بعد نجاح الثورة الخمينية في إيران وإعلان الجمهورية الإسلامية ذات الطابع الديني والهوية المذهبية تشكلت السياسة الإستراتيجية الجديدة لإيران وفق نظرية ” تصدير الثورة ” العابرة للحدود.إذ ارتكزت السياسة الإيرانية في تصدير الثورة على أذرع ثقافية دينية و سياسية وعسكرية تبنى النظام نشأتها وادامتها ، حيث وضف النظام واردات النفط لخدمة مشروع تصدير الثورة عبر استقطاب المجاميع السياسية والاعلامية وخلق مجاميع فاعلة في المشهد السياسي والديني والامني بالخارطة الاقليمية.فلاستراتيجية الايرانية ثابتة لا تتغير واهدافها محددة لا تتبدل على الاطلاق ،تتلخص في تغيير الخارطة الجيوسياسية لمصلحة المشروع الاستعماري لإيران عبر إشاعة الفوضى بالمنطقة العربية لتفكيك المنطقة وإعادة تركيبها وفق النموذج الإيراني لبسط السيطرة والنفوذ على حقول النفط ومناطق صناعة التفوق الاقليمي والقوة الدولية .
ترسم القيادة الايرانية مراحلها السياسية تماشياً مع تحولات السياسة الداخلية والخارجية وانعكاساتها على الوضع الإيراني و التي يتم تقديرها بالمقام الاول مجلس تشخيص مصلحة النظام والمرشد الاعلى للجمهورية وفق سياسة ” تغيير الوجوه وتبادل الادوار ” بين التيارين الرئيسيين الحاكمين في إيران “الاصلاحيين والمحافظين “المكونين الاساسيين لنظام ولاية الفقيه لحماية المكاسب الاستعمارية لإيران وتحقيق اهدافها الاستراتيجية.
تنقسم الحالة الايرانية إلى حالتين ، الحالة الاولى ، “الثابتة ” تلك الحالة هي التي تتعلق باستراتيجية تصدير الثورة العابرة للحدود ، لا تتغير ولا تتبدل على الاطلاق ، وكل ما يدور حولها ليس إلا عوامل ثانوية مكملة لاستراتيجية تصدير الثورة والمشروع الاستعماري لإيران.
أما الحالة الثانية ، ” المتغيرة ” فهي وفقا لظروف ومناخات التحول السياسي على مستوى الاقليم والعالم ، كما يحدث في مفاوضات الغرب مع إيران بخصوص الملف النووي ، وتغيير الرؤساء الايرانيين ، كما حدث مؤخرا بوصول حسن روحاني للرئاسة.
لذا فإن إستراتيجية تصدير الثورة التي ينتهجها النظام الحاكم قائمة لا تتغير إلا بتغيير جذري يطال النظام بأكمله ، أما حسن روحاني فهو يمثل بداية مرحلة جديدة من المماطلة مع الغرب وإيهام العرب وحكام المنطقة بالاعتدال السياسي ورغبته بإقامة علاقات طيبة مع الدول العربية ، للحفاظ على المكاسب السياسية لإيران بالمنطقة وإدارتها بشكل مناسب لجمهورية الولي الفقيه عبر الضغط على الغرب بالملف النووي وكسب الوقت لصالح النظام السوري والاستمرار بمد حزب الله والجماعات المتطرفة على الارض السورية ودعم الفوضى في البحرين والعراق ولبنان واليمن .فمن السذاجة تصديق خطاب روحاني الذي حاول فيه لبس ثوب الاعتدال ورفض التطرف ، وكما يقال ان الافعى لا تلد حمامة!.