21 أبريل، 2024 5:42 ص
Search
Close this search box.

رموز وقادة الاسلام السياسي يشنون حملة تكفير غير مسبوقة على المتظاهرين

Facebook
Twitter
LinkedIn

حملة ماكرة وشعواء  بدأت ملامحها تظهر بجلاء في الاونة الاخيرة يقودها رهط من قادة ورموز تيار الاسلام السياسي الحاكم في العراق واذنابهم هدفها تشويه التظاهرات والأحتجاجات الشعبية العارمة التي انطلقت منذ عدة اسابيع في مدن عراقية كثيرة وتصويرها على عكس حقيقتها واتهامها بأنها ضد الدين  وان الغاية منها ليست المطالبه بالحقوق المشروعة في محاولة منهم لاستغلال الحس الديني لدى المواطن العراقي ودفعه الى عدم المشاركة في التظاهرات وبالتالي قتلها وهي ماتزال في مهدها .
أول من بدأ هذه الحملة  الناشط في حزب الدعوة سابقاً والمجلس الاعلى لاحقا ً خطيب الحسينية (الفاطمية )في النجف  صدر الدين القبانجي الذي وصف التظاهرات بانها مؤامرة على تجربة الحكم الاسلامي في العراق وتريد افشالها ففي هذه التظاهرات ترفع شعارات ضد الدين ، وضد العلماء والمراجع وهذا يعني – حسب قوله – أن الهدف من ورائها ليس مطالب خدمية وإصلاحية وانما الانقلاب على الحكم الاسلامي في البلد والعودة الى الحكم اللاديني . ٍ
اما النائب في البرلمان والقيادي في حزب الدعوة علي العلاق فقال في حوار متلفز مانصه “ان هناك بعض الجهات التي تدعي العلمانية في حين ان ميولها بعثية تحاول اسقاط الاسلاميين وتجربتهم الاصلاحية في الحكم وتحميلهم كل الفشل الذي جرى في المراحل السابقة بمظاهرات مدفوعة الثمن ” .
وبدوره قال رئيس الوزراء السابق والامين العام الحالي لحزب الدعوةنوري المالكي في حوار مسجل بثته قناة افاق الفضائية  التابعه له بعيد مغادرته الى طهران في زيارة رسمية كما وصفها مقربون منه وهروبا من وجه العدالة كما عدها كثيرون بأن المتظاهرين هم ضد الدين وان غالبيتهم مدعومين من جهات اجنبية هدفها تقويض وأفشال الحكم الاسلامي في العراق .. وطبعا لم ينس المالكي أن يؤكد أن لداعش وحزب البعث يد في هذه التظاهرات .
ولم يمض وقت طويل حتى انضم رئيس المجلس الاعلى عمار الحكيم الى جوقه المخونين والمشككين بنوايا المتظاهرين اذ ظهر على قناة العراقية وراح يكيل للمتظاهرين الاتهامات نفسها .
ولعل اكثر مايثير الانتباه في كل ماذكرناه أن جميع قادة الفشل وزعماء الفسادهؤلاء والتابعين لهم يعيدون ويكررون الاتهامات ذاتها للمتظاهرين حتى انهم يستخدمون العبارات والجمل نفسها وهذا مايدعونا الى الاعتقاد ان مواقفهم وتصريحاتهم تلك انما هي نتاج تنسيق واتفاق مسبق ومدروس فيما بينهم ,وهي بمجملها تشكل حملة مخطط لها بدقة، ومعدة بعناية لافشال الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية من خلال اتهامها زوراً وبهتاناً بانها ضد الدين .
وعلى مايبدو ان قادة الفشل وزعماء الفساد قد نسوا او تناسوا ان اغلب المتظاهرين هم اناس متدينون ينتمون الى نفس المذهب الذي يدعون هم الانتماء اليه لكنهم بالتأكيد – نعني المتظاهرين –  اكثر ورعاً وتديناَ منهم فهم على الاقل ليسوا متهمين بقضايا فساد ونهب للمال العام مثلهم .اضف الى ذلك انهم جميعا خرجوا بدعم وتأييد واضح وصريح من مرجعيتهم الدينية وليس من جهات اجنبية كما يدعون .
لقد خرج كل هؤلاء المتظاهرين احتجاجا على وضع البلاد ٍالمتردي على جميع الاصعدة ، والفساد والخراب ، وغياب الامن وتلاشي الخدمات وأنقطاع التيار الكهربائي في بلد صيفه حارق لاهب لايرحم تتجاوز فيه درجة الحرارة الخمسين درجة مئوية ..لقد خرج كل هؤلاء الناس البسطاء ضد المسؤولين الفاشلين الذين عجزوا طيلة هذه السنوات عن توفير ابسط الحقوق الانسانية المشروعه للمواطن وليس ضد الدين اذ ماعلاقه مطالبتهم بتحسين  الخدمات وتوفيرالكهرباء بالدين مثلاً .
اما عن افشال تجربة الحكم الاسلامي في العراق فالكل يعلم ان هذه التجربة باتت هي الاسوأ وفق كل المقاييس في تاريخ العراق ..ولا نظن أن هناك عاقل أو حتى مجنون يفكر بافشال تجربه هي فاشلة اصلاً.
 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب