23 ديسمبر، 2024 8:04 ص

روافد الفكر الشيعي : الشجاعة، والإقدام، والوضوح، ونضوج الشخصيّة

روافد الفكر الشيعي : الشجاعة، والإقدام، والوضوح، ونضوج الشخصيّة

الفكر الشيعي للمذهب الحقّ مذهب أهل البيت (عليهم السلام) ، تأسّس على قاعدتين أساسيتين هما: القرآن الكريم والعترة الطاهرة لنبيّ الرّحمة محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم) ، ليس من باب المحبّة العاطفيّة المجرّدة ، بل إمتثالاً لأمر الوحي المنزل من الله سبحانه وتعالى ، وتصديقاً لحديث النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلّم) إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما فلن تضلّوا بعدي أبدا.
وعلى هذه القاعدة تأسّس (المذهب الشيعي) وهو مصطلح يطلق على أتباع آل البيت (عليهم السلام) ، بإعتبارهم إمتداد للنبيّ( صلى الله عليه وآله وسلّم) .
لقد برز المذهب الشيعي منذ أن أخبر النبي ّ(صحابته) بحديث( علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ) ولا أعلم كيف لا يتبع أحد علـــيّ(عليه السلام ) وهو أشجع الصحابة، وأعلمهم، وأولهم إسلاماً ،وأقضاهم، وأقرأهم ، وهو فوق كلّ ذلك زوج أبنته، وأبو ولديه الحسن والحسين ، وهو أبن عمّه ، ما ذكر التاريخ له زلة ، أو خطأ ، أو غفلة ، أو ظلم ، أو إساءة .
لا أريد أن أدخل في جدال تاريخي أثبت أحقيّة أهل البيت ( عليهم السلام) في قيادة الأمّة … ويا ليتهم تركوهم في حال سبيلهم ، بل حاربوهم ، وقتلوهم، وحاولوا محو آثارهم، وطمس علومهم، ومنع نشر تعاليمهم، والتي تعاليم السماء، وأبى الله إلاّ ليرفع ذكرهم ، ويدخل محبتهم في قلوب المؤمنين .
ولا نعرف نحن كشيعة ولنا الفخر، علاقة دولة بنيّ عثمان المندثرة وإلى الأبد بظهور مذهب أهل البيت (عليهم السلام)؟!.
نعم .. نظراً لخلفية حكّام بني عثمان آنذاك ونصبهم لآل البيت …. ضايقوا أتباعهم ومحبيهم .. وحاربوهم، وقطعوا أرزاقهم، ونكّلوا بقادتهم ، ولكن.. هذه ضريبة طبيعية لمن تولّى محمداً وآله. وقد دفعنا نحن هذه الضريبة وما زلنا ندفعها بكلّ فخرٍ وإعتزاز …
أمّا مراجعنا الكرام الأجلّاء . رحم الله الماضين منهم وحفظ الباقين، فكان لهم دوراً كبيراً، وجهوداً جبّارة في حفظ هذا المذهب، وإدامته وتنقيته من شوائب الأفكار والعقائد المنفلتة وأوصلوه لنا نقيّاً صافياً تتجلى فيه قيم العدل والإنصاف والرحمة والإيثار .
ونحن كشيعة موالون لآل البيت (عليهم السلام) لنا إمتداد جغرافيّ لا تحدّه الحدود، ولا تقطع سبيله السدود ، فنحن كأكثرية في بلد عليّ والحسين ( عليهم السلام) العراق…. وفي إيران وفي أفغانستان، وباكستان، والهند، ولبنان، وسوريا، والسعودية، والبحرين، والإمارت، والكويت، وعمان، وفي آسيا، وفي أوربا واميركا، وفي كلّ بقعة تواجدت عليها الإنسانية وجد مذهب أهلّ البيت (عليهم السلام).
نتّخذ من الإمام الحسين (عليه السلام) قدوة وأسوة في التضحيّة والإباء، والشجاعة، والثورة ضد الظلم والظالمين .
وإمامنا المهدي (عليه السلام) ننتظره منقذاً للبشرية، ونترقب ظهوره ليعلي كلمة الله وينشر العدل والقسط.
نعم تعرّضنا للظلم والإقصاء والتهميش، ولنا في أمير المؤمنين أسوة حسنة؟!
حوربنا وقطعت أرزاقنا، واستهزأ بعقائدنا، والتي عقيدة النبيّ الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلّم)؟؟!! وطوردنا ولكن لم تكن البداية في زمن الخبيث المتوكل … بل منذ أن نودي لعليّ بالولاية والأمامة والخلافة من قبل الرسول… نعم لقد بدأت مصائبنا تترى وتتعاظم قرناً بعد قرن منذ أن أعلنّا مفتخرين حبّنا وإتباعنا لعليّ وآل عليّ … لم يكن المتوكّل وبنيّ العبّاس وقبلهم بنيّ أميّة ولحقهم آل فلان وآل علّان أوّل من سنّ سنّة القتل، والإقصاء، والتهميش بحقّ أئمتنا وأتباعهم ، بل سبقهم إلى ذلك شخوص كان يشار إليهم بالبنان؟!
كفّرنا من قبل أبن تيميّة الناصبيّ و أبن الجوزي وتابعهم تلميذهم اليهودي محمد بن عبد الوهاب وأعتبرونا مشركين، كفرة، مارقين عن الدّين وأنجاس يجب قتلهم والتنكيل بهم ؟! وهذا ما يفعلونه يومياً ، نقتل على الهوية ، ويمثّل بجثثنا ، وتقطع رؤوسنا ويلعب بها بالأرجل ؟؟!!
ولكن …. هل لي أن أسأل … بعض الأسئلة …
هل الشيعة يفتون برضاع الكبير ؟!
هل الشيعة تجسّم الخالق المتعال وتجعل له يد، ورجل، وعين ، وينزل من السماء ليلة الجمعة على حمار .. ولعمري أين أختفت معالف حمار الله من فوق أسطح المساجد؟!
هل الشيعة يجوّزون التوضوء بالنبيذ، والصلاة على جلد الكلب؟!
هل الشيعة تقول أنّ القاتل والمقتول في النار ( معركة الجمل)
ولعمري إذا كان القاتل مصيره النار فما ذنب المقتول؟؟!!
أأقول أم أكتفي .
من يقول بجهاد النكاح؟! الشيعة أم غيرهم؟
هل الشيعيّ من يفجّر نفسه ويقتل النساء والأطفال، وينشر الدمار والرّعب لكي يتعشّى مع رسول الله . وكأن رسول الله لا همّ له إلاّ إنتظار القتله لكي يتعشى معهم وهو ( فاتح السفره) .
هل الشيعة من يستبيحون أعراض الناس ويختطفون بناتهم ويبعهونهم كما تباع الجواري ( 12دولار للفتاة) يا بلاش… كما تفعل جماعة بوكو حرام الأرهابية ، والتي هي من صناعة السعودية؟
نحن نرفض خزعبلات كعب الأحبار و الإسرائليات من الكذب على الله ورسوله ، نحن نشرب من نبع صافٍ، ونرتوي من عين الحكمة، ومستودع الرسالة، وعيبة علم النبيّ وهم آل بيت الرسول … النبي محمد بن عبد الله بن عبد المطلّب القرشي، العربي ، الهاشمي ؟!
أمّا من يتهمنا بالأزدواجية فهذه لعمري رمية لم يصبها ! والسبب هو لم نكن نحن ( رجل في الحكومة ورجل في الإرهاب)؟
لم ندِن يوماً الإرهاب والقتلة نهاراً ونجتمع معهم وندعمهم ليلاً!، أسوة بقوّات الجحوش(الفرسان) زمن النظام السابق في النهار مع الحكومة وفي الليل مع ( العصاة) كما كانوا يسمّون ، وهم ثوّار أحرار إنتفضوا بوجه الظلم الذي كنتم أنتم تسومون به من يعارضكم سوء العذاب! لم نستخدم التقيّة في الكذب على الله ورسوله ولا الناس ، بل لحفظ وصيانة الأنفس والأعراض ، ودفعاً لشرور الظالمين … قال تعالى (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً)… بينما نجد من سياسيكم يشتمونا نهاراً ويتفاوضون معاً سرّاً من أجل فتات سقط الطعام؟! بعيداً عن قواعدهم، وناخبيهم،
 وجماهيرهم؟!
حاربتمونا ظالمين وباغين وحاربنا أفكاركم ومشاريعكم محقّين داحضين الباطل في ساحات الفتنة والإجرام . لقد آلمكم أن يتولى أحد من أتباع مذهب آل البيت (شيعي) الحكم، فنكأ جرحكم وثارت ثائرتكم بالقتل والتفخيخ وسفك الدماء .. تدعمكم دول تسترقّ الناس وتستعبدهم ، وتحرّم على شعوبها ما تحلله لنفسها ؟! دول تحرّم الحديث ولو بالرأي بشأن وليّ الأمر وتبيح شرب الخمر علانيّة تعضدها مرجعيات السوء ووعّاظ السلاطين وتحسّن أفعالها وأعمالها؟
لحى الله عقولكم … فمالكم كيف تحكمون.. لطالما أردتم الفرقة وإليها سعيتم وقد خاب سعيكم، والإنتخابات الأخيرة هي خير ردّ على ما تكنّه نفوسكم وتعتمله صدوركم ..
[email protected]