احتفل صالون رواق المعرفة – وهو مجلس ثقافي مرموق يعقد جلسته الادبية والسياسية والتاريخية والفنية والعلمية مساء كل جمعة ويرعاه سماحة السيد أياد جمال الدين – بالذكرى الخمسين لاستشهاد الزعيم عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء العراقي للفترة 14 تموز 1958- 8 شباط 1963.
حضر الاحتفالية عدد كبير من محبي ورواد المجلس الثقافي الذين اعتادوا ان يحضروا جميع فعاليات الرواق المتنوعة .
استضاف الرواق الاستاذين مفيد الجزائري المثقف والسياسي وشامل عبدالقادر المؤرخ والكاتب الصحفي للمشاركة في الحديث عن المناسبة .
ادار الحوار والجلسة الزميل الصحفي والكاتب ناصر الياسري .
تحدث في البداية الاستاذ مفيد الجزائري عن ضرورة الحديث عن اية مناسبة تاريخية بهدوء وعقلانية لاسيما وان الحديث عن انقلاب 8 شباط واستشهاد عبدالكريم قاسم يجب ان يتسم باستيعاب الدروس الموضوعية لصالح حركة الجماهير التي تعاني اليوم قلقا مشروعا على مستقبل العملية السياسية والتحديات الخطرة التي تواجه البلد ولهذا ينبغي ان لايكون محور الحديث من وجهة نظري امعانا في انقسام الراي بل الاستفادة القصوى من دروس الماضي.
وسلط الجزائري الاضواء على طبيعة الحكم الملكي ونواقص الحكم ومسوغات ثورة 14 تموز 1958 وعدها ضرورة تاريخية للقضاء على شرور وتخلف النظام الملكي ثم عدد منجزات الثورة .
وتحدث عن انقلاب 8 شباط وعده نقطة تحول تاريخية مؤسفة في تاريخ النضال الوطني وانتكاسة للحركة الوطنية العراقية وقال ان قتل عبدالكريم قاسم وعدد من المناضلين الوطنيين ابان هذا الانقلاب لم يكن ضروريا لولا اصرار المخابرات الاميركية والغرب على انهاء حكم الزعيم الذي انجز تحولات تاريخية في حياة العراقيين.
وتحدث الزميل شامل عبدالقادر قائلا: ان عبدالكريم قاسم رحمه الله بسياسته ( فرق تسد) فرض نظاما فرديا تسلطيا على العراق وانه ارتمى في احضان الحزب الشيوعي العراقي لاحبا بالشيوعيين بل لسرقة جماهير الحزب في تاييده وصراعه مع التيار القومي والبعثي وعبدالناصر ممثلا بشخصية شريكه ورفيقه عبدالسلام عارف المنفذ الحقيقي لثورة 14 تموز .
واضاف الباحث : نعم كان عبدالكريم رجلا عفيف اليد نزيها وشريفا لكنةهذا لايمنع من القول انه لم يكن رحيما مع خصومه اذ اعدم 36 ضابطا حرا ومن اصدقائه في ساعة واحدة كما انه غض النظر عن مجازر وجرائم ارتكبها الغوغاء في الموصل وكركوك وانه كان مولعا بالسلطة والحكم ومنتشيا بلقب ( الزعيم الاوحد).
وقال الباحث : التاريخ في العراق حمال اوجه ولهذا من الصعب اقناع العراقيين بحقائق التاريخ الموضوعية كما ان الحديث عن قاسم وفترة حكمه وتعداد اخطائه لايقبل من انصاره ومحبيه واهم يعدون كل من ينتقد قاسم عميلا للاميركان!!
وفتح باب النقاش وطرح الاراء وتقدم عدد من الاخوان الحضور بطرح افكارهم وارائهم سواء التي تتفق مع الباحثين اوتخالفهم .
فتحية للقائمين على صالون رواق المعرفة وللاستاذ ناصر الياسري المشرف على الرواق وللضيفين مفيد الجزائري الذي ابدى افكارا هادئة وموضوعية تستحق الاحترام والاستاذ شامل عبدالقادر الذي كان عينا تاريخيا غير منحازة في قراءة الاحداث بشكل سريع للفترة من 14 تموز 1958 الى 8 شباط وتحليلاته الجريئة لشخصية وسياسات المرحوم الشهيد عبدالكريم قاسم.