23 ديسمبر، 2024 1:51 ص

رمضان ومائدة القرآن

رمضان ومائدة القرآن

تبادل التهاني بقدوم شهر رمضان الكريم تقليد جميل ، سهل من إنتشاره أكثر الهاتف النقال ، والأنترنيت ، وبما توفر من وسائل أخرى للتواصل بين الناس بمختلف درجات العلاقة … وخلال الايام القليلة الماضية تبادلنا رسائل جميلة واتصالات هاتفية مع أصدقاء وأقارب في هذه المناسبة الكريمة ، بعضها حمل مشاعروأماني ، وأخرى تضمنت حكما وفوائد أثارت واحدة منها انتباهي ، وتعد قاعدة ثابتة في الحياة تتعلق بالقرآن وأهمية الالتزام به ، لانه ( يهدي للتي هي أقوم ) … ففي هذا الشهر الكريم نتواصل أكثر مع القرآن … ويفترض أن تكون قراءة القرآن ، ليس لأجل القراءة فقط ، بل أن نزداد مع كل ( ختمة ) أو قراءة فهما وتدبرا وتطبيقا له في الحياة ـ لانه كتاب الله وفيه احكام دينه الحنيف …

وفي هذا المعنى يقول الامام علي إبن أبي طالب عليه السلام ( يا حملة القرآن ، إعملوا به فإن العالم من عمل بما علم ، ووافق عمله علمه ..) .. ولذلك ينغي أن يظهر القرآن في عمل وحديث المؤمن .. فالعبرة ليست في ( أين وصلت في قراءة القرآن أو حفظه ) ، فما أسهلها على الذاكرة … وإنما الحكمة في ( أين وصل القرآن فيك ) وكم أرتقى بك … أي في السلوك والتصرف والالتزام باوامر الله ونواهيه وأحكام دينه … وهنا يكمن الفرق بين ذاكرة الانسان وذاكرة الحاسوب .. فبدون العمل تكون مهمة الذاكرة الخزن فقط …
وتلك هي البركة الحقيقية ، وليس أن يوضع القرآن في السيارة ، أو في البيت للتبرك به فقط ، دون قراءة ، أو دون العمل باحكامه ، وكأن حياة المسلم لا صلة لها به ، أو تكون العلاقة معه ظرفية .. بل هو منهج حياة متكامل لكل الازمان والعصور وحالات الانسان ، ويحقق التوازن ( بين ظاهر ه وباطنه ، وبين مشاعره وسلوكه ، وبين عقيدته وعمله )….( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) …

و كذلك العبرة في التوبة ، فليس أن تكون مقتصرة على شهر فقط ، والمعصية ( جائزة ) في الاشهر الاخرى ، بل يجب أن تستمر في الحياة كلها ، وليس في شهر واحد فقط .. تلك هي قيمة مأدبة الله سبحانه وتعالى – كتابه الكريم ، التي يجد فيها المؤمن ما لذ وطاب من النعم والأداب والاحكام ، لكي يعمل بمقتضاها ..
والمؤمن من تأدب بأدب القرآن … وكل عام وانتم بخير …