26 نوفمبر، 2024 1:08 م
Search
Close this search box.

رواية من زمن العراق ٩ نومة السطح

رواية من زمن العراق ٩ نومة السطح

چانت العوائل البغدادية لغاية بداية الثمانينيات تتونس بليل الصيف ..
كل بيت كان بيه اكثر من عائلة والچناين يصعدن من وكت بعد الغروب يلمن الهدوم المغسولة لو يحطنه على غير حبل حتى ليخربطن النومة (وره متسكن الناس والمطيرجية)والسطوح معظمها كانت طابوك فرشي  ويبخن السطح والتيغة بالمي ويفرشن بسط وجودليات ويحضرن الستر وبس  يعجبك تشتم ريحة السطح ،والطين الحر ينطيك شعور بالراحة والاسترخاء.وتشوف السطوح مليانة نسوان يوكفن على
 الطوفة ويتسامرن الى ان يصير وكت العشه.
ورة العشرة بالليل  يصير الفراش ثلج وتصعد النسوان العشة فوك للسطح وكان  صينية ركي وجبن  العرب على الاغلب  او نجانة مجرشة مال مريدة مشمش عراقي يوكع من الحلگ من حلاته ويتنگع وياه بقايا يابس وتنگه مال مي ..
والجهال يصعدون ويه ابوهم وبيده راديوا قديم يتونس عليه .
والنجم ثاقب والشهب واكتمال قرص القمر  تكون مادة دسمة لسوالف القصص واساطير الجن والحوته التي تبتلع القمر والدگ على التنكات بالعودة وترديد (حوته مامنحوته هدي گمرنه العالي واچان متهدينه نضربچ بسجينة ).
وتسمع اصوات ام كلثوم لو محمد عبد الوهاب 
لو هدى سلطان  لو فريد او عبد الحليم من الراديو  وسط اجواء من السكون ويسترخي الجميع  مع انخفاض درجات الحرارة وبر ودة الجو الناعسة التي تجبر الجميع على سحب البيرمية الخفيفة..الزوجة مع اطفالها تسترخي وينتهي دورها  وتنهي قصص النجم الثاقب والفالولة الي تطلع بيد اللي يعد النجم لظهورة المميز في السماء..
والزوج البسيط الذي اطمئن على عائلته بجنبه وقد ناموا شبعى وانتشى لانه سيد بلا منازع لدى زوجته الفاخرة  وتغلق البيوتات ابوابها…
والعوائل فيما بينها بالسطح الواحد وقد سكنوا وغفت اعينهم على مودة ورحمة حتى مطلع الفجر لتفتح ابواب الدور من جديد  ..
هكذا كانت سكنات الليل ونومات السطح في بغداد ..
الجدير بالذكر ان ضوضاء الحركة جدا قليلة ولاتسمع غير نباح الكلاب على الاكثر او نهيق حمارا فيستعيذ الكل من الشيطان الرجيم  الى ان يحين موعد اذان الفجر 
ان سطوح بغداد القديمة  اكثر من ان تكون استلقاء على الظهر والسكون الى وسادة مريحة وسماع الطرب  ..
انها سكون الى العائلة وشعور بالانتماء للتقاليد والقيم والمجتمع وتعكس طبيعة الالفة والمودة التي يود الاباء ان يحياها ابنائهم..
رباط السالفة ..صار عشرين سنة او اكثر لم نسمع بعائلة نامت بالسطح مرة من وره الطلقات العشوائية والحر الشديد والاهم نيات الناس التعبانة هي اللي خربت الدنية.. 

أحدث المقالات