17 نوفمبر، 2024 11:39 م
Search
Close this search box.

رواية .. مولانا – تَعَالق السُّخرية في بِنيَة السّرد

رواية .. مولانا – تَعَالق السُّخرية في بِنيَة السّرد

المؤلف  :ابراهيم عيسى
اصدار دار بلو مزبري – مؤسسة قطر للنشر
الطبعة الثانية

ستراتيجية النص
لم يذهب ابراهيم عيسى في بناء سرديته الروائية(مولانا )الى حدود التجريب بل انطلق من ثوابت نسقية سائدة في فضاءات الكتابة الروائية ولم يبتعدعنها،ودفع بنصه في حدود التماسك والنمو العضوي ضمن جماليات الايهام الواقعي، دون أن يقترب من سلطة وأمكانات التحطيم والتفتيت الفني التي أطلقتها تجارب روائية جاءت بها الحداثة ومابعد الحداثة،وهذا يعود الى ميل الكاتب نحو بناء عمل روائي يستجيب أولا وآخراً الى الإجابة ــ عبر السرد الروائي ــ على الكثير من الاسئلة التي بات يطرحها جدل الواقع في المنطقة العربية والاسلامية،بعد أن بدأت تتأكل المظاهرالمَدنيّة أمام غزو الافكار الدينية المتطرفة،لذا حاول أن يضبط بناءه الفني وفق إجراءات واقعية،مَركزُها،تعالق الخطاب السردي مع مقولات الجدل،بقصد مُحاججة وكشف هشاشة المنطق القائم على تقديس الماضي بكل التباساته،حتى لو جاءعمله الروائي على حساب تراجع ٍفي تركيبة الملفوظ السردي ومغادرته ِعتبة التعقيد والتفرُّد نحو بنية فنية مكشوفة لاتحتاج الى جهد تأملي في تفكيك شفراتها،إلى جانب ذلك تعامل عيسى مع الزمن حكائيا ً وسرديا ً( إستباقيا ً واسترجاعيا ً)وفق مايقتضيه البناء السردي في إدارة مسار الاحداث والتحكم بايقاع اندفاعاتها ونموها بالشكل الذي يعطي مساحة كافية ومريحة لنمو العلاقات الانسانية وتطورها بين الشخصيات،على اعتبارأن الزمن هو الاطارالذي تتحرك وفق مؤشراته وتواريخه،الاحداث والشخصيات،في بنية محسوبة علاماتها،لايمكن تجاوزها،خاصة عندما يكون العمل السردي قائما على مجريات واقعية كما هو الحال في رواية مولانا .                            

ازدواجية الشخصية
شخصية حاتم الشناوي كما رسمها عيسى في روايته (مولانا) نموذج لداعية إسلامي،صورتُه هي الأقرب شبها بنجوم التلفزيون والسينما وكرة القدم من رجل الدين،فهو:”عالمٌ وتاجرُعِلمٍ،مُجتهدٌ ومُقلد،ولم يَسمح لأحدهما بالفوزعلى الثاني خوفاً على الرزق وارتزاقاً من هذا الخوف،إنَّه فعلا ًمولانا،فالمولى يصح أن يكون الولي الإمام،وقد يكون كذلك مولى لأحدهم تحت رعايته وفي كنفه.”
وبفعل الشهرة التي حظي بهاهؤلاء المشايخ والدعاة من خلال البرامج التلفزيونية التي يظهرون فيها في العديد من محطات البث الفضائي باتت برامجهم تدرُّ أرباحاً هائلة للمحطات التلفزيونية بسبب كم الاعلانات التي تعرض أثناء فترة بثها لذلك إرتفعت اجورهم لتصل الى ملايين الجنيهات المصرية.
الشناوي :”أنا شخصيا كِسِبتْ من الدِّين فلوس أكثر من الذي كسبها الخلفاء الراشدون والبخاري ومسلم وابن كثير وابن الأثير والقرطبي والزمخشري . “
والشناوي كما رسمه عيسى شخصية إشكالية تعيش صراعا داخليا عميقا ًمبعثه الأيمان العميق بفكرالمعتزلة الذين كانوا قد أعلوا من سلطة العقل أمام سلطةالنص المقدس دون أن يتجرَّأ على البوح بإيمانه هذا أمام جمهوره الواسع الذي إعتاد أن يخاطبه، بمنطق آخر،يتعارض تماما مع مايؤمن به في داخله،وهذا يعكس طبيعة الخوف والارهاب الذي أمسى يتلبَّس المجتمع العربي والاسلامي،نتيجة عهود طويلة من التخلف والقمع ومصادرة الحريات،أفرزتهاأنظمة دكتاتورية بوليسية،حتى وصل الحال إلى أن المجتمع نفسه بات يفرض الخوف على نفسه بنفسه،وبنفس الوقت يفرضه أيضا ًعلى رجال الدين ممن يشمُّ فيهم رائحة ترجيح ٍلسلطة العقل على سلطة النص . إضافة الى ذلك فالشناوي كان يعاني من  إحساس جارح عميق اضطرم في داخله لمّا فقد ولده الوحيد عُمَر ذاكرته بعد أن تعرَّض للغَرَق أثناء ممارسته للسباحة،فغادر البيت والبرامج التلفزيونية لمدة 22 يوما ” مُتَّجِها |إلى مَسجد الحسين والسيدة زينب والرفاعي والسلطان حسن ومساجد أخرى، ينظف المراحيض ويمسحها ويزيل القذارة الناشفة في أركان الحمامات ويجلس على الارض المبلولة ويرفع الجرادل ويحمل المكانس والمسَّاحات وقطع الخيش على كتفيه متنقلا من مراحيض الى اخرى،أشعث، أغبر،مطلق اللحية،سائب الشعر،ممزق الثياب،حافي القدمين،مُحمَرالعينين،مرهق البدن”، وقد فعل كل هذا من أجل أن يكسرغروره ويضرب غضبه ويلجم ألمَه ويعاقب ضعفه. ثم تجيئه الطعنة الاعمق على غير مايتوقع،عندما تعترف له زوجته الحَاجَّة أُميمة بأقامتها لعلاقة جنسية مع الدكتورعادل الذي كان يعالج ابنهما عُمر،معللة ذلك الانحراف،نتيجة ماكان قد أصابها من شعور بالضعف والاهمال :” كنتُ ضعيفة وهشة ومفتقدة راجلي .. الدكتورعادل أستاذ المخ والاعصاب الذي كان يعالج عمر ويتابعه كان ودوداً معي وتقرّب مني،رجل في الخمسينات ومتزوج لكن حسَّسني أن هناك شخصاً مهتما ًبي، في يوم،في عيادته ،أخذني في حضنه واستسلمت،بعدها كرهت نفسي، وانهرت وحسِّيت أن ربنا سيعاقبني ويأخذ مني أبني “.
بلاشك أن بناء هذه  اللوحة الانسانية بتركيبتها ومستوياتها المعقدة في بعدها الاجتماعي والديني الشاخص عبر شخصية الشناوي جاء وفق رؤية أرادها عيسى ــ وعلى أساسها بنى مخطوطته السردية ــ  لتحمل في مقصدها وبعدها الفكري تهشيم الصورة المثالية (لنموذج ) يكتسب حضوره الصَّنمي الثقيل والمهيمن في الواقع الاجتماعي .
والمفارقة هنا،أنَّ جمهورهؤلاءالدعاة يُتابعهم ويتبعهم “دونما تفكير وتحليل وتصويب،فمعظم هذا الجمهورلايفقه الكثير مما يسمعه من أمور الدين،وتراهم يحفظونها كمن يحفظ كتالوج الثلاجة أوالتلفزيون بكل ارشاداته وتعليماته وخطوات التشغيل وطرق الصيانة والمشاكل الفنية والعيوب المحتملة ” .
خيوط الحكاية
الحضورالمؤثر للرواية يبدأ بالتشكّل في اللحظة التي يتم فيها دعوة الشيخ حاتم الشناوي من قبل نجل رئيس الجمهورية وزوجته الشابة مُستنجدين به لمساعدتهم في الخروج من مصيبة بدأوا يستشعرون بها وهي تحيط بهم بعد أن بدأت تظهر علامات تحوّل ٍنحو الديانة المسيحية على(حسن) الشاب المتخرج من الجامعة الاميركية،شقيق زوجة أبن الرئيس،فكانت مهمة الشناوي أن يعيد حَسن الى جادة الصواب قبل أن يفتضح الامر في البلد فكانت هذه المهمة السرية من أشقِّ المهمات التي واجهت الشيخ الشناوي رغم مايمتلكه من عِلم وذكاء وسرعة بديهة،فأدرك الشناوي خطورة المسؤولية التي وضع فيها،ومن الممكن أن تطيح به وبسمعته ومكانته من قبل السُلطة بكل سهولة ٍفيما لو فشل فيها،ولن تشفع له حينذاك مكانته الدينية ولانجوميته التي حولته إلى رمز لجيل ٍ من الدعاة النجوم .
(حَسَن )وجد نفسه “بين تمرد ٍعلى أهله،بما يمثلونه من جبروت ونفوذ،وعلى دينه،الذي لايعرفهُ ويحمِّله مشكلة فراغه وأكتئابه وفساد قومه ” وهذا مادفعه إلى أن يسقط في أحضان جماعة اسلامية متطرفة تمكنت من تجنيده بعد أن دخل وتفاعل مع عدد من المواقع الالكترونية الاسلامية التي تتخذ من الانترنت وسيلة لكسب الشباب الصغار الى جانبها فيما تدعو إليه من أفكار تهدف لأسلمة المجتمع مُتّخِذة العنف وسيلة أساسية لتحقيق ماتصبواليه من اهداف،وتمكنت تلك الجماعة من أن تُجنَّد حسن لمصلحتها ،ليكون بالتالي عنصراً انتحاريا جاهزا ًلتنفيذ مايطلب منه بعد أن نجح في إيهام عائلته بأنه جاد فعلا ً في سعيه للتحول الى الديانة المسيحية،وليتمكن في نهاية المطاف من تفجير كنيسة مصرية يحتشد فيها المصلون .
يستثمرعيسى شخصية الشناوي ليكشف من خلالها عددا ًمن القضايا التي تحتقن داخل المجتمع المصري،منها مايتعلق بالاساليب المهينة التي تلجأ إليها السلطة ــ مُمَثلة ًبأجهزتها الأمنية ــ لتحطيم كرامة المواطن حتى لوكان شخصيةعامة،سعيا ًمنها لخنق أيّ صوت يعلو مناديا ً بحرية التفكير والقول كما حصل مع الشناوي نفسه الذي يتم أحتجازه لعدة ساعات منفرداً في غرفة داخل دائرة الأمن،من غيرأن يقابله أي مسؤول أمني كبير من الذين يعرفهم جيدا ويحظى بأهتمامهم وتقديرهم،ومن غيرأن يتم التحقيق معه أو أن توجَّهَ له ايّة اتهامات،ليبقى طيلة ساعات الليل وحتى طلوع الفجرشاعرا ً بالمهانة والأذلال،تتقلبه الافكار والهواجس بحثا ًعن سبب احتجازه بهذه الطريقة المُذلة ! ولأنَّ المؤلف إبراهيم عيسى يتَّسمُ بقدرة عالية على السخرية اللاذعة من الاوضاع العامة عُرف بها في مجمل كتاباته وبرامجه التلفزيونية نجده يدفع بالشناوي إلى أن يبدأ بالتبوّل ” وأطلق بَولهُ على الجدران وعلى المكتب والستائر والسجاد البالي وعلى ظهر الباب،كان بَولهُ ينافس غضبه ويسابق حريته،وكان مستعدا ًالآنَ لأيّ استجواب حين يفتحون الباب،وهوعلى يقين أنهم يرونه الآن عبر كاميرات مزروعة في الغرفة وهو يتبول عليهم جميعا ً !” هذا المشهد هو من أبلغ المشاهد التي حملت رسالة قاسية برمزيتها،وعبّأها عيسى بشحنة عالية من السخرية والتمرد وهي أشبه بصرخة قويّة ضد ضحالة الاساليب التي تنهجهاالاجهزة الامنية مع المواطن،كما أن كثافة العلامات التي حملها هذا المشهد تأتي أهميتها من أنَّ: هذا الفعل قد تم تمريره من قبل المؤلف عبر شخصية الشيخ والداعية الاسلامي الشناوي . كما أن عيسى لم يغفل في نسيج الرواية التطرق للصراع القائم بين دعاة التطرف من المسلمين والمسيحيين على حد ٍ سواء،إضافة إلى الفتاوى الدينية الغريبة والصادمة التي أمسى المجتمع الاسلامي يتلقاها من قبل خليط عجيب من الدعاة والشيوخ بعد صعود المد الاسلامي المتطرف الذي جاءت به العديد من حركات الاسلام السياسي التي كانت قد ظهرت خلال الربع الاخيرمن القرن العشرين،ومالهذه الفتاوى من آثار سلبية على عموم المجتمع الى جانب رجال الدين أنفسهم الذين توزعوا مابين معارض لها وموافق عليها.
ذاكرة الميديا
على مستوى البناء الفني أخذت المجادلات حيزا ً واسعا ًمن زمن الرواية وهذا ماأربك البناء العام إلى حدٍ ما وأثقله بمجريات حوارية مطوّلة كان تأثيرها واضحا على البناء السردي للأحداث وتطورها،ليجد القارىء نفسه وكأنه أمام مناظرة تلفزيونية أبطالها مجموعة من الشيوخ والدعاة كلُّ يسعى لإثبات صحة ماستند إليه من أحاديث ومراجع فقهية،لكن المؤلف وبما يتسم به من ذكاء عُرفَ به،أستطاع أن يمسك بمقود الحوارات وأخضعها تحت خبرته الطويلة التي اكتسبها عبر برامجه التي يقدمها من على شاشة التلفزيون.
 كما تمكن عيسى من تمرير رسالته الناقدة والساخرة من الأوضاع العامة التي تعصف بالمجتمع المصري عبر شخصية الشناوي التي أكسبها كثيرا ً من سماته الشخصية،مضيفا ً إليها ملامح بارزة ومعروفة من طباع وسلوكيات إستلها من دعاة مشهورين ومعروفين لدى جمهور واسع جدا ًفي العالم العربي والاسلامي،ويمكن لذاكرة القارىء أن تستدعي صورهم بكل سهولة،حال قراءة الرواية،ليجد الكثيرمن التشابه بينهم وبين شخصية الشناوي.
اضافة الى ذلك يرسم إبراهيم عيسى صورة واقعية لطبيعة العلاقات الوثيقة التي ترتبط بها اجهزة الأمن التابعة للسلطة مع نخبة من رجال الاعمال والفنانين والاعلاميين ورجال الدين.وفي هذا الاطار يتوقف أمام شخصية (أنور) مقدم البرامج الشهيرالذي يسيرفي برامجه التي يستضيف فيها الدُّعاة وفق خطة مرسومة ومُحكَمَة ٍ من قبل اجهزة الامن،في محاولة منها للامساك بزمام الامور، في إشارة واضحة من المؤلف على أنها لن تتردد في استخدام أقذر الاساليب اللاخلاقية لتوريط الشخصيات العامة ــ بما فيهم الدُّعاةــ في علاقات مشبوهةلأجل إيقاعهم في شرِّ أعمالهم،ليتمكنوا بذلك من الضغط عليهم وإسكاتهم ساعة تجدهم قد أصبحوا يشكلون خطرا ًعلى النظام السياسي القائم،مثلما هي العلاقة العاطفية التي تم التخطيط لها بكل دقةٍ لتنشأ مابين الشيخ الشناوي ونشوى الفتاة المحجبة،ولم تكن نشوى سوى ممثلة شابة ليس في رصيدها الفني سوى عدد من الادوار المتواضعةالتي لم تسعفها في ألوصول الى الشهرة والنجومية،فدفعت بها أجهزة الأمن لتكون من بين مجموعة من الشباب والشابات المشاركين في إحدى حلقات برنامج الشيخ الشناوي،لتؤدي دورا ً تمثيليا ً أتقنت أداءهُ، بعد أن تم تدريبها وتلقينها بشكل يهدف إلى أن تلفت نَظَرَ وانتباه الشيخ الشناوي عبر أسئلة جريئة تطرحها عليه إضافة الى ماتتمتع به من رقة وجمال،فتنجح في تنفيذ ما تم رسمه لها،ويسقط الشيخ  فريسة سهلة في حضنها.
آليات الكتابة
بنية الزمن المرسلة والمنطوية في تركيبة هذا النص الروائي لم تتحرك وفق علاقة متشظية في اطار مقاربة قراءتية للمنجز الروائي الحديث بكل انشغالاته وانشطارته بل بقيت مشحونة بآليات الكتابة السردية التقليدية التي يسهم السرد الحكواتي في بناء مسارها،وهذا يعود بتقديرنا الى أن المؤلف لم يغادر وظيفته ورسالته الاعلامية،باعتباره مُقدِما ناجحا ً لبرامج (التوك شو)على شاشة الفضائيات،فأستثمرهذه الخاصيّة كثيراً في البناء السردي لروايته التي احتشدت فيها تفاصيل دقيقة تتعلق بمايجري وراء كواليس البرامج التلفزيونية الدينية،التي يقدمها الدعاة المشهورون والكيفية التي يتم بها إنتاجها،ومَنْ يتولى تمويلها من تجار وشركات ورجال أعمال عبر ضخ اعلاناتهم فيها،وطبيعة الصفقات التي تتم فيمابينهم وبين المحطات الفضائية.
 شخصنة الخِطاب
أهمية الموضوع المطروع في هذا العمل الروائي تأتي من كونه يتعرض لقضية حساسة باتت تهيمن على الواقع في البلدان العربية والاسلامية،وأمست تشكل ظاهرة ملفتة للاهتمام بعد أن استحوذت على مساحة كبيرة من الاعلام المرئي ( الميديا ) ومايشكله من تأثير كبيرفي توجيه الرأي العام،ألاوهي :ظاهرة نجوم الفضائيات، من دعاة ومشايخ،الذين باتوا يلعبون دورا ًمؤثرا ًوخطيرا ًفي مجريات الحياة الاجتماعية،عبر حضورهم الدائم والطاغي خلال فترات طويلة من البث ،ومانتج عن ذلك بفعل فتاواهم وأحاديثم التي تغيّبُ سُلطة العقل من تداعيات خطيرة أسقطت قطاعات واسعة ومتنوعة من المجتمع في بركة التطرف الديني والمذهبي،إضافة الى شيوع الفكر الغيبي والخرافات التي باتت اشبه بالمقدسات،ت ومسؤولية ذلك تحمله الانظمة السياسية الحاكمة،لأنها قد وفَّرت بيئة متخلفة ملائمة لشيوع هذه الظاهرة،مِنْ بَعد أن غيَّبتْ عن برامجها،الخطط والسياسات التنموية التي يمكن من خلالها أن يرتقي مستوى الوعي والعيش الكريم لمواطنيها.
أخيرا ً نقول: إن الرواية قد توفرت فيها ممكنات فنية في بنيتها التركيبية ماجعلها نصا ً سرديا ً متماسكا ً وممتعا ً،نجح المؤلف من خلاله في أن يفتح أمامنا فضاءً فنيا واسعا،تم تأثيثه بتفاصيل دقيقة لعوالم يحيا فيها النخبة من رجال السلطة والدين والأعمال والفن والإعلام،كما نجح إلى حد كبير في أن يقدم لنا كشفاً جرئيا ًوواقعيا ً مُستندا ًعلى أسلوب ٍ قوامه السخرية والنقد اللاذع لنماذج انسانية،مانفكّت تلعب دورا كبيرا ومؤثرا ً في رسم معتقداتنا وافكارنا وممارساتنا . 
يذكر أن للمؤلف ابراهيم عيسى إصدارات أخرى، منها :
   – مريم التجلى الأخير – صار بعيدا -أفكار مهددة بالقتل
   – العراة – مقتل الرجل الكبير – مقتل الحسين
   – كتابي عن مبارك وعصره       ومصره – رجال بعد الرسول – أشباح وطنية
   – لدى أقوال أخرى – الإسلام الديموقراطي – إذهب إلى فرعون
   – دم على نهد – تاريخ المستقبل – المقالات الغزاوية –
   –  قصة حبهم – عندما كنا نحب – في وصف من يمكن تسميتها الحبيبة 

 *الرواية كانت مرشحة ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية لعام    2013

أحدث المقالات