23 ديسمبر، 2024 5:34 ص

رموز العراق السياسية

رموز العراق السياسية

من الامور التي لعبت دور في الحياة السياسية العراقية والتي حاولت بعض الاحزاب اظهارها او بلورتها للشارع العراقي باعتباره شارع متلقي اكثرمما هو واعي ومتفهم للعملية الديمقراطية بصورة عامة او السياسية بصورة خاصة هو خلق رموز سياسية لتكون الواجهة لتلك الاحزاب بعد ان غاب عن طرحها البرنامج الانتخابي او وسائل الاقناع في الراي العام او قل هذا هو الاسلوب الموثر بالناخب العراقي اسلوب صنع الاشخاص وكان هذه الاحزاب ليس احزاب اسلامية او علمانية نعم حتى العلمانية سارت في هذا الطريق وهو طريق الاحزاب القومية والتي ترفع شعار الزعيم او الرئيس اذن اقول لدينا احزاب قومية وليس اسلامية او علمانية لذلك ساحاول ان اسلط الضوء على هذه الظاهرة مبينا اهم الاسباب التي خلقت بعض الشخصيات السياسية وليس كلها
 
اسباب صنع الشخص اوالرمز السياسي
 
اعتقد ان الذين يعتبرون الان شخصيات او رموز سياسية مهمة في العملية السياسية انهم كانوا شخصيات مجهولة بالنسبة للشعب العراقي في الفترة ما قبل 2003
اولا- لان النظام البائد كان مسيطر على كل الوسائل المرئية والسمعية مما افقد الشعب التعرف على تحركات او عمل هذه الشخصيات وتمييزها تمييزا ينسجم مع واقعها التي تعيشه .
ثانيا- ان هذه الشخصيات او الرموز لم تكن تملك وسائل واليات نفوذ في الشعب العراقي يمكن من خلالها ان تصل صوتها الى ابناء الشعب او ربما لم يكن يهمها هذا الامر بل ليس في حساباتها ان تضع خطة عمل من اجل التغيير لانها كانت يائسة من التغيير او لنقل لم يكن يهمها التغيير ما دام هم وعوائلهم في خير لذلك نقول من الظلم حقيقتا ان نسمي هذه الشخصيات بالرموز السياسية ولكن الواقع فرض هذه التسمية خصوصا اذا عرفنا كيف اصبحت هذه الشخصيات رموز سياسية وهذا ما سنبينه في السطور الاتية وهي اسباب تافهة اذا ما قورنت باسباب اخرى تعتبر مبادئ اساسية في بناء الدولة قام بها اشخاص او احزاب اخرى لكن الشعب لم يتعامل معها وتعامل مع الظاهر لذلك سناخذ الشخصيات تباعا ونبين السبب الرئيسي وراء خلق هذه الشخصيات :-
1-  اياد علاوي : اعتقد ان السبب الرئيسي الذي جعل هذه الشخصية تظهر للعلن هو اعطاءه مبلغ المائة الف دينار عراقي لكل موظف بمناسبة العيد عندما كان رئيسا للوزراء في الفترة الانتقالية ساعدته بعض الامور منها اعتبار الناس هذا المبلغ شيء مهم وخصوصا لانهم لتوهم خرجوا من فترة الفقر والعوز والحرمان التي عاشوها في فترة النظام البائد لذلك كان تطلعهم الى من يحسن وضعهم المعيشي ضرورة يعتبروها من ضروريات المرحلة بقياسهم طبعا وهم البسطاء المحرومين بغض النظر عن كل ما يكمن وراء ذلك كذلك من الامور التي ساعدته في ذلك كونه اول رئيس وزراء يقوم بهكذا خطوة ثم تلاه زيادة في الرواتب العامة لموظف الدولة خصوصا الجيش والشرطة وكنت دائما اعمل استبيان من نفسي وان كان استبيان محدود وقاصر الا انه يظهر هذه الاسباب والا فليعطني أي شخصا ميزة واحدة تميز بها هذا الرجل لا بل تلاحظه يفتقد الى ابسط شيء يجب ان يتصف به أي سياسي وهو قوة المحاورة في اللقاءات التلفزيونية فكثير ما تلاحظه يردد عبارة ( والله ما ادري!؟) .
2-  ابراهيم الجعفري : وهذا الشخص على عكس صاحبه الاول حيث يتصف بقوة المحاورة اضافة الى السرد في الكلام وقد قيل في المثل الشعبي ( الناس تحب الي يسولف ) لذلك يعتبر الجعفري خطيبا بارعا ولا يخفئ على المتطلع ما للخطابة من دور فاعل منذ صدر الاسلام الى يومنا هذا في التاثير في المتلقي وما خطابه في مؤتمر القاهرة عام 2005  الا دليل واضح على قوة طرحه حيث اخذ يردد نحن ابناء الشهيدين الصدرين نحن ابناء الحضارة التي لم يشكك بها احد مما دفع الكثير من الناس الى انتخاب القائمة 555 الائتلاف العراقي الموحد بعدما كانت مصممة على عدم المشاركة في الانتخابات نتيجة الحالة السلبية التي كانت تعيشها الكيانات السياسية سواء على المستوى السياسي او الاداري .
3-  المالكي : هذا الرجل متاخر جدا على صاحبيه فهو لم يعرف بهذا المستوى الذي هو عليه الا بعدما تسلم رئاسة الوزراء حيث كان من حسن حظه ان رفض الاكراد تولى ابراهيم الجعفري لرئاسة الوزراء كمرشح عن الائتلاف العراقي الموحد فلم نسمع له موقف معين وهو كان يشغل منصب رئيس اللجنة الامنية في مجلس النواب لذلك كانت هناك عدة امور ساهمت في خلق هذه الشخصية منها استخدام سياسة بذل الاموال وما مجالس الاسناد العشائرية الاخير دليل على ذلك كذلك استغلاله ردت فعل الناس على بعض التصرفات السلبية لجيش المهدي التابع للسيد مقتدى الصدر عندما قام بمحاربتهم والحد من نفوذهم في مناطق العراق المختلفة خصوصا ( صولة الفرسان ) في البصرة كل هذه الامور ساهمت في خلق هذه الشخصية
 
ملاحظة /
يجب ان الا ننسى بعض العوامل التي ساهمت في خلق هذه الشخصيات مثل الدور الاميركي وكذلك الدور الاقليمي اضافة الى امور داخلية كالطائفية لكن هذه الامور تصبح مساعدة اذا ما اردنا عدم اهمالها اذا قلنا مثلا ان دراستنا تنظر من جانب واحد وهو الشعب أي الامور التي اثرت بالشعب وجعلت من هؤلاء رموز سياسية ،كذلك يجب ان لا نهمل دور الاعلام حيث سلط الاعلام مابعد 2003 الضوء على شخصيات معينة وحاول ان يظهرها للشارع العراقي كرموز سياسية هذا ان لاحظنا تعطش الناس الى هذه التجربة الجديدة وخاصة بعد ان شهد العراق انفتاح اعلامي كبير تمثل بالفضائيات التلفزيونية .