كأنما شهر رمضان لم يكن شهر نزول القرأن , وكأنما القرأن الكريم لم يعد كتاب هداية في أمة تتقاتل أنظمتها بضراوة تنعدم فيها القيم وألآخلاق , وتختل الموازين في ألآقتصاد والسياسة وألآمن وألآجتماع , حتى يبدو للمراقب والمتابع مشهدا مقلوبا متنافرا لايمكن أن يكون لآمة نزل فيها القرأن , ولا لآمة كان فيها شهر رمضان محاط بالهيبة وألآحترام والوقار , وأذا به اليوم أي رمضان يحضر غريبا لاتفتح له ألآبواب ولا تبتسم له الوجوه ولا ترتفع لتحيته ألآيدي , كل هذا الجفاء يقابل به شهر رمضان من قبل كثير من الشباب والكهول الذين لم يعودوا يعطوا أهتماما لهذا الشهر المبارك ولم تعد الفتيات والنساء تعرف أن لهذا الشهر حرمة ومن معالم حرمته ألآهتمام بحشمة اللباس ومراعاة أعتدال الزينة الطبيعية التي جعلها الله في المرأة خلقة لو عرفت معناها لما أسرفت مالها على المساحيق التي تؤدي الى ترهل بشرتها , ولما أنفقت وقتها فيما لاينفع في تصفيف شعر يعود بعد كل قيلولة أو ليلة نوم هائجا كأنه يحتج على من يخالف طبيعة ألآشياء , أو من يريد أن يحول المرأة الى أنوثة فقط مختزلا منها أنسانيتها وأمومتها ومشروعها ألآجتماعي في الحياة الذي ولد من نطفة ثم علقة ثم مضعة مخلقة وغير مخلقة , ثم أكساء العظم باللحم , ثم خلقا أخر بعد أن تحل الروح فيه , والروح نفخة من الله وهي الطاقة التي بها نتحرك ونتفاعل ونعمل ونفكر , أصبح أغلب شبابنا وأغلب فتياتنا لايدركون هذه المعاني وهي معنى وجود الروح في كياننا , ومن يعرف الروح يعرف الله , ومن يعرف الله يعرف ماذا أراد منه , والله تعالى قال في القرأن الذي نزل في شهر رمضان هدى للناس ” ماخلقت الجن وألآنس ألآ ليعبدون ” ولكن أين الناس اليوم من معاني تلك العبادة ولاسيما من كان منهم من المسلمين ومن المسلمين العراقيين الذين لم يعد لشهر رمضان الكريم من حضور يوقر فلا أكتراث بصيامه حتى أصبح ألآفطار في شهر رمضان هو الغالب , وحتى أصبح الصائم هو المغلوب بالقلة والتنكر الذي يصل الى حد ألآزدراء والآستهزاء في بعض الحالات , فهذه دولة مثل الصين لها أكبر أستثمارات في السعودية تقوم هذه السنة بمنع صيام المسلمين الصينيين في ألآقليم الخاص بهم , ولم نسمع أستنكارا سوى ما صدر عن ألآزهر , وألآزهر لم يعد قادرا على حقن دماء المسلمين في هذا الشهر الكريم , فلا على داعش يمون ولا على أنظمة الحكم العربية , فكيف تستمع له حكومة الصين ؟
أن فكرة اللهو التي تستقطب كل من ” اللذة والمتعة ” أصبحت تشكل ذرائع ومسوغات ما يسمى بألآعمال الفنية وهي ليست كذلك , فالمسلسلات التلفزيونية أصبحت تجد من شهر رمضان محطة ربحية تتسابق فيها ألآفلام والمسلسلات وألآدراما على حشد مالديها من فتنة الجسد , فالممثلة كلما كانت أجمل شكلا زادت أجرتها ومن كانت أكثر جرأة على المواقف العاطفية والجنسية كانت ألآكثر تفضيلا لدى المنتجين والمخرجين , والمسلسلات التي تتسابق في شهر رمضان لاعلاقة لها بشهر رمضان من حيث المضمون والمعرفة , وهؤلاء الذين يتسابقون على عرض مسلسلاتهم في شهر رمضان وهي لاتنتمي لمائدة شهر رمضان الروحية لايدركون أن لشهر رمضان حفاوة عند ملائكة العرش وكل ملائكة السماء وأن القرأن الكريم الذي أنزل في شهر رمضان وفي ليلة القدر قد حفت حشود الملائكة أحتفالا بنزوله , فمثلا عندما نزلت سورة الحمد ” الفاتحة ” وهي السبع المثان وعندما نزلت سورة التوبة وهي براءة ولها عشر أسماء زفهما سبعون ألف من الملائكة , ولذلك قال الشاعر النابغة مخاطبا رسول الله “ص” :-
لقد أعطاك ربك سورة … ترى كل ملك دونها يتذبذب
أن مسلسلات تنشغل بأدوار الحب الزائف والتدليك العاطفي والتهييج الجنسي جعلت فئة كبيرة من شباب اليوم يتسكعون لايدرون ماذا يراد بهم , فهذه عصابات داعش تختطف بعضا منهم لتجعلهم وقودا لنار وقودها الناس والحجارة من خلال فوضى الفراغ الروحي والثقافي الذي دأبت على حصوله كل أجهزة أعلام ألآنظمة العربية مما شوه المزاج وجعل النفوس مريضة والعقول تتعثر بين منعطفات التيه والضياع الفكري وفقدان الهوية مما جعل أسرائيل تحظى بصداقة الرابطة الجغرافية عند قطر وتركيا وألآردن وألآمارات والبحرين والسعودية التي ظهر أنور ماجد عشقي وهو ضابط مخابرات سابق يلتقي مع دوري كولد مستشار نتنياهو في ملتقى سمنار الخارج ألآمريكي , أن كسر الحاجز مع العدو المصيري أسرائيل تقوم به مسلسلات الجنس التي تعوم القيم وتدمر ألآخلاق ليحل محلها سفاد ألآنعام والحيوانات فأبن معمر القذافي كانت عشيقته أسرائيلية , واليهود الصهاينة من أصل عراقي يعمل البعض على التواصل معهم بعنوان العاطفة العراقية التي لم تبقي منها داعش شيئا فهؤلاء بعض النازحين بسبب أجرام عصابات داعش عندما يقوم بعض العراقيين من محافظات الوسط والجنوب بتقديم خدمات لهم طالبين أستضافتهم فيقابلون بالرفض والوجوم وعندما يسألون عن السبب يكتشفون أن هنا من غسل أدمغتهم بمعلومات خاطئة عن العراقيين من أتباع مدرسة أهل البيت حيث قال لهم مشايخ الوهابية أن الشيعة ليسوا مسلمين وعندهم قرأن غير قرأن الآسلام ؟ ثم يدخلون الرعب في نفوسهم من أخوانهم العراقيين بطريقة خالية من ألآخلاق والفهم الشرعي , وعندما قامت أحدى السيدات من بغداد التي أستضافت عائلتها عائلة نازحة من الرمادي بتقديم نسخة من القرأن الكريم لرب العائلة أنفجر رب العائلة بالبكاء ؟ قالوا له لماذا تبكي ؟ قال لقد خدعونا كانوا يقولون لنا أن الشيعة عندهم قرأن غير قرأننا ؟
هذه هي تبعات أنظمة السوء والفساد فأعلام السعودية عبر خمس قنوات هي أم بي سي تديرها فتيات متبرجات وهي تحرم قيادة السيارة على النساء السعوديات , وتقوم في شهر رمضان بقتل اليمنيين بدم بارد بطائرات أمريكية .
أن شهر رمضان المبارك ومن يلتزم به عقائديا لايعبأ بما تقوم به أنظمة التبعية من دعم واضح وجلي للعصابات التكفيرية ألآرهابية , ولا يكترث بما تقوم به المسلاسلات التي لاتحترم حرمة شهر رمضان الكريم , فجولة الباطل ساعة , وجولة الحق الى قيام الساعة , فهم ومسلسلاتهم الماجنة ودواعشهم كلاب جهنم سيلقون حتفهم ومصيرهم البائس , وتبقى ألآرض يرثها عباد الله الصالحون وهؤلاء لهم في المقاومة والحشد الشعبي مثال , ولهم في المرجعيات الملتزمة بالقرأن كتاب هداية وبشهر رمضان محطة للآيمان وبالكعبة المشرفة محجة للنسك والشعائر , وبالعلم المصحوب بالفهم والحلم والحكمة طريقا لآستشراف المستقبل الذي رسمته يد العناية ألآلهية فكانت بلسما للنفوس ورشدا للعقول وكفى بذلك فخرا