20 ديسمبر، 2024 1:54 ص

روادع – الرقابة الواسعة لأجهزة الدولة العراقية

روادع – الرقابة الواسعة لأجهزة الدولة العراقية

. ينبغي ان نعترف اننا خسرنا جميع المعارك  في الحرب  ضد  الفساد. منذ عام 2003 وحتى الآن ,  كل المعارك  انتهت بهزيمتنا . لم نكسب جولة واحدة.
ماذا نفعل ؟  هل نستسلم ؟  هل نرفع الراية البيضاء ؟
هل نقر باللاجدوى ؟
هل  نقر جميعا بأن جبهة الفساد اوسع واقوى بكثير من جبهتنا  ؟
 
من نحن ؟
 
  لماذا يكون الفاسد والمخرب والدنئ والفاشل والصعلوك والغرائزي والأمي   أكثر قوة  منا ؟
 
أين  يكمن ضعفنا ؟  أين تذهب جهودنا, غضبنا وفيض مشاعرنا  وطاقتنا القصوى ؟ هل تسخر لهذه المعركة ام لشئ آخر ؟
ء ؟
 
يا ترى هل يحفظ ابناؤنا وبناتنا    اسماء الفاسدين  مثلما يحفظوا اسماء المطربين والمطربات والممثلين والممثلات والمذيعين والمذيعات  واسماء لاعبي كرة القدم ؟
هل يتابع شبابنا قصص اختفاء المال العام  وهدره المروع  مثلما يتابعون قصص المسلسلات التركية  ؟
هل  يعرف شبابنا  اكبر   عشرة  عمليات سطو على المال العام في العراق   مثلما  يعرفوا  افضل عشرة أغاني ( TOP TEN)  لهذا الاسبوع .
هل يعرف ابناؤنا ان الفساد هو  الوجه الآخر للأرهاب ؟
 وان ثنائية ( فساد/أرهاب ) هي وراء  كل المفخخات  و الاشلاء التي تطايرت والاعناق التي قطعت  و تجاوز عددها الف مرة ضحايا  الطف ؟. ومعها  كل الخراب اليومي و تلول الاموال التي نهبت او هدرت .
لماذا لا تقرأ أسماء  الفاسدين  في كربلاء ؟ لماذا لا تلصق صورهم في الحيطان  , لماذا لا نأتي بفاسد  ونضعه في ساحة التحرير  ونطالب برجمه  ( لا بالحجر  ولكن بالبيض الفاسد ) ؟ ,  لماذا لا تذاع أسماءهم  في الجوامع ؟ لماذا لا تلقى في اصطفاف المدارس وتوضع في المناهج الدراسية  ؟ لماذا لا يلطخ شرفهم ويلعنون  اسوة بالارهابيين ؟ لماذا لا يتبرأ اهلهم واصدقاءهم منهم ؟  لماذا لا تصدر بهم فتوى  بحرمة التعامل معهم او مشاركتهم او تزويجهم  . لماذا لا يوسمون  بالنجاسة  ؟
ها نحن نصل الى مركز الفاجعة   :
الفساد الاداري والمالي لا يمس شرفنا . وهو ليس عيبا  . شرفنا الوحيد هو خرقة لحمية معلقة بين ساقين .  نحن نقتل  او  ننتحر اذا مس احدهم خرقتنا بسوء .
من هذه الحقيقة المرة خرج مشروعنا المسمى ( روادع )
 
 روادع     :  هي مشروع للاقتراب من مصيبتنا الحقيقية . هي مشروع  لشرف جديد .
 
 روادع    :  هي حلم عمره عشر سنوات  اي بعمر التجديد الذى جرى في أسس الدولة العراقية عام 2003 .   وهو في جزء منه يهدف الى تأسيس ارشيف مستقل يحوي مايتيسر من حوادث وأسماء تتعلق بالفساد الأداري والمالي  في العراق منذ عام 2003 . أنه أرشيف اللصوص  . وهو ملف يطمح ان يكون وثيقة دقيقة للمستقبل تصلح للمحاسبة  والاجتثاث . نطمح ايضا ان يكون مستندا لقانون اجتثاث اللصوص الذي نحلم به .
 
روادع  :   هي كلمة منحوتة من   ( الرقابة الواسعة لأجهزة الدولة العراقية )
 
تتألف روادع من شقين اتمنى ان تساعد  التجربة العملية  في ايضاح  الفرق  بينهما  . وهما اسمان منحوتان ايضا, الاول  : تخمين  ,   الثاني : مراصد   .
 
1- تخمين  :    (  التقارير الخام المتضمنة يقينا  نسبيا )   وتتضمن كل التقارير التي لم تكتسب درجة اليقين ولم تحسم من قبل القضاء  ,  وهي تقارير ذات طبيعة خام ولا تحمل اي صفة قانونية  منها : الأخبار والأشاعات والفضائح والتسريبات والوثائق الغير مثبتة ومعلومات الصحف والمواقع الألكترونية والافادات الشخصية  وغيرها .
 
2- مراصد  :  ( المراقبة الرصينة  ل أيرادات وصرفيات الدولة )
أهم الأسس في الدولة العراقية الجديدة   هو مفهوم الشفافية  والتي تعني وجود حق للمواطن في الحصول على المعلومة في أعلى مستوياتها ,  ومنها طبعا شفافية المال العام التي نشير اليها بأيراد وصرف الدولة .
 
. الشفافية هي المعلومة المفتوحة    ( (open data   والتي تعني انتفاء السر . ونحن هنا لا نقدم شيئا جديدا  ومبادرتنا هي تفعيل وتوكيد لمبدأ شفافية المال العام  والتي تعني أخراجه  من دائرة الاسرار بشكل فعلي  وتام . الشفافية هي التعبير الآخر للمجتمع المدني. من هذه الزاوية فأن مبادرتنا هي جزء من الجهد المتجه نحو المجتمع المدني .
 
  والمبادرة هي   مشروع   لمركز  متخصص  بمتابعة حركة  الدينار العراقي من لحظة ولادته في بئر النفط الى لحظة اختفائه.   أنها  محاولة لرسم خارطة شبه مستحيلة  للمال العام  تتضمن كل ما يتعلق  بحدوده  ومساحته  وكثافة توزيعه على خارطة البلاد   والعوائق الطبيعية   وغير الطبيعية   الموجودة  في طريق   سيره .
 
وبذلك يمكن وضع معادلة للمشروع  :
 
روادع  =   تخمين + مراصد
 
 
  رب سائل يسأل  ماذا يمثل  هذا العمل أمام اجهزة مثل  ديوان الرقابة  وهيئة النزاهة والاجهزة الفرعية المنبثقة عنها ؟  . وهي اجهزة رسمية  تمتلك سلطة  وامكانيات مادية  ,وخبرات فنية  وصلاحيات دستورية .  فما الذي سوف يضيفه موقع  على شبكة الأنترنت  بلا امكانيات ولا مكان ولا مرجعية  قانونية   ؟
هذا التساؤل منطقي ومقبول  جدا  حين نتعاطى مع المبادرة في اللحظة الراهنة. اما اذا نظرنا اليها  كحلم  ,  فان الهوة بين اللحظة الراهنة  والمرتجى سوف تأخذ بعدا  آخرا  . نحن نرى ان الرقابة على المال العام هي مهمة الجميع بدون استثناء .
 لا يمكن ان نستبق الاحداث ونعد بشئ . ينطلق طموحنا من حقيقة بسيطة مفادها ان النزاهة ليست مهنة  ولايمكن تعلمها  في  اي معهد . وبتقديرنا ان النزاهة هي خاصية لا علاقة لها بالبشر ,  وربما تكون  أصلا جزء من نظام غير ارضي . ان المشروع برمته يعتمد على توفر  كائنات أستثنائية من نوع شبه نادر  او غير موجود أصلا  . هذا الشرط القاسي هو الذي نراهن عليه في ردم الهوة الكبيرة بين الواقع  والحلم .
 
 
يمكننا الآن وضع خطوط عامة متحركة وقابلة للتبدل :
 
• يهدف المشروع اساسا مساعدة الدولة العراقية في محاربة الفساد والهدر   ولا يطمح ان يكون بديلا للمؤسسات الشرعية وانما احدى روافدها  وجهدا تطوعيا  يصب في دعم هذه المؤسسات وتقويتها  . من هذا المنطلق فان المشروع يعتمد بالدرجة الاساس على قوة العلاقة مع المؤسسات الرقابية الشرعية  واستمرارها .
• أيجاد رابطة بين العراقيين   وغير العراقيين لتبادل المعلومات في كل ما يخص سير المال العام في العراق .
• اشاعة ثقافة  الشفافية ( open data )  وكشف المعلومات في اعلى المستويات  واعتبار ذلك  جزء اساس من عملية تقوية الدولة  ومصداقية اي مشروع  تقوم به . 
• يهدف المشروع التحري عن الأشخاص ( وضعهم المالي  حصرا)  المكلفين بالتصرف بالمال العام  .
• الدخول كمراقب مجاني لمتابعة المشاريع الحكومية   والأطلاع  على  تفاصيلها  .
• ملاحقة المتهمين بسرقة المال العام في اي مكان في العالم  وتقديم تقارير عن اماكن تواجدهم ونشاطاتهم  وملكياتهم  والمواضع المحتملة للمال المسروق .

العري المالي
 
• ندعو لأشاعة ما نطلق عليه ثقافة ( العري المالي)  وهو مبدأ يستبعد بشكل تام جعل المال واحدا من الاسرار الشخصية . نحن وأن كنا نحلم كثيرا بالاشتراكية ,  لكننا في نفس الوقت  نؤمن ايمانا راسخا  بحق الفرد في امتلاك ما يشاء ( أذا سمح له عمله   بذلك ) ,  من حق الفرد ان يمتلك ثلاثة ارباع الارض  بشرط ان لا يكون ذلك سرا . الملكية الخاصة ليست شرا . الشر يكمن في السر . الأسرار هي تدمير للطمأنينة التي تدفع الفرد لشتى الأحتمالات ومنها الفساد والعنف .  . وبرأينا ان اخفاء حقيقة الوضع المالي هو واحد من اهم علامات الاستعداد للفساد ليس فقط على المستوى المهني بل وحتى الشخصي  .   
 
• يمكن للجميع الانتساب للمركز (عراقيين وغير عراقيين)  , ولا يوجد سوى شرط واحد فقط   هو الاستعداد للعري المالي . ولأن المعركة مع الفساد طويلة  فينبغي ان لا نضع اسلحتنا في مستودع واحد . ينبغي ان يكون لهذا المشروع نظام يسمح له بالديمومة   . بكلمة واحدة ان لا يعتمد على شخص واحد وأن  تكون البدائل جاهزة وفورية . وهذا ما سنعمل عليه بقوة .
 
 
المخبر السري 
 
• لا يمكن ان يقوم المركز بعمله بدون شبكة واسعة من المتطوعين يزودونا بالمعلومات  والوثائق من داخل العراق وخارجه . هذه الشبكة السرية والعلنية  هي عصب عملنا  . لا يشترط في هذه الفئة ان تتعرى ماليا وبالضرورة لا يشترط ان تكشف هويتها لنا او لغيرنا . سوف يقترب عملنا كثيرا من ( المخبر السري ). وهو غير المخبر السري الذي تطالب الأعتصامات في الغربية بأعدامه . على العكس نحن نعتقد ان هذا النوع من المخبرين هو المطلوب تماما في هذه  المرحلة , واذا كان هناك تجسيد للوطنية والشرف والشجاعة  فسوف يتجسد في هذا النوع من المخبرين  .. غير اننا يجب ان نعترف ان ليس كل الذين سيقدمون لنا خدماتهم هم من النوع الشريف  ,  نتوقع  ان يكون بين المخبرين هناك  الفاسدين والمندسين والذين يحملون أغراضا شخصية او سياسية .
 
الولادة والموت 
 
البدء  الفعلي  في المشروع يحتاج الى أكتمال  العناصر الأدارية  وبالتحديد الموقع الرسمي  ونمو العلاقات مع الأطراف المعنية بالأمر . نحتاج بعض الوقت للنمو والتراكم  للوصول الى الوضع المستقر والمنشود.
 بأمكانكم مراسلتنا على العنوان الالكتروني :
 [email protected]
 
لتقديم النصح او العون .
 
تمثل هذه الورقة بيان ولادة واعلان للوجود  ,  مع العلم أن  هنالك احتمالية  لموت هذا الجنين أذا لم يجد الغذاء الكافي  والضروري .

[email protected]   

أحدث المقالات

أحدث المقالات