مرت سبع بما حملته ومر معها ربع التكليف فما جنيت من ربعها حتى تتدارك جلها؟
كم هذبك هذا الربع, هذه الايام السبع بلياليها المنتصفات بوجبة السحور وصلاوتها التي فارقتها من زمان يوم ركبك الكسل والزهد بما عند الله, كم هذبك ربعا فقط فامتنعت عن ما درجت عليه من عادات سيئة كنت تظن ان فيها سعادتك وخلاصك وانها لابد آتية او لابد منها ,الا وقد أحجمت عنها فأين هي من الملازمة؟ واين سعادتها المزعومة ؟ واين فراغها الذي تركته ؟ تحول الى ساعة عمل وعدل تيقن فيها ذاتك وتستغفر ربك وتتوسل بجميل القول من القران الكريم وكلام سيد الانبياء.
كم منعتك من حديث بذيء كنت تسوقه في اعراض الناس واخلاقهم وكم من متصنع الزلفى منعته من ان يسرد قربك حديث ضد من بينك وبينه خصومة فسترته وسترت نفسك ونأيت بها عن الطعن وكم صورة كنت تستحسنها ادركت عن كثب انها لاتليق وانكرت صنيعتها من ذاتك فقلت متحسرا كيف فعلتها مرة وكيف طاوعتني نفسي وشياطيني ان اقترف ما اقترفت ومن مهد لي ذلك غير لحظة ضعف شائنة انحطت بسمو ذاتك واستدرجتها الى الحضيض.
كم من لحظة وجدت فيها نفسك بعد تيه وجدت نفسك خفيفا بعد تقل الطعام وهم الاثام لا تفكر الا بالحفاظ على بصرك من خائنة الاعين ولاتسوغ لك نفسك ان تاتي بما ليس لك به حق او شبهة وكم امتنعت من خديعة الناس وكم سلكت طريق الصدق وتحريته فوجدته سالكا منعما لا تحف به المخاطر ولا تنتظر منه الا اليقين وانت واثق من فحواه ومآبه.
وكم دعاك الناس للباطل فامتنعت وتعرضوا لك بالجور فتجاوزت وعرضوا عليك احاديث فنهرت .وكم صدقة جريئة خرجت من مالك رافعة راسها تحثك على المزيد وكم اسرة تناولت فطورها على بساطته مما تاك الله فحمدت الله واتجهت اليك بالشكر ما كنت تفكر في ذلك الا تحت ظل ربع الشهر الفضيل.
كم مرة عصفتك بك شهوة الطعام والشراب وشهوة الجنس وقد استدركت كل قواك بحثا عمن يلبيها فعذرت اناس كنت تلومهم بعدما ادركت ما يفعله الفقر وتصنعه الفاقة والتمست عذرا لمن لايجد بعد ان جسدت الدور ومرت عليك الخصاصة وصنعت بك صنيعها رغم قصرها ويقينك من جلائها بمحض سويعات .
هذا ربع شهر فكيف بشهر كامل, هذا جزءا من رسالة محمد السمحاء نقطف ثمارها ببضع يوم فكيف اذا عكفنا نسلكها دهرا.
يامن مكننا من ربع الشهر بتوفيقه من علينا بالتمام والقبول.