأ مايکون داخليا وخارجيا والذي يرعبهما أکثر من أي شئ آخر هو إن هناك تقارب غير مسبوق في وجهات النظر والمواقف من جانب الشعب الايراني ومن جانب المقاومة الايرانية وإن تزايد الاحتجاجات الشعبية الرافضة للنظام والتي لم يعد بوسع قادة النظام إنکار خطورتها وخصوصا إحتمال أن يٶدي تکرارها وتزايدها الى تغيير نوعي بإندلاع إنتفاضة، کما إن قادة النظام أيضا ووسائل إعلامهم صاروا يعترفون بخطورة الدور والتأثير الدي تلعبه المقاومة الايراني بشأن الاوضاع في إيران وخصوصا بعد صدور الکثير من القرارات الدولية المتعلقة بالشأن الايراني وهي تحمل بصمات المقاومة الايرانية، ولذلك فإنهما يتبادلان الادوار من أجل إيجاد ثمة سبيل لإستدراك الموقف قبل أن تقع الفأس بالرأس!

أحدث المقالات