22 ديسمبر، 2024 6:46 م

رهانات ايرانية وانتخابات امريكية

رهانات ايرانية وانتخابات امريكية

مازال الساسة الايرانيون والاحزاب التابعة لهم بالعراق يراهنون على الانتخابات الامريكية القادمة ومن الواضح والجلي انهم يقدمون التنازلات في الوقت الحاضر لكسب الوقت ولكنهم يحاولون فتح جبهة العراق بواسطة عناصرهم المتواجدة فيه ،فعملية قصف السفارات وبالأخص السفارة الامريكية لم تتوقف وقد هدد الامريكان عدة مرات بنقل سفاراتهم الى الاقليم الشمالي ليبدؤا من هناك عمليات عسكرية لتصفية الاحزاب والميليشيات الايرانية المتواجدة على ارض العراق ،ولكن هناك من قدم لهم نصيحة مجانية بالتريث في هذا القرار حيث سيخلو الجو للإيرانيين كما فعلوها في البصرة عندما اغلقت القنصلية الامريكية هناك وكانت النتيجة ان سيطرت الاحزاب الموالية لإيران على الوضع بشكل تام ولم يعد لحكومة المركز اية سلطة في تلك المنطقة . ايران من جانبها تخطط للقيام بتصعيد في العراق اعتبارا من يوم 20 من الشهر الجاري وهي تخطط لصدامات ستسمر حتى موعد الانتخابات الامريكية في الثالث من تشرين الثاني ويتوقع الايرانيون ان هذا الفعل سيحرج ترامب ويؤثر على سير الانتخابات لقد حثت الخارجية الامريكية الكاظمي بضرورة تسلم زمام المبادرة ومنع هذا التصادم قبل وقوعه ،الا انه من الواضح ان رئيس الوزراء العراقي لم يكن بمستوى الحدث وتنقصه قوة المبادرة في تحجيم دور الميليشيات ويبدو ان الصدام واقع لامحالة ، وهذا الامر استدعى من السفارات الاجنبية ان تفكر بشكل جديّ بنقل سفاراتها في الفترة القادمة الى الاقليم الشمالي تجنبا لما سيحدث ،فالقوات الامريكية سوف لن تقف مكتوفة الايدي في الرد على هذه الاعتداءات وهي قد هددت في فترة سابقة بتصفية زعماء الميليشيات الموالية لإيران كما فعلت مع سليماني والمهندس ،الامر الذي سيحول المنطقة الى ساحة حرب تمتد لأسابيع وسيكون الرهان الايراني هو اسقاط السيد ترامب واعادة الديمقراطيين برئاسة بايدن حيث يعتقد الايرانيون بأنه سيستكمل مشروعه بتقسيم العراق ،واعادة الهيمنة الايرانية بالمنطقة وانضاج الاتفاق النووي الايراني الامريكي الذي بدأه كيري في عهد اوباما .الامر الذي سيدخل العراق في متاهة جديدة في ظل هذه الازمات الاقتصادية المتلاحقة والازمة الصحية التي تعصف بالعراق والعالم وقد عجز العراق عن تسديد رواتب موظفيه لشهر تشرين الاول ….كل هذه التحركات التي تقودها الميليشيات الموالية لإيران لإعادة ايران كجسم طفيلي يتغذى من خلالهم على موارد العراق النقدية وافراغ خزينته الخاوية اصلا ….ترى ماذا اعدت حكومتنا لمواجهة هذه الاخطار؟ وهل ستكون بمستوى المسؤولية والقدرة لإفشال هذه المخططات؟ ….الايام القادمة ستكون حبلى بالمفاجآت .