ليس فقط للتحريف بل الاكثر اثارة للتلاعب بمشاعر القارئ لان النفس اصلا تهوى الاثارة وكل ما لا يخطر في العقل ، وهاهي افلام هوليوود اليوم تنتج كم هائل من هكذا افلام فكرتها معجزة ، مثلا بطل الفلم يتنبأ ما سيحدث ، واخر يطير ، وثالث يملك قوة عضلية خارقة وهكذا !!!
جورج طرابيشي له كتاب رائع عن المعاجز في الاسلام تحت عنوان ( سبات العقل في الاسلام ) وحقيقة من يركن الى هكذا روايات تؤدي به في النتيجة عدم التفكير بالعمل بل بالكيفية التي يصبح بها صاحب معجزات .
اصحاب فن التحريف في زمن معاوية التفتوا الى هكذا اسلوب وقد اجادوا في ضخ التراث الاسلامي بكم هائل من هذه الروايات لا سيما تراث اهل البيت عليهم السلام باعتبارهم الاعداء والمعارضة ، وحقيقة لكون تراث اهل البيت ذو تاثير عال بما فيه من معرفة وتاثير لدى الوسط الاسلامي فكانت روايات المدح بطرق اعجازية وتضمينها معلومة تمس الثوابت هي الاكثر رواجا بين اتباع اهل البيت عليهم السلام .
مثلا ينقلون رواية خصومة حدثت بين الامامين الحسن والحسين عليهما السلام واختلفا وانقطع الوصال بينهما مما جعل الحسين يرسل برسالة للحسن يقول له من يبادر بالصلح فله الاجر وانا اريد لك الاجر ( بما معناه ) حلوة تعجب العقول ، ولكن لا احد يسال على ماذا اختلفا ؟ على امر دنيوي فكلاهما لا يابه بالدنيا ، وان كان على امر اخروي فهما الامامان ان قاما او قعدا ، لكن الغاية انهم يريدون ان يخطئون احدهما فتنخدش العصمة التي هي من عقائد الامامية .
والمشكلة حقيقة ان هنالك رواة من الامامية ينقلون هكذا روايات ويتغزلون بها كما في رواية ان للامام الهادي عليه السلام مؤدب يعلمه واثناء قرائته باللوح بكى الامام الهادي عليه السلام وعند السؤال عن سبب البكاء قال في هذه الساعة توفي ابي الجواد في بغداد قيل له كيف علمت ؟ (قال: قد دخلني من إجلال الله ما لم أكن أعرفه قبل ذلك فعلمت أنه قد مضى) ، هنا التاكيد على علم الغيب للامام الهادي عليه السلام ومثل هذه الروايات الكثير الكثير في تراث الشيعة ، وهو ليس الانكار لكن الكثرة تشوه الحقيقة ويجب الالتفات الى علوم اهل البيت وليس الى المعاجز .
ولكن في هذه الرواية مرروا خبر ان للامام الهادي عليه السلام مؤدب ، يعني معلم اكثر منه علما والامامية التي تقول بامامة المعصوم مهما كان عمره بل حتى عصمته وعلمه في حياة ابيه ، وفي لحظة وفاة ابيه اصبح الهادي هو الامام فان كان بحاجة لمؤدب فلا يستحق الامامة لان هنالك من هو اعلم منه وهذا بخلاف العقل والواقع والمنطق والعقيدة الامامية .
حديث المفاخرة بين الامام علي عليه السلام وفاطمة الزهراء عليها السلام امام رسول الله صلى الله عليه واله ، من نقل هذه المفاخرة ؟، هل هو النبي ام علي ام فاطمة لانه لا يوجد رابع بينهما ؟ واين يكون الناقل من الثلاثة فهل هذا يصح طبقا لاخلاقهم ؟ هذا اولا ، ثانيا المفاخرة يعني يفتخر احدهما على الاخر بان ما لديه الافضل فمثلا عندما تفتخر فاطمة بانها بنت سيد المرسلين علي يفتخر بانه سيد الوصين فهل بين الصفتين مفاخرة أي احداهما افضل من الاخرى ؟ واخيرا يقول النبي في اول المفاخرة ان فاطمة احب لي وعلي اعز علي منك ، من يفسر لنا هذا ؟ الا تعني ان النبي لا يعز فاطمة ولا يحب علي عليهم السلام جميعا ؟!! ، نعم ما ذكر من صفات ووقائع هي صحيحة وموثقة ومثبتة في مصادر اهل البيت عليهم السلام لكن السؤال ما الغاية منها ؟