19 ديسمبر، 2024 5:58 ص

رمضان ومانريد نستغيب حكومتنا ….. ولكنه فضحها ؟

رمضان ومانريد نستغيب حكومتنا ….. ولكنه فضحها ؟

بداية لنعرف ما معنى الغيبة وهي ذكر الانسان بما هو فيه في غيابه . وهناك حديث ايضاً يقول رحم الله أمرء جب الغيبتة عنه , ومن هذا الباب ابتدء حديثي وبدون ذكر للأسماء ( والعاقل يفهم ) ونحن في شهر الله الكريم حتى لايوقعني في دائرة الغيبة . ولنستعرض معاناة بلد وشعب مظلوم ومنذ عديد الاعوام تلاحقت عليه حكومات انهكته وامتصت دمه والى يومنا هذا فهل لأن العراق بقعة ملعونه لاينبت فيها من غرس الله سوى نطفة الشيطان المريد ابتداء من كلكامش ونبوخذنصر الذي لم يتوانى في الجور على شعبه وهكذا يظل العراق في أنثلامات متلاحقة على يد حمورابي الذي أهمل الدولة واجتهد في ضم الدويلات من حول بابل مستنزفاً المال والفرسان والذي أدى الى أنهيار اجتماعي أضطر الى وضع مسلته المشؤومة بسبب الانفلات والذي تعذر في السيطرة عليه , وهكذا الى زمن أئمتنا (ع) توالت على العراق حكام وطغاة . والآن وبعد ما اعتقدنا سقوط آخر دكتاتور شهده العراق النظام الصدامي المقبور ( ولاغيبة على فاسق ) . وبعد أول تجربة ديمقراطية مارسها العراقيون واختيار من يمثلهم في البرلمان وبعد ذلك اختيار الحكومة والتي شهدت استحقاق المكون الشيعي لرئاسة أول حكومة منتخبة والتي كان المواطن متلهف لها لتوفر له الحرية والامان وتوفير كافة الخدمات وخصوصا الشيعة الذين كانوا اكثر من دفع الثمن في أبان حكم النظام البائد فاستبشروا خيراً بالديمقراطية التي تضمن حقهم كأكثرية بالحكم في عراق مابعد عام 2003 ومع الشريك الاستراتيجي الاكراد . فتناوب على رئاسة الحكومات الثلاثة , السيد ال (ج) لولاية واحدة و ولولايتين ابن حزبه السيد ال (م) وهما يمثلان اعمدة حزب الدعوة الاسلامية . ولكن المواطن تفاجيء بسياسة وأدارة تلك الحكومات فبدلاً من مشروع بناء الدولة الى الأستئثار بالسلطة وتوسعة نفوذهم وكانت حصة فقراء الشعب منها سوى الخطابات الطائفية الرنانة التي لاتسد من عوز ولاتشبع من جوع . وكان لسياسة الحكومة المتناقضة سبباً في ضياع حقوق الشيعة وجعلهم مكروهين من قبل المذاهب الأخرى وكذلك من خلال التستر على المفسدين ومشاريع الاعمار المعطلة وتكريس لغة العنف والحرب الطائفية على لغة الحوار والسلام , فكانت الازمات تتلو على بلدنا الواحدة تلوى الأخرى منذ بداية تشكيل الحكومة فتارة التعامل المزدوج بقانون المسائلة والعدالة واخرى تنازله عن حصة الاقليم من الموازنة وعن المناطق المتنازع عليها وتارة اخرى ومن أجل تحريك مشاعر فقراء الشيعة ويصور لهم السيد ال(م) بأنه بطل وطني من خلال خلق أزمة مع الاكراد ثم بعد ذلك اجتماع أربيل والاتفاق الموقع من أغلب أطراف العملية السياسية ثم ما ان هدئة الاوضاع نسبيا سرعان ما اخذت حكومتنا الموقرة بنقض العهود والمواثيق والاعلان عن بدء أزمة جديدة , وتلتها التظاهرات والأعتصامات في المحافظات ذات الاغلبية السنية وطريقة تعامل الحكومة مع مطالب تلك التظاهرات والمشاهد الدموية والتي فاقت سنين الطائفية المقيتة اعوام 2005 و2006 التي مضت , ونقل تصورات خاطئة للمرجعية الدينية في النجف والسعي لحل مجلس النواب والمضي بأنتخابات مبكرة لولا تدخل حكماء العملية السياسية ومن خلفهم مرجعيتنا الدينية للتهدئة والوقوف بوجه سحب الثقة من الحكومة .وبعد ذلك ازمة السلطتين التشريعية والتنفيذية والتراشق الاعلامي ماكان من متبني سياسة التهدئة والحوار ولم الفرقاء على الطاولة المستديرة فكان بعد ذلك الاجتماع الرمزي في مكتب سماحة السيد عمار الحكيم فكان ذلك وضع القدم على أول الطريق الصحيح لسياسة الحكومة . لكن سرطان الفساد اخذ يفتك بوزارات الحكومة بسبب فشلها في محاربته بل كانت تتستر على المفسدين وهذا ما شهدناه مؤخراً مع صفقة السلاح الروسية نتاج لما تعيشه الدولة من فساد منظم وغيرها من المشاريع الوهمية والتي تصرف عليها أموال طائلة تدخل في جيوب السياسيين ولا يرى منها المواطن شيئاً في ظل قضاء مسيس وخير دليل على آفة الفساد معاناة المواطن في قضية الكهرباء والوعود الكاذبة من وزير الطاقة الدكتور السيد ال(ش) ومن قبله وزير الكهرباء السيد (عف) بأننا نهاية عام 2013 سوف نشهد اكتفاء ذاتي وفي اكثر من مؤتمر صحفي حيث يقول ال (ش) وبكل استهزاء بأن الكهرباء ليس كالمشتقات النفطية (والتي كما تعلمون نادراً ما تشهد أزمة ) لايمكن خزنه مما يضطرنا الى تصديره !!! (اللهم أني صائم) وظهور رئيس الوزراء في احدى المقابلات التلفزيونية في بيته وانقطاع التيار الكهربائي فيه وليوضح للشعب بأنه غير بعيد عن معاناتهم . اما البطالة فبعد وضع الحكومة لخطتها الاستراتيجية الاقتصادية وذات الطفرة النوعية من قبل رئيس مستشاري الحكومة الدكتور ( ث.غ ) والتي تمتد الى 2030 وعلى لسان كبير وخبير اللجان المشكلة في كل نائبة او أزمة تحل بالحكومة السيد (ش) في احدى المؤتمرات بأن سوف توفر تلك الخطة اكثر من عشرة ملايين فرصة عمل وهذا بديهي جدا لأن نصف هذا العدد سوف يذهب بسبب العمليات الارهابية والكواتم والمتبقي ما بين لاجيء في احدى الدول الاوربية وبين معتقل مشتبه به نتيجة اخطاء المخبر السري فاصبروا وصابروا واتقوا فأن موعدكم عام 2030 و(الخطة العشرمية ) . ولكن ذلك كله لايأتي بشيء امام الاستهانة ومحاربة المواطن في قوته فبعد اقتصار البطاقة التموينية على الطحين والسكر والتمن والزيت وبين شهر وآخر حتى ان المواطن لايعرف الحصة المستلمة لأي شهر تعود , البطاقة التموينية والتي كانت صمام أمان لسلطة البعث عام 1991 وهو محاصر اقتصادياً من كل العالم لكن الحكومة المنتخبة تلغي البطاقة نهائيا وترجعها مرة اخرى بعد الغضب الجماهيري والسياسي ومن مكارمها في هذا الشهر الكريم وبعد خروجنا من طائلة البند السابع ولما كانت الشوربة الوجبة الرئيسية للصائم فبادرة بأضافة العدس وبزيادة عن رمضان الفائت الى نصف كيلو بعد الربع للبطاقة التموينية الشبه ملغية المليئة بما لذ وطاب والتي نادرا ما يحصل عليه المواطن قبل حلول الشهر وفي احسن الاحوال في منتصفه بعد ان نسيه ( فلاحظت ابرجيله ولا استلمت عدس) . لكن رغم ذلك كله يجب على الشعب العراقي عموما والشيعة خصوصا ان لاييأسوا في ظل الانتخابات الديمقراطية فهناك رموز وقيادات وطنية حملت وما زالت تحمل مشروعاُ  لبناء دولة عصرية عادلة وكذلك مشروع مظلومية الشيعة وانها خير من تمثلهم ليكونوا بديلاً حقيقياً لحكومة ما كانت لتمثله بل كانت تمثل حزبه فقط , وهذا ما افرزته انتخابات المجالس المحلية الاخيرة . والله الموفق

أحدث المقالات

أحدث المقالات