23 ديسمبر، 2024 10:40 ص

رواية (الساخر العظيم) للأستاذ أمجد توفيق..(محاولة إنقلاب) في عالم الإبداع!!

رواية (الساخر العظيم) للأستاذ أمجد توفيق..(محاولة إنقلاب) في عالم الإبداع!!

رواية (الساخر العظيم) هي المولود الجديد الذي يصدر قريبا للمبدع العراقي الكاتب والروائي الاستاذ أمجد توفيق عن دار فضاءات وبحجم 668 صفحة!!
الرواية لابد وان تكون انتقالة نوعية في مسار الكتابة المتجددة ، وقد كتبت بإسلوب ساخر ، مثل الزمن أحد أهم مرتكزاتها ، والكاتب فيها يسخر من الجميع، ويبقى يعيش حالة التساؤل والمرارة عما يجيش في داخل هذا الساخر من حالات أسى وتندر لما وصل اليه حال الإنسان ، وما يعيشه من حالات صراع وتنافر وتضاد، ليعبر عن نفسه من خلال الرؤى التالية : البحث عن المعنى العميق للسخرية.. وإن الزمن كما يقول الروائي الاستاذ أمجد توفيق هو الساخر العظيم أو الساخر الأكبر!!

ومن يتمعن في مضامين الرواية يجد ان للزمن أهميته ودوره الحاسم الذي يتركه على مقدرات البشر، والمثقفون هم (أسرى) لتقلبات الحياة وهمومها، ولكنهم في المقابل قادرون على الخروج من ضغوطها ومتاهاتها ليرسموا عالمهم هم،ويتركوا (بصماتهم) ويكون لوجودهم (معنى)!!

مضامين رواية ( الساخر العظيم ) تعني أن الزمن هو الساخر العظيم الذي يسخر منا جميعا وهو يلقي بكل أثقاله علينا، وهو من يفرض ارادته على بني البشر، بضمنهم المبدعين ، وهو من يقرر لنا شكل الحياة أو الموت الذي ينتظرنا..أما (الخلود) الذي يبحث عنه المبدع فهو فيما يقدمه من عطاء ثقافي وابداعي وقيمي وتكون هي نتاجه الذي يبقى في النهاية، يكون له (خليفة) ورافدا لن يتوقف جريان نهره ، فالشمس من وجهة نظر الاستاذ أمجد توفيق تمر على كل الكون وعلى ملايين البشر دون ان تنظر الى حال هذه المجموعة البشرية أو تلك وما اذا كانت أحوالها حسنة او سيئة، مفرحة أم حزينة، وكذلك النهر ، فهو لايعرف ان من يجلس على جانبيه عاشق ام قاتل ، وهو لايدرك مشاعر كل من يمرون بقربه ولايعرف أهواءهم ولا أمزجتهم، وهكذا الحياة، يمر عليها البشر واقدارهم هي من ترسم لهم معالم خطواتهم ، والى أين يسيرون واين يتجهون وكيف تنتهي أحوالهم وما يؤول اليها مصيرهم!!

وربما تشكل الرواية الاخيرة للاستاذ أمجد توفيق إحدى المحطات الفارقة في عالم الابداع الروائي للكاتب المبدع والقادر على ان يحدث ما يشبه (الانقلاب) ،في عالم الابداع الأدبي الثقافي، لما يحتويه من فلسفات وعبر ومواقف وسلوكيات وقيم ،وتكاد تكون (قنبلة الموسم) لما تحتويه من أفكار مبدعة مثيرة وبأدوات مختلفة عن تلك الروايات التي شهدناها من قبل، ففي كل رواية تكون ادواته مختلفة تماما وهذا سر أي مبدع ، فلكل مرحلة أسلوبها وطريقة كتابتها ومضامين افكارها، لكن رواية (الساخر العظيم) هي من تعيد الثقافة الى أفقها الرحب وعالمها المثير ، وقد يجد فيها المتمعنون بقرائتها على إنها كأس شرابهم الذي يسحرهم ، ويتمعنون في كل هذا الكأس الكثير للانتباه ، ليكون مبتغاهم الى ما يحلمون به من ارتقاء سلالم المجد، ولكي يرتقي الانسان بعقله وافكاره، لكي يتحدى الزمن، ويبقى الانسان المبدع (الرقم الصعب) في معادلة الثقافة في عالم اليوم!!

ويقول الكاتب في روايته : “أنا الراوي العليم الذي قرر أن يكشف عن وجهه ، ويتخلى عن مساحيق التجميل ، ويمزق الستارة التي يختفي وراءها “..

ويضيف.. “أنا الاله في مملكتي ، أشيد روايتي العظيمة..ومتعتي أن أسخر ، وأعلم رعاياي فن السخرية العظيم الذي لا يتحقق أو ينفتح على معناه دون القدرة على السخرية من الذات..أنا رب مملكتي ، أنا الراوي العظيم كلي المعرفة ، قررت أن أفتح السخرية على معناها ، عندها فقط ، ستحقق عظمة روايتي أو مملكتي ..”

للكاتب أربع روايات سابقة هي (برج المطر) ، و(طفولة جبل)، و(الطيور الحرة)، و(الظلال الطويلة)..وقد لاقت رواجا كبيرا بين قرائها!!

تحياتنا للمبدع الكبير الأستاذ أمجد توفيق..ومبروك صدور تلك الرواية (الساخر العظيم) التي انتظرنا صدورها طويلا الى ان جاءت لحظة الاعلان عن صدورها لتكون فتحا في عالم الرواية العراقية والعربية القادرة على لفت الانظار والتمعن في مضامين تلك الرواية ليكتشف قراؤها عمق معالم سحرها وابداعها ..وامنياتنا للكاتب والروائي المتجدد بالتألق الدائم!!