قراءة عن رجل اسمه ( روبـرت فـيـسـك) المحللين الشرقيين العاطفيين جداَ يصفونه بانه أحد أشهر الصحفيين في العالم ، وأحد الذين يعرفون أهل منطقتنا جيِّداً، حيث عاش بيننا ثلاثين عاماً وما زال يسكن في بيروت .. ويصفونه من الصحفيين الغربيين القلائل ويُعتبر مناهضاً لسياسة أمريكا وكذلك سياسة حكومة وطنه بريطانيا في هذه المنطقة ‘ ويقال ان هذا الرجل وجه يوما ما سؤالا غريبا وهو : أتعلمون لماذا الكثير من اهل المنطقة بيوتهم في غاية النظافة، بينما شوارعهم على النقيض من ذلك ..⁉
والجواب ياتي منه ايضا أن السبب هو أن أهل المنطقة ( ولنقول أكثرية اهلها – وانا اريد بذلك ان اخفف من صفة الاطلاق لدى السيد المتعاط معنا ) لهم شعور انهم يملكون بيوتهم لكنهم لا يشعرون أنهم يملكون أوطانهم .
وأنا أقرأ هذا السؤال و تصور ( روبرت فيسك ) ظاهر في الجواب ‘ سالت بدوري :
اولا هو وجه سؤاله لمن ؟ اذا لاهل المنطقة ( كاصحاب الشرعين لها و يسمونهم في قوانين الدولية : أنهم شعوب من حقهم ان يعيشوا احرارا على ارض اوطانهم ومن المفروض ان يكون لهم الشأن في تقرير مصيرهم ؟ )
في هذه الحالة أعتقد انه اخطأ في جوابه على السؤال ‘ لان هم يملكون ( أو لنقل يشعرون في اعماقهم ) رغم انهم اصحاب اوطانهم ولكن اكثرهم لايملكون حرية العيش المشروع لا في وطنهم و لا في بيوتهم وأن عدد الذين لايملكون ( البيوت ) ليسوا بالاقلية في بعض من اوطان المنطقة ….!!!
من هنا نرى ( من وجهة نظرنا وليس من وجهة نظر ولا في نية من توجه السؤال وهو السيد روبرت فيسك ) أن من يشعرون في هذه المنطقة بانهم يملكون بيوتهم لكنهم لايشعرون أنهم يملكون أوطانهم ‘ هم من يساند من نزع ارادة شعوب المنطقة و فضل وضع يده بيد ( الاقوياء ) خارج اوطانهم مع ضمان بيوتهم الفارهه ‘ وألا لماذا كل أمريكي ( على سبيل المثال وليس حصرا ( اعتقد هكذا يقال حتى لايفسر المثل كصفة اطلاق لاهل الغرب الاحرار كلهم ….!!!!) وهو يعرف حق المعرفة ان ادارته و مصدر قراره ( وحشي شرس يفرض دون وجه حق هيمنته على اهل هذه المنطقة وهو الذي يضمن بيوت فارهة لاصحاب القرار تحت عنوان ( حكومة ) مقابل سكوته ليكون الاكثرية الرعية لاحول لهم ولاقوة وبعضهم حتى لايملك بيت …!! مع ذلك كل امريكي له حرية في اختيار البيت وتساعد السلطه الرسمية في الحفاظ عليها ونظافتها و اذا لايعارض ( شراسة تعامل ادارتها في فرض الهيمنه على اهل المنطقة ) في الاقل يسكت عن كل ما يفعله خارج الولايات( 51 ) الامريكية المقدسة ‘ وإذا لاينفذ الخطة كما رسمتها قوى الهيمنة سيكون مصيرة كوضع العراق تحت سلطة الفاسدين و كسوريا تحترق بنار الحرب المجنونة او كايران وتركيا امامهم اختيارين : اما العودة لاحضان الغرب او مواجهة التامر والحصار الشامل …!!!
من هنا ان وجود ظاهرة أهل الشرق تاركين شوارعهم وسخة وبيوتهم نظيفة ‘ ليس لانهم ( الاهل و شعوب المنطقة ) يشعرون يملكون بيوتهم ولايشعرون انهم يملكون اوطانهم ‘ لوكان ذلك صحيحا ( وليس نابع من التفكير المتعالي على اهل المنطقة رغم انه يظهر نفسه ضد سياسات مصدر القرار في الدولتين العظميين امريكا وبريطانيا تجاه حرية شعوب المنطقة ) لما ضحى الملايين من اهل المنطقة ( كل شعوب المنطقة بكردهم و عربهم و فرسهم واتراكهم وكافة اديانهم ) من اجل انهاء هيمنة هؤلاء الوحوش البشرية وقواتهم التخريبة منذ فرض سايكسبيكو على الارض و اهل المنطقة ومنذ ذلك اليوم يعملون باشرس طريقة حتى لايظهر فيها ارادة وطنيه لها قدرة القرار بحرية حفاظا على استقلال ارادة شعوبها .
وهم جائوا بالحكام الذين اطلقوا ايديهم ليبنون القصور ( وليس بيوت ..! ) ويوزعون الصرايف على رعيتهم من شعوب المنطقة وهم ( اي الدولتين العظيمتين اللتين لم يرضى السيد فيسك على سياستهم ) مصرين ولحد الان ان لاتظهر ارادة حرية القرار في المنطقة غير الدويلة العبرية الاستيطانية في فلسطين المحتلة .
واني استغرب ان بعض ( المحللين الوطنيين ) معجبين بتعاطف فيسك ويمدحون موقفة كانه يساند حرية ارادة اهل المنطقة ‘ رغم أن في تفسيره لظاهرة ( ان اهل المنطقة تاركين وطنهم في الوحل فقط مهتمين بنظافة بيوتهم ) بقول : لانهم يختلطون بين مفهوم الوطن ومفهموم الحكومة ‘ وليس لهذا المفهوم الا تفسير واحد وهو نظرته الدونية تجاه اهل المنطقة او اعتبارهم متخلفين لايفهون معنى الحرية ‘ و رغم ذلك يبررون هؤلاء المحللين لتصور السيد فيسك انه ( على شعوب المنطقة ان يفهموا ان الوطن هو التاريخ والجغرافيا، والتراب الذي ضمَّ عظام الأجداد، والشجر الذي شرب عرقهم، هو الفكر والكتب، والعادات والتقاليد ..) بربكم من اهان ولايزل يهين هذه المقداسات لشعوب المنطقة ويفرض عليهم التقسيم والتناحر وفرض عدد هائل من الحكام القبليين المتخلفين على ارادتهم ‘ غير منتصري الحرب العالمية ولايزال يؤكدون هذا التوجة التقسيمي التناحري على اهل المنطقة عن طريق نفس الادوات التي قسموا الكرد على اربع دول و العرب على اثنان وعشرون دوله و يشعلون يوميا الحروب العرقية والطائفية بعد ان زرعوا كيانا مسخا مستعدون ( دول الغرب كلهم ) يحرقون كل الشرق فقط من اجل ان لايعود ( شايلوك ) لاوروبا ليبقى سرطانا لنخر جسد الشرق عموما واسلام الرسالة والحضاره في المقام الاول